- مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة
الكوفية - عمرو طبش: من جديد، تعود المعاناة مرة أخرى إلى قطاع غزة، الشاب سلمان البشيتي مغترب لم يجد في وطنه حياة كريمة، فركب أمواج الموت باحثا عن حياة أخرى تساعده على العيش بكرامة، كانت نهايته في الحقيقة مؤلمة بكل الأحوال، تاركا وراءه هما وألما لذويه وحرقة لن تفارقهم.
سلمان البشيتي "37عاما"، ليس الأول ولن يكون الأخير في دفع فاتورة وضريبة وطن قيدهم وخنقهم، ولاحقهم حتى هربوا منه ليموتوا بعيدا عن كل شيء.
ضجة كبيرة عمت مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الفاجعة، في ضوء الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة والتي باتت تدفع الشباب لمغادرة القطاع وسلوك طرق الهجرة في ظروف تنطوي على كثير من المخاطرة.
سلمان أراد أن يحقق أحلامه الصغيرة في إحدى الدول الأوروبية، لكنها برغم اتساعها لم تسع حلما واحدا من أحلام الشاب الغزي.
تقول والدة شهيد الغربة سلمان لمراسل "الكوفية" إن ابنها خرج من قطاع غزة منذ 11 شهرا باحثا عن رزق أولاده بعد أن عجز عن تلبية أبسط احتياجاتهم.
وتضيف، على الرغم من إصراري على بقائه في غزة إلا أنه أصر على الهجرة نظرا لوضه الاقتصادي الصعب.
وتصف والدة سلمان، مشاهد الموت التي وصل إليها ابنها، فتقول "رمى حاله في عز البرد يمه عشان بده يعيش، والله شكله حزين وهو في الباخرة، حبيبي يما راح بدون ما أشوفه، ياربي كأنه أنا بحلم حلم يما".
وتوضح، أن كثيرا من الشباب حصلوا على شهاداتهم الجامعية لا يمتلكون مالًا، مشيرة أن لديها ابنا آخر يبلغ من العمر "50 عاما"، باع سيارته الخاصة لعدم وجود عمل، من أجل إطعام أبناءه.
في السياق ذاته تقول خالة شهيد الغربة سلمان الشيتي، إن "حالته الاجتماعية على الله، لا قادر يعيش ولا يعيش ولاده، واله 15 سنة وهو يبحث عن عمل ليتوظف وكله عالفاضي، وكل ما يمد إيده لأصحاب القرار باحثا عن عمل لا يجد جوابا إلا ما فيش شغل".
وتوضح، أن سلمان أثناء تسجيله للهجرة عانى الويلات من رفض وتغيير الأوراق حتى تنجح جميع معاملاته.
وتوجه خالة شهيد الغربة رسالة إلى المسؤولين وأصحاب القرار أن ينظروا إلى الشباب بعين الرحمة والرأفة، والعمل على حل مشاكلهم كاملة، وتوفير وظائف ليعملوا بها حتى لا نرى كل يوم شابا يذهب للغربة ويحدث كما حدث مع سلمان.
الانقسام.. المتهم الأول
ومن جهة أخرى يقول أمين سر اللجنة القانونية في حركة فتح - ساحة غزة صلاح الوادية، إن السلطات التركية بطريقة مباشرة وغير مباشر تتحمل مسؤولية الشباب الفلسطيني وغير الفلسطيني الذين يخرجون من الحدود التركية الى أوروبا.
وأضاف الوادية لـ"الكوفية"، يجب على تركيا أن تقوم بدورها وفق قواعد القانون الدولي الإنساني ووفق الاتفاقيات الدولية في ضبط حدودها وحماية المهاجرين من التعرض لهم على الحدود سواء بالقتل أو الملاحقة أو ابتزاز المهربين.
وأشار الى المسؤولية الفلسطينية التي تسبق التركية، تقع على الحكومتين، وأولا على رأسهم الرئيس محمود عباس، عليه أنه يعمل بجهد وبشكل صادق على إنهاء الانقسام وإنهاء حالة التشرذم التي أوصلت الشعب إلى هذه المرحلة من العوز والحرمان والفقر وسوء الحال الذي دفع الشباب الى الهجرة.
وأوضح الوادية، أن هناك مسؤولية أخرى تقع على الدبلوماسية والسفارات الفلسطينية بأن تتابع بشكل حقيقي وحثيث الشباب الفلسطيني الذين يصلون تركيا، وتتابع تحركاتهم وتحاول رفع وعيهم.
وفي السياق ذاته يقول رئيس مجلس حشد المحامي صلاح عبد العاطي، إنهم كمؤسسات حقوقية تابعوا تراجع تمتع اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم في الأراضي التركية، سواء من حيث الملاحقات، وغياب الإجراءات القانوينة العادلة، وعدم تمتعهم بالحد الأدنى من الحقوق التى كفلتها اتفاقية حقوق اللاجئين في تركيا مما أدى إلى مقتل عدد من المهاجرين.
وطالب عبد العاطي، منظمة المفوضية العليا للاجئين بفتح تحقيق جاد في الإجراءات التركية واليونانية في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين، ومقتلهم على الأراضي التركية والتأكد من القيام بالإجراءات اللازمة لضمان حقوقهم وإنصافهم.
وطالب، الحكومة التركية بوقف هذه الممارسات والبدء بإجراءات إنسانية وحقوقية لتضمن حقوق ورعاية اللاجئين وفق ما نصت عليه اتفاقية حقوق اللاجئين.