مدينة القدس بسكانها ال 330 الف نسمه يتعرضون هذه الأيام لإجراءات بشعة وغير مسبوقة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، في ظل تراخيها عن القيام بواجبها وبما يفرضه عليها القانون الدولي بصفتها القوة المحتلة من واجبات الحفاظ على حياة السكان وعدم إلحاق الضرر بهم وبحياتهم أو بممتلكاتهم.
فقد صعدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها القمعية والوحشية من هدم المنازل ومن اعتقال النشطاء من الشباب الفلسطينيين الذين يحاولون القيام بواجبهم الوطني الصحي والوقائي سواء من اعمال التعقيم والإرشاد والمساعدة لمن يحتاج العلاج أو العزل بسبب الوباء وذلك لحماية مدينتهم واهلهم من سكانها من خطر انتشار جائحة الكورونا التي تضرب فلسطين عامة شأنها شأن مختلف الدول في المنطقة، وقد توجت ذلك فجر الجمعة الثالث مننيسان شرطة الاحتلال باقتحامها منزل وزير القدس، فادي الهدمي ،بطريقة همجية حيث كسَرت ابواب منزله الخارجية والداخلية ومستخدمة الكلاب البوليسية لإرهاب السكان ولشل هذا النشاط الوطني والإنساني والصحي والوقائي الذي يقوم به النشطاء من ابناء القدس لحماية مدينتهم وبصفة السيد الهدمي وزيرا في السلطة الفلسطينية لشؤون القدس تؤكد سلطات الاحتلال بهذا التصرف رفضها وشلها لأي عمل أو نشاط للسلطة الفلسطينية في مدينة القدس وعدم السماح لها للقيام بواجبها في مدينة القدس تأكيدا منها على ضمها للمدينة كما ورد في (صفقة القرن) واعتبار القدس عاصمة لكيان المستعمرة الإسرائيلية..
إن اعتقال وزير شؤون القدس في هذه الظروف الصعبة بالذات ما هو إلا امتداد لتلك الإجراءات والتدابير الهادفة إلى عرقلة كل الجهود الفلسطينية الرسمية والشعبية المبذولة في مواجهة وباء كورونا، كما هو اعتقال تعسفي متواصل يستهدف جميع أبناء القدس المحتلة دون تمييز، وتنفيذا لصفقة (ترامب نتنياهو) المشؤومة، واستكمالا لعمليات تهويد القدس وضمها والعمل جارٍ على إفراغها من مواطنيها المقدسيين مسلمين ومسيحيين وإخلائها من أصحابها الأصليين، في عملية تطهير عرقي للمدينة متواصلة دون وجل أو خوف ودون أي رادع يردعها.
إن سلطات الاحتلال لا تقيم وزنا لا للقانون الدولي ولا لقرارات الشرعية الدولية التي ترفض إجراءاتها وضمها وتؤكد على وضعها القانوني كأرض محتلة شأنها شأن بقية الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام1967م.
لقد باتت القدس اليوم معزولة عن محيطها الجغرافي والسكاني بسلسلة من المستوطنات يضاف اليها جدار العزل والفصل العنصري الذي يلتف حولها ويطوقها كحبل المشنقة.. في محاولة لطمس هويتها العربية الفلسطينية وتغيير تركيبتها الديمغرافية واستبدالها بأغلبية يهودية.
إن تعزيز صمود القدس وسكانها وحمايتهم من بطش الاحتلال يجب أن يمثل أولوية فلسطينية عربية اسلامية مسيحية لردع هذا التغول الاستيطاني ووقف اجراءات التطهير العرقي وتهديد حياة المقدسيين وتضييق سبل العيش والحياة عليهم في مدينتهم والحفاظ عليهم.
لا بد من ممارسة كافة الضغوط على سلطة الاحتلال لوقف سياساتها الجائرة، وعدم ترك القدس واهلها وحيدين في مواجهة هذا الاحتلال وسياساته وإجراءاته الغاشمة.
إن هذا الوضع الخطير للقدس يقتضي التحرك الفوري والسريع على كل المستويات العربية والدولية وتقديم كافة اشكال الدعم المعنوي والمادي للقدس واهلها لأجل الحفاظ على هويتها وإفشال كافة مشاريع تهويدها وعزلها وضمها لكيان المستعمرة.
إن تعزيز صمود القدس وأهلها يعتبر من اوجب الواجبات، فلا تتركوا القدس وحيدة في المواجهة.