- طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على وسط مدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة
بالتزامن مع تأسيس المنظمات الإرهابية وجماعات المرتزقة لاستخدامها في الخارج يسابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزمن من أجل شرعنة إنشاء كيانات موازية وميليشيات عسكرية وشرطية في الداخل لتهميش الجيش والشرطة التركية، وها هو حزب العدالة والتنمية يعرض على البرلمان قانوناً غريباً يقضي على دور الشرطة التركية أسماه «قانون حراس الليل»، فما هي أهداف أردوغان من تأسيس هذه الميليشيات للعمل في إسطنبول وأنقرة وأزمير وغيرها من المدن التركية؟ ولماذا يصر الحزب الحاكم في تركيا على إدخال عناصر غير محترفة للمنظومة الأمنية التركية؟
ليست الأولى
منذ عام 2002 يحاول أردوغان تهميش الجيش والشرطة التركية وبناء ميليشيات موالية له ولحزبه ـ وظهرت هذه القوات بشكل واضح على جسر إسطنبول في 15 يوليو 2016 عندما ظهر أشخاص بزي مدني ومدججين بالسلاح قاموا بقتل الشعب التركي الرافض لأردوغان، وقبلها في عام 2008 قام أردوغان بإعادة هيكلة «حراس القرى» وهي ميليشيات الهدف منها المشاركة في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني والنشاطات الكردية، وفي عام 2012 قام أردوغان بتأسيس منظمة «سادات» وهي تشبه قوات «الإنكشارية» التي عاثت فساداً وقتلاً في عهد الدولة العثمانية، وتقوم «سادات» الآن بمراقبة مفاصل الجيش التركي من خلال مراقبة الجنرالات الكبار في الجيش، وقامت هذه الشركة بتدريب وتسليح الميليشيات السورية التي أرسلها أردوغان إلى شمال شرق سوريا، وتتولي «سادات» الآن مهمة إرسال المرتزقة والإرهابيين إلى مصراته وطرابلس وسرت في ليبيا، وتعمل كذلك ما تسمى بميليشيا «السلطان مراد» على نفس الهدف، وهو تجنيد عناصر من خارج الجيش التركي لإرسالهم لشرق سوريا والصومال وغرب ليبيا، وخلال الساعات الأخيرة طرح حزب أردوغان على البرلمان التركي مشروع قرار لتسليح ميليشيا جديدة وهي «حراس الليل»، وتقوم هذه القوات الموازية لقوات الشرطة التركية بالعمل في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأزمير وأنقرة وديار بكر وغيرها، والهدف منها مراقبة كل شيء في هذه المدن، ومنع أي نشاط سياسي أو مجتمع مدني يناهض حزب العدالة والتنمية، حيث يشترط على من يعمل في «حراس الليل» أن يكون تابعاً لحزب العدالة والتنمية، وهي عناصر غير مدربة ولم تحصل على تعليم عالٍ، ولا تعلم شيئاً عن القوانين التركية.
تحوّل كامل
بعد تأسيس كل هذه الميليشيات «الأردوغانية» في الداخل والخارج التركي نحن أمام تحوّل كامل في تركيا من دولة كانت تؤمن بالمؤسسات وسيادة القانون إلى دولة تعتمد في كل سلوكها على الميليشيات، فهدف أردوغان هو بناء قوى أمنية تدين بالولاء الأيديولوجي والفكري له على غرار الحرس الثوري الإيراني، والمهمة الأولى لهذه الميليشيات هي حماية أردوغان وحزبه بعد تآكل شعبيته وتصاعد الغضب الشعبي ضده..