- الصحة اللبنانية: 4 شهداء و29 مصابا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت
غزة - محمد جودة - عهد أبو خوصة: تشهد العراق توترا شديدا نتيجة الوجود الأجنبي على أراضيها والذي بات يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل العراق بعد التصعيد العسكري المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على الأراضي العراقية.
ويأتي هذا التوتر عقب مقتل المسؤول الايراني قاسم سليماني بقصف جوي أمريكي استهدف طائرته في مطار بغداد، ما وضع العراق في مأزق ومزيد من الأزمات الداخلية بعد مطالبة القوى العراقية الحكومة، برفض وطرد الوجود الاجنبي في العراق، في اشارة الى ايران وأمريكا.
وشنّت إيران هجوماً صاروخياً بالستياً، فجر اليوم الأربعاء، على قاعدة عين الأسد الجوية وأربيل، حيث يتمركز جنود أميركيون.
ويأتي القصف الإيراني للقواعد الأمريكية في العراق، ردا على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في عملية أطلق الإيرانيون عليها "عملية سليماني".
وعقب الهجوم الايراني، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن كل شيء على ما يرام بعد الهجوم الصاروخي، مشيرا إلى أن أمريكا لديها الجيش الأقوى والأكثر جهوزية في العالم، ولفت إلى أن تقييم الأضرار جار وقال إنه سيدلي ببيان حول الأحداث الأخيرة.
انقسام حاد بين القوى السياسية العراقية
قال أستاذ العلوم السياسية العراقي، ورئيس مركز التفكير السياسي العربي د. إحسان الشمري، إن "الموقف العراقي يبدو بأنه خجول ولم يرتقِ لمستوى الحدث، هناك انتهاك للسيادة العراقية، والحكومة لم تتحرك في إطار هذا الانتهاك، وتدفع بمواقف لا تتماهى أو تمضي مع مكانة العراق، ويبدو أنها فاقدة لقدرتها في إدارة الأزمة الحالية، وهناك انقسام حاد ما بين القوى السياسية في هذا الموضوع، هناك من يضع في حساباته طبيعة التحالفات مع دول الصراع بما يخص المواقف".
وتابع الشمري، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، "بوجهة نظري أن هذه الحكومة إذا ما استمرت قد يتفكك العراق على المستوى المتوسط، خصوصا أن الانقسام وصل مستويات عالية جدا".
الحكومة العراقية لا تمتلك صلاحية سحب القوات
وأضاف استاذ العلوم السياسية، أن "حكومة تصريف الأعمال لا تمتلك صلاحية سحب القوات، حتى القرار الذي أصدره البرلمان هو خطوة رمزية كجزء من التوصية، إذ أن البرلمان معني بتشريع القوانين ولا ينص الدستور العراقي على أن البرلمان يصدر قرارات، ولهذا لا تمتلك هذه الحكومة القرار بسحب القوات، ما يعني أن القرار يعود للحكومة القادمة سواء حكومة انتخابات مبكرة أو حكومة تمضي بالعراق وفق رؤية جديدة، بعيدًا عن رؤية معادلة السلطة، ولكن في المقابل الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أنها لن تنسحب من الأراضي العراقية ما يضع حكومة تصريف الأعمال في دائرة الضعف وعدم القدرة على اتخاذ القرار".
وبيّن، أنه "عراقيًا لن يكون هناك رد من قبل الحكومة لأنها كحكومة أو كمعادلة سلطة قريبة من إيران، لذلك لن يكون هناك رد سياسي ودبلوماسي أو أمني، وقد تكتفي ببعض الأطر البروتوكولية، لكن لن تكون هذه الأطر حادة، أما على المستوى الأمريكي إذا ما استمر استهداف المصالح الأمريكية كقواعد أو سفارة أو رعايا، أتصور أنه سيكون هناك ردود حادة من قبل الولايات المتحدة ما يجعل العراق أرض اشتباك مفتوحة".
