- الصحة اللبنانية: 4 شهداء و29 مصابا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت
كما انتصر أهل القدس في معركة البوابات الالكترونية والكاميرات الذكية والجسور الحديدة في تموز 2017، وهزموا نتنياهو وحكومته وأجهزته، ومثلما انتصروا في معركة كنيسة القيامة والحفاظ على ممتلكاتها في آذار 2018، ها هم يسجلوا أمام أمتهم والتاريخ انتصارا اخر، في مواجهة فيروس الكورونا، بدون رعاية رسمية من أي طرف، هزموا فيروس نتنياهو وانتصروا عليه، وها هم صامدون في مواجهة الكورونا، سيهزموه.
في القدس الشرقية: الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية يعيش 350 ألف عربي، لديهم 170 مصاباً بعدوى الفيروس، بينما لدى القدس الغربية ذات الكثافة العبرية الإسرائيلية عندهم 4000 مصاباً.
حكومة المستعمرة قدمت إجراءات حماية لسكان القدس الغربية، وفصلوهم عن سكان القدس الشرقية التي تركوها بلا أي من إجراءات الحماية، حتى رجال الشرطة الإسرائيليين غابوا عن شوارعها العربية، وتركوها للمجتمع المدني المقدسي الذي تولى الإدارة الوطنية بوعي وتنظيم، فرضوا على أنفسهم ومجتمعهم إجراءات الحماية الذاتية، بدون اختلاط وبلا حراك، يقودهم التجمع الوطني لمواجهة الكورونا، وشكلوا غرفة عمليات مدنية برئاسة الصحفي المتطوع أحمد البديري ومعه عشرات من الشباب المتطوعين برز منهم جهاد الغول وسمير الشريف، ورجالات البلد، وقيادات نقابية وحزبية من مختلف المهن والتوجهات، وحققوا المعجزة في حماية اهل القدس، بعد أن غابت كل مظاهر الأسرلة عن حياتهم اليومية والمعيشية، غاب الاحتلال ومؤسساته الذي يدعي أن القدس موحدة عاصمة لمشروعهم الاستعماري، غابوا عن عاصمتهم وتركوها كما هي يجب أن تكون لأهلها وشعبها وناسها لمسلميها ومسيحييها.
مستشفيات القدس الثلاثة عملت بلا كلل، الأوقاف الإسلامية والكنائس أعفت المستأجرين من دفع الاستحقاقات المالية المطلوبة، شركة الكهرباء فعلت نفس القرار، أما بشار المصري فقد تبرع بتقديم فندق السان جورج ذات الخمس نجوم بكامل طاقته مجاناً للمحتجزين طوال فترة الحجر المفروض على المشكوك بإصابتهم، مع خدمات طبية من الأطباء المتطوعين ومساعديهم.
عمل جبار، معركة وطنية بلا روافع من خارج القدس، حمى أهلها، ولا زالوا في صُلب معركتهم، حالة من التكاتف الوطني والتضامن الكفاحي، والتماسك الاجتماعي الإنساني غير المحدود، كل مقدسي يُقدم ما يستطيع، والجميع مُلتزم بالبيت لا خوفاً من الشرطة والأمن الإسرائيليين الذين انقشعوا واختفوا مع تمنياتهم أن الفيروس سيجتاح المجتمع العربي الفلسطيني ويهلكه، ولكن خاب ظنهم وتبددت رغبتهم.
أهل القدس يخوضون معركة البقاء والحياة، في مواجهة الفيروس المزدوج: الاحتلال الأجنبي الإسرائيلي الملموس وفيروس الكورونا الأجنبي غير المرئي.
الاحتلال وأجهزته، ترك سكان عاصمة مستعمرتهم، بلا إجراءات، بلا حماية، بلا وقاية، فرضوا عليها الطوق والعزلة وغابوا عنها، مما يدلل أن مخططهم توحيد شطري القدس، والعمل على عبرنتها وأسرلتها وصهينتها وتهويدها منذ أن اعترف ترامب يوم 6/12/2017، أنها عاصمتهم الموحدة، تبوء بالفشل، وستفشل، لسبب جوهري وهو أن أهلها وشعبها لن يرحلوا عنها، وسيبقون على أرضهم بصمود وصلابة وعزيمة، بقيادة فصائلهم وأوقافهم وكنائسهم ورجالاتهم وشخصياتهم ورجال أعمالهم ونسائهم وذواتهم من المسلمين والمسيحيين، حتى ولو تخلى العرب عن دعمهم وإسنادهم لهم، وصاغوا كل وسائل التطبيع والتشويه والتضليل والبرامج والمسلسلات، ومهما تفوه البعض وتطاول على تاريخ الشعب الفلسطيني وتراثه.
سيبقى الفلسطينيون في بلدهم مع نضالهم وبسالتهم وتكاتفهم حتى ولو تخلى بعض العرب والمسلمين والمسيحيين عن تأدية واجباتهم نحوهم، سيبقى الفلسطينيون ممسكين بأولى قبلتهم، وثاني مسجدهم، وثالث حرمهم، وبمسرى سيدنا محمد ومعراجه، وبقيامة السيد المسيح وكنائسه، فهذا التراث ملك لأهله يحموه بصدورهم وفقرهم وكرامتهم، لأن الذي يستهدف القدس يستهدف مكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي يمس عاصمة فلسطين سيمس عمّان والرياض والقاهرة والرباط والجزائر، والذي دمر دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس ومقديشو لن يتردد في تدمير حاضر العرب ومستقبلهم.