عندما يصبح فيسبوك بإشراف الصهيونية إيمي بالمور والإخونجية توكل كرمان، وخاضع لرغبات غرفة التنسيق الأمني الإسرائيلية الفلسطينية الأمريكية، فإن مساحة حرية التعبير على هذا الموقع الإجتماعي تصبح محل نظر.
قبل أن تحجب إدارة فيسبوك عشرات الصفحات الخاصة بصحفيين فلسطينيين، قامت على مدار الأشهر السابقة بمحاربة المحتوى الفلسطينية وحظرت حسابات مئات الفلسطينيين وأدرجت عشرات المصطلحات السياسية الفلسطينية ضمن المعايير التي تعتبرها ممنوعة، بينما أبقت على حسابات رموز العنصرية والتطرف الديني والسياسي الإسرائيلية، تضخ كل السموم من على هذا الموقع الذي يفاجئنا كل يوم بسياسات جديدة تتعارض مع مبدأ حرية الرأي.
الإعدام الفلسطيني والعربي، والإعلاميون يكتفون بدور المتفرج على هذه السياسيات، كمال يفعل الحقوقيون.
هل المطلوب من الفلسطيني أن ينشر صور موائد رمضان وكعك العيد والمعايدات، ويصمت عن جرائم الإحتلال وخطة ترامب وتفاهات عباس، حتى يضمن له مكان على هذا الموقع الإجتماعي؟
في المستقبل، ستدرج أغنية فيروز عن العودة، وهتافات الضمير لجوليا بطرس، ونبض الثائرين في أغنيات مرسيل خليفة، وانباعثات الروح في أشعار محمود درويش ضمن المعايير التي تزعج لجنة حكماء فيسبوك.
سيصبح مشاهد لشهيد محمولًا على أكتاف الرجال أو جرافة إسرائيلية تقتلع شجرة زيتون بحراسة الجند، وتلوك بأنيابها جسد الشهيد في غزة، محتوى مخالف للمعايير الإجتماعية التي تراقبها الوزيرة الصهيونية السابقة إيمي بالمور.
وسيصبح نقد الإخونجية وعربداتهم الفكرية والسياسية وتحالفاتهم الخطرة، محتوى غير مرغوب به في عرف توكل كرمان.
إدارات مواقع التواصل الإجتماعي التي فتحت أبوابها لكل منظمات التطرف في العالم، تضع المحتوى الفلسطيني تحت المجهر، وقبل ذلك تضع حرية التعبير في أسر كرمان وبالمور والمؤسسات الأمنية.
تحولات كبيرة في سياسات فيسبوك تدفعنا للحديث بصوت مرتفع، وللبحث عن خيارات تضمن هامشاً للتعبير والتأثير بعيدا عن مقّصات الرقيب.