منذ أن سربت وسائل عبرية، عن وجود إصابات بفايروس كورونا يوم 5 مارس 2020، ومدينة بتت لحم ومحيطها، تعيش حالة من "العزلة الخاصة" بين حجر صحي وحجر سياسي، وأحيانا حجر في نشر "المصداقية" عن حقيقة ما يحدث بها، وطبيعة الاستعداد والقدرة على مواجهة ذلك "الفايروس" الخطير.
يوميا تقرأ، عن ارتفاع أرقام المصابين في الضفة الغربية (قطاع غزة خال حتى ساعته بقرار من صحة حماس)، ومع ان الرقم هو اقل من نصف ما أصاب دولة الكيان، أخذين بالاعتبار أن حركة السفر من والى تل أبيب ومدن الكيان هي اضعاف مضاعفة، كي لا يستخدم بعضهم تلك الأرقام لممارسة تضليل ما.
بيت لحم، مدينة لها مكانة خاصة في الوعي الفلسطيني، بما تمثله من "وضع ديني خاص" وبالتحديد لأبناء الوطن المسيحيين، ولذا نجد أن الرئيس محمود عباس وغالبية مسؤولي السلطة يذهبون اليها في احتفالات "أعياد الميلاد"، يشاركون بفرح وبزهو، والحقيقة ان تلك "عادة سياسية" كرسها الشهيد المؤسس الخالد ياسر عرفات، تجسيدا للقيمة التي تمثلها مدينة بيت لحم وكنيستها بالنسبة لفلسطين، سياحة وقيمة تاريخية.
بيت لحم ومحيطها، وبعيدا عن دورها التاريخي في الثورة والكفاح الوطني، فأن مكانتها الدينية – السياسية، تضعها في مكانة إخبارية عالمية، دون الانتقاص من مدن فلسطين التي وصلها الفايروس، لكن الواقع له قوة لا يمكن تجاوزها برغبة أو بقرار ما، ولذا متابعة الإصابات بها الأكثر إشارة في وسائل إعلام دولية وعربية، وأصبح فندق "أنجل" حاضرا كما لم يحلم يوما مؤسسيه بما ناله من شهرة، رغم انها شهرة بطعم "كورونا".
الرئيس عباس، يتابع عبر "الهاتف" تطورات المشهد الفايروسي، الى جانب سماع من رئيس حكومته ووزيرة الصحة بها، ويتعامل ما يقال على أنه "الحقيقة"، دون أن يكسر أي منهم رتابة المتابعة اليومية بخطوة هي من متطلبات العمل العام.
ما تقوله تقارير الحكومة ومحافظي الرئيس لا يتطابق كثيرا مع واقع المشهد الفايروسي في بيت لحم ومحيطها، وربما مع غيرها من المدن التي تسلل لها، لكن بيت لحم هناك من يرطن بلغة وأرقام وحقائق تختلف، وربما كثيرا عما تعلنه وسائل إعلام الرئيس عباس وحكومته.
وكي لا تبقى حركة "الشك" قائمة، وتنشر وقائع غير واقعية، سواء لجهة "الرسمية" او لغيرهم، لما لا يتشكل فريق حكومي ليذهب الى بيت لحم، من عدد من مسؤولي السلطة ومكتب الرئيس عباس (لا نريد القول ليته يذهب زيارة خاطفة لكن صحته العامة لا تسمح)، وقادة فتح (م7) بصفتها الحزب الحاكم، بدل من الاختباء الكلي، وبات حضورهم الإعلامي تقريبا غير متوفر (ليتها نعمة تدوم).
فريق يقيم زمنا، يتفقد المشهد بكل تفاصيله ويستمع للناس الذين تحدثوا في إعلام غير رسمي بلغة تختلف كثيرا بل وربما نقيضا لما قالته حكومة الرئيس، وذلك ليس اختراعا ولا منحة تهبها لأهل بيت لحم، بل هي ضرورة وطنية سياسية، قبل ان تكون واجبا مهنيا.
بيت لحم كما القدس والناصرة تمنح فلسطين قيمة تاريخية تفتقدها مدن عالمية كبرى...فلا تبخلوا عليها بزيارة، والإغلاق لها لا يجب أن يكون ذريعة لهروبكم!
ملاحظة: ضحايا جريمة النصيرات وصل الى 15 انسانا دفعوا حياتهم ثمنا لجشع بعضهم...الكارثة ان الحاكم العام في قطاع غزة يصر انه "إرادة الرب"...ويبعد عنها إرادة بعض من فاقدي الإنسانية...عفكرة العدد يتزايد يوميا.
تنويه خاص: كوبا تعلن عن تمكنها من حل لغز شيفرة مواجهة الـ "كورونا"، اعلان لا زال البعض يشكك به، رغم ان الجزيرة المحاصرة منذ 1960 من قبل الطغاة، ودون أن تصلها "حقائب مالية" لها نجاحات طبية كبيرة، لعل القادم ينصفها بما تستحق...فيفا كوبا!