اليوم الخميس 25 إبريل 2024م
الاحتلال يقتحم برك سليمان جنوب بيت لحمالكوفية أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح اليهوديالكوفية الأوقاف الإسلامية: مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصىالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف منزلا يعود لعائلة العمور شرق بلدة الفخاري شرقي خان يونسالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 202 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 4 شهداء جراء قصف مدفعية الاحتلال لجسر وادي غزة وسط القطاعالكوفية 4 شهداء جراء قصف مدفعية الاحتلال لجسر وادي غزة وسط القطاعالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال المسيرة لمواطنين في حي الحشاشين غرب رفحالكوفية ارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الجمل شرقي رفح إلى 6الكوفية شهيد جراء استهدافه من طائرة استطلاع بصاروخين في منطقة "الحشاشين" شمالي غربي رفحالكوفية مسيرات إسرائيلية تقصف مجموعة مواطنين في حي الحشاشين شمال غرب رفح جنوب القطاعالكوفية مستوطنون يبدؤون اقتحام المسجد الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح اليهوديالكوفية تأجيل