الشعب العراقي سينتفض ضد الحكومة والطبقة السياسية
واختتم الشمري، حديثه مع "الكوفية" قائلا: إن "طبيعة الحركة الاحتجاجية والانتفاضة على هذه الحكومة والتي دفعت إلى استقالتها إذا لم يتم اختيار رئيس حكومة جديد سيكون هناك تصعيد على مستوى الداخل العراقي، نحن أمام مشهد جديد رغم الأحداث ولكن الشارع يتحرك ويعتقد أن هذه الحكومة لا تمثل العراقيين والطبقة السياسية لا تمثل العراقيين أيضا، وبالتالي إذا لم يتم الاستجابة بإيجاد رئيس حكومة جديد يعمل على إعادة التوازن هذا سيكون مدعى لانتفاضة الشعب العراقي ضد الحكومة والطبقة السياسية".
العراق هو الأضعف في المعادلة بسبب الانقسامات السياسية
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي، إن "العراق دولة ضعيفة وسط ما يجري بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وكان يتوقع أن تكون الضربة كبيرة جدا تطيح حتى بالاستقرار العراقي، هذه الضربة قياسا بما كان يتوقعه العراقيون، كأنها رسالة تسوية للملفات، وخصوصا أن الجانب العراقي يشعر أن الجانب الأمريكي ربما لن تكون له ردة فعل على إيران من الأراضي العراقية".
وتابع الموسوي، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن العراق هو الأضعف في المعادلة وبسبب الانقسامات السياسية وعدم القدرة على بناء هيكلية صحيحة للمؤسسة العراقية للدفاعات الجوية ولذلك الموقف العراقي أكاد أسميه "متفرج" بين قوى إقليمية وقوى عظمى لا يستطيع أن يوقف إطلاق صواريخ على سيادة العراق وسبقها ذلك استهداف بعض الشخصيات على الأراضي العراقية.
انقسام عراقي.. وكردستان تتحالف مع أمريكا
وأضاف المحلل العراقي، أن القوة الإيرانية والأمريكية براغماتية، فلا أمريكا تريد أن تخسر العراق ولا إيران ستكون بمنأى إذا ما قُسّم العراق أو حدثت حرب أهلية، خصوصا أن تداعيات سوريا دفعت فيها إيران ثمنا كبيرا ولذلك فإن الطرفين المتصارعين سيدفعان بتجاه ألّا تكون هناك فوضى في العراق، ولكن إذا رد الجانب الأمريكي أو الإيراني أو أصبحت الحرب مفتوحة على الجغرافيا، بكل تأكيد سيكون هناك انقسام عراقي واضح ولربما صراع عراقي باعتبار أن إقليم كردستان وقف مع الجانب الأمريكي، والإقليم السني والمحافظات السنية جاملت الطرفين بعدم الحضور، ولكنها لم تصرح بشكل واضح أنها مع بقاء القوات الأمريكية، ما يدل أن وحدة الرأي السياسي العراقي منقسمة وهذا عامل من عوامل الذهاب إلى حرب أهلية إذا ما استمر الصراع الإيراني.
تنسيق إيراني أمريكي بعدم التصعيد
وبيّن، أن "تصريح وزير الخارجية الإيراني رسالة للجانب الأمريكي أننا عازمون أن لا ندخل حرب مباشرة أو مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولا أعتقد أنه من مصلحة إيران أن تكون في حرب مفتوحة مع أمريكا، وخصوصًا أن هناك اجماعًا دوليًا معها، ولذلك هي رسالة تطمين للجانب الأمريكي يقابلها أن الرئيس الأمريكي يفترض أن يعقد مؤتمرا صحفيا ولكنه لم يخرج، هذا يدل على تنسيق أمريكي إيراني بشكل مباشر أو غير مباشر، والاتفاق على أن تكون الضربة فقط لحفظ ماء وجه إيران في المنطقة، خصوصا أننا لا نعرف حقيقة الخسائر الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف التصعيد في الشرق الأوسط
من ناحيتها دعت المفوضية الأوروبية إلى إنهاء فوري لاستخدام السلاح في الصراع بين إيران والولايات المتحدة، وحثت المفوضية على بذل جهود لاستئناف الحوار.
من جهته، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الضربات الإيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق تتمركز فيهما قوات للتحالف بينها قوات أوروبية، "مثال جديد على التصعيد".