- شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزة
القاهرة: قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبد الحكيم عوض، إن الجلسة التي عقدت في مجلس الأمن المتعلقة في " صفقة القرن" لم تمثل أي خطوة للأمام من الممكن أن يبني عليها الفلسطينيين تطلعاتهم وطموحاتهم في اقامة دولة فلسطينية وفق القرارات الشرعية في ظل الرفض الفلسطيني المشروع لصفقة " ترامب"، ولا يمكن أيضا للفلسطينيين أن يبقوا مطمئنين لمواقف الدول الداعمة والمساندة لقضيتنا الوطنية، وعدم رضوخها للموقف الأمريكي في ظل الهيمنة والسيطرة الملحوظة للإدارة الأمريكية بزعامة ترامب على الكثير من دول العالم.
وأضاف عوض، في حديثه الأسبوعي لبرنامج "بصراحة" الذي يبث على قناة "الكوفية" ويقدمه الإعلامي محمد سليمان، أن جلسة مجلس الأمن المتعلقة في بحث "صفقة القرن" وتداعياتها ومخاطرها المستقبلية على شعبنا وقضيته لم تجر وفق ما أرادها وتطلع لها كافة الفلسطينيون ، وأنه لحتى اللحظة لم يصدر أي قرار أو بيان عن مجلس الأمن أو حتى خطة مشروع لحل النزاع الفلسطينيين الاسرائيلي يستند في صيغته إلى القرارات الشرعية التي تعطي لشعبنا الحق في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران ، والذي بالتأكيد ستواجه الادارة الأمريكية بالفيتو الذي أصبح عنواناً واضحاً للبلطجة الأمريكية التي يقودها ترامب.
وتابع عوض، اليوم ينظر العالم بأسره إلى حالة الانقسام الفلسطيني وغياب الوحدة الوطنية التي تعد نقطة الاساس في مواجهة الصفقة الأمريكية ، فكيف بنا أن نطالب الدول الداعمة لعدالة قضيتنا أن تقف بجوارنا ونحن منقسمين على أنفسنا ، ناهيك عن الضغوط الأمريكية التي تمارسها على تلك الدول وثنيها عن الوقوف مع شعبنا ، فالانقسام هو أساس العلة الوطنية ، ووحدة شعبنا الفلسطيني هي " النووي" القادر على اسقاط صفقة ترامب في مهدها ، وصفقة ترامب لن يسقطها أيضاً إلا غضب عارم وفعل قوي على أرض الواقع وليس بالتصريحات واطلاق العنان للشعارات الرنانة المستهلكة.
وحول خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، اعتبر عوض، أن الخطاب جاء أقل من سقف التوقعات ويفتقر للحد الأدنى من تطلعات شعبنا الفلسطيني في هذه اللحظات المصيرية من عمر قضيتنا الوطنية فمقارنةً بخطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات في أروقة الأمم المتحدة عام 74، الذي كان خطابا ملتزماً فلسطينياً بالمحددات الوطنية للقضية وجوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، فخير العالم بين السلام العادل المبني على قرارات الشرعية الدولية أو الكفاح المسلح المتواصل ضد الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي حين جسد ذلك في مقولته الشهيرة بخطابه "لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
واستطرد عضو المجلس الثوري لحركة فتح في سياق ذلك قائلا، ليس من المعقول أن يذهب الرئيس عباس للأمم المتحدة مخاطباً شعوب العالم وخلفه شعب منقسم فيقدم خطابا في صيغة عمقها التذلل والاستجداء من أجل الحصول على حقوق شعبنا الفلسطينية المشروعة التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة وكفلتها كافة المواثيق والأعراف الدولية ، فلماذا لم يعلن الرئيس عن قيام دولة فلسطين اتحت الاحتلال من قبل دولة استعمارية استيطانية، لقد كان الاولى والأجدى للرئيس أن يكون عنواناً للرافعة الوطنية الفلسطينية في خطابه بدلاً من امحاولات الاستجداء والاستعطاف التي لم ولاتجدي نفعا والخطاب النمطي المكرر الذي لا يرتقي إلى عِظَم نضالات وتطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال.
وعن قرار الأمم المتحدة المتعلق بتسمية 112 شركة التي لها صلة بالمستوطنات الإسرائيلية، أكد عوض، أن هذا القرار أعاد روح الأمل للفلسطينيين ولا بد من البناء عليه وطنياً من أجل القدرة على مواصلة المواجهة والتصدي للمؤامرة الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن هذا القرار بحاجة إلى تحرك قانوني وسياسي دبلوماسي لفضح الشركات التي لها علاقة بالمستوطنات، من خلال حملة اعلامية فلسطينية مناهضة لهذه الشركات وملاحقتها قانونياً وقاطعتها وفضحها أمام مرأي العالم بأجمعه.
واعتبر عوض، في رد على سؤال حول توقيت الإعلان عن خطة ترامب، أن هذا التوقيت تحديداً والحديث عن ضم المستوطنات في الضفة الغربية والأغوار التي هي جزء من صفقة ترامب وهي خطة إسرائيلية قديمة الإنتاج، هدفها الأساسي تقوية فرص فوز نتنياهو من خلال استقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، واستمالة الناخب والجمهور الإسرائيلي للتصويت لصالح نتنياهو من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة.
واختتم عضو المجلس الثوري د. عبد الحكيم عوض حديثه لبرنامج "بصراحة" قائلا، رغم كل الأسباب التي دعت للاستعجال في طرح صفقة القرن قبل الانتخابات الاسرائيلية وهو مالم يكن متوقعا ، إلا أنه من الممكن أن ينقلب السحر على الساحر، وأن تكون هذه الصفقة وبالاً على رأس نتنياهو في الانتخابات القادمة، خاصة أنها لم تحقق طموحات اليمين المتطرف الذي يريد صفقة تمكنه من ضم كافة أراضي الضفة الغربية وفقا لمعتقدات دينية صهيونية بائدة.