في واقع العرف الوطني الملتزم ، وفي ظل أننا شعب يرزح تحت وطأة الاحتلال ، فلا بد من فتح افاق متعددة الضوابط والجوانب لتجيير واستمالة والحفاظ على البعد العربي والقومي لقضيتنا الفلسطينية في اطار القرار الفلسطيني المستقل ، وفي ظل الحفاظ على علاقات طيبة تجوبها ترسيخ العلاقات الوطنية الفلسطينية مع الدول العربية الشقيقة التي تساند وتدعم شعبنا وقضيته العادلة دون تقديم أي استحقاق سياسي يفرض على شعبنا وعلى نهجه الثابت الوطني والملتزم في إدارة الصراع مع الاحتلال.
عنوان المقال ومقدمته بمثابة تسليط الضوء على المساعدات والمعونات التي تقدم لشعبنا الفلسطيني ، وخصوصاً من الدول العربية، والتي نخص ذكراً المعونات والمساعدات التي ترسلها دولة الامارات العربية الشقيقة ، والتي تقدمها منذ نشأة الثورة الفلسطينية لتعزيز صمود شعبنا ، ولنا في الشهيد الخالد ياسر عرفات والشهيد القائد ماجد أبو شرار وغيره من القادة الشهداء الذين كان لهم الأثر الطيب والعلاقات الوطنية ذات البعد العربي والقومي لها الأهمية والاعتبار مع دولة الامارات الشقيق منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد ال نهيان ، الذي لم يبخل يوماً على تقديم يد المساعدة والعون لشعبنا وثورته وقضيته العادلة ، في اطار بعيد كل البعد عن دفع أي ثمن سياسي أو أي استحقاق لا بد من تقديمه ، فلقد كان ومازال الاستحقاق التي تريده دولة الامارات الشقيق من شعبنا العيش في ظل حياة كريمة وبخطى ثابتة على طريق الحرية وواثقة من حتمية النصر والاستقلال.
ظهرت خلال اليومين الماضيين بعد التصريحات من الجهات الرسمية الفلسطينية والتي تتمحور في اشاعة أجواء المناكفات والمزاودات على دولة الامارات لتقديمها كالعادة مساعدات انسانية لشعبنا في ظل الأزمات والكوارث التي يعيشها ، وخصوصاً في ظل جائحة كورونا العالمية ، والسبب في تلك المناكفات والمزايدات أن المساعدات قد وصلت عن طريق التنسيق مع الاحتلال لدخول تلك المساعدات إلى أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
من المعلوم للجميع ودون استثناء أن أي مساعدات أو معونات ترسل لشعبنا الفلسطيني تخضع بشكل مباشر لمعرفة دولة الاحتلال بها ، وذلك من أجل الموافقة على دخولها ، وهذا الأمر ليس بالجديد أو بالمستحدث ، فكل ما يرسل من دعم انساني ومساعدات لشعبنا يخضع للإشراف على وصوله من عدة جهات والتي من بينها دولة الاحتلال.
تأخذنا بعض المواقف والتصريحات السياسية أحياناً إلى غفوة من الزمن والتعامل في الأمر نفسه بمكيالين ووفق مزاجية وأهواء لا تخدم شعبنا ولا قضيته في اظهار المناكفات والجهر بالانتقاد الاذع التي تصل حديته إلى العداء وخسران دول عربية شقيقة تقف مع شعبنا وتمد له يدها بالمعونات والمساعدات دون أي مقابل مشروط أو أي استحقاق يلزمنا أثماناً سياسية مطلوب منا دفعها أو القبول بها ، هذا بالأساس إن وجدت؟ ولكن للأسف وفي حقيقة الأمر لا نجد تلك التخيلات غير المنطقية ولا الواقعية إلا عند جهات فلسطينية معينة تخضع لأهداف خاصة وأجندات مزاجية متنفذة.
شعبنا الفلسطيني لا يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال ، ولا زال وسيبقى يحتاج مساندة الدول العربية الشقيقة ذات النهج العروبي الملتزم وطنياً واخلاقياً مع شعبنا وتعزيز صموده على كافة الصعد والمستويات ، في اطار الحفاظ على العلاقة الفلسطينية العربية وفق اطار استقلالية القرار وعدم الاستغلال ، والذي لم يفرض يوماً من دولة الامارات ، لأنها ليست بحاجة لتمرير سياسات من خلال تقديم المعونات والمساعدات ، لأن الامارات اليوم امارات الحضارة والتقدم ورفعة الشأن على مستوى دول العالم المتقدمة ، والتي صعنت شأنها ومجدها بيدها لكي تصل الى الريادة والقيادة على المستوى العربي والعالمي.
رسالتنا ...
شكرا لإمارات الخير والعطاء ، وهنا المعونات والمساعدات وادخالها في اطار المناكفات والمزاجيات أمر مرفوض وغير مقبول ، وخصوصاً من الدول التي تقدم يد العون والمساعدة لشعبنا دون أي استحقاق أو مقابل مشروط ومنظور ، وفي المقابل ذاته من يرفض المعونات والمساعدات من دول عربية وشقيقة يتوجب عليه سد العجز في المساعدات الانسانية التي شعبا بحاجة ماسة لها وبشكل يومي ومستمر، لأن المجاهرة بالرفض والامتناع يقابلها الالتزام بالمسؤولية وسد الفراغ