جاء الإعلان عن موعد الكشف عن صفقة القرن قبل أيام متزامنا مع زلزال ضرب تركيا وهزة فوق الأربع درجات ضربت البحر الميت وشعر بها سكان فلسطين.
وعادة تتعرض فلسطين لهزة كبيرة مدمرة كل 100 سنة أكبرها ما تحدث عن ابن الأثير سنة 1067 عندما ضرب فلسطين وخاصة مدينة الرملة زلزال مدمر محق المدينة وانحسر ماء البحر مسافة نهار ونزل الناس يلتقطون من قاعة ما يجدونه وسرعان ما عاد البحر عليهم وقتل منهم خلق كثير أي إنه تحدث عن تسونامي وأصاب الزلزال ذاته مصر والقدس حتى المدينة المنورة ووصل إلى الكوفة في العراق .
وآخر زلزال مدمر كان سنة 1937 الذي دمر مدينة صفد وقبله سنة 1924 كان زلزال نابلس المدمر الذي أصاب شرق الأردن أيضا.
وغني عن القول أن قصر هشام في أريحا دمر في زلزال بعد بنائه بعشرين سنة لوقوع غور الأردن ضمن الأخدود الأفريقي الزلزالي الذي يمتد حتى تركيا .
قبل قرابة 16 سنة كنت أكتب مقالتي اليومية عن الصراع مع الاحتلال الذي نغص على المنطقة حياتها منذ قرن وتمنيت زلزالا مدمرا لا يبقي أحدا في فلسطين عربا ويهودا حتى نرتاح جميعا .
وأثناء كتابة هذه الأمنية المزلزلة شعرت وكأن طاولة مكتبي تتحرك وأميل معها ثم شعرت بالغرفة تهتز فقفزت إلى خارج المبنى في رام الله حيث كنت أعمل وصرخت بالزملاء أن أخرجوا وتبين إنه زلزال مركزه في البحر الميت، وتعجبت من المصادفة فأمسكت بيد أحد الزملاء وعدت إلى مكتبي وأشرت إلى آخر سطر كتبته عن أمنية الزلزال ففغر فاه غير مصدق ونشر المقال في حينه.
الآن يأتي ترامب وحوله نتنياهو وجانتس وكوشنير وفريدمان وبيركوفيتش وغرينبلات وشيلدون ادلسون وكلهم يهود ليعلنوا هزة القرن في البيت الأبيض بإشراف مايك بينس الإنجيلي الصهيوني المصاب بهوس المسيح المنتظر الذي يظنون إنه لن يظهر إلا بعد قيام إسرائيل الكبرى وهدم المسجد الأقصى. وخارج البيت الأبيض هناك قادة المستوطنين الذين يبدون سعداء من الهزة.
فالطبخة يهودية صهيونية بإمتياز فكيف يطلب من الفلسطينيين الموافقة على ذبح المزيد من مقدساتهم وأرضهم ! وهل هناك مبرر واحد للموافقة عليها طالما أن أكثر المحللين المحايدين يصفونها بأنها مسرحية سياسية ذات أهداف انتخابية لتنجيح نتنياهو الفاسد وسيد البيت الأبيبض الأفسد.
ولا أظن أن الهزة ستهز أي فلسطيني مؤمن بحقوقه وعدالة قضيته، فالشرعية الدولية لا تؤخذ من رئيس أمريكي لا يعرف الصفقة نفسها إن سئل عنها لأنه يجهلها ولا يعرف تفاصيلها وإن عرف لن يفهمها لأن اللوبي الإنجيلي الصهيوني فرضها عليه لخدمته انتخابيا مع نتنياهو وإرضاء غلاة المستوطنين عشاق القتل والدمار.
فالصفقة إما أن تهز المنطقة وتعيد القضية الفلسطينية إلى بدايتها الثورية أو تتلاشى كمزحة القرن.
عموما ما زالت أمنية الزلزال قائمة لعل الله يبعثها رحمة بعباده في فلسطين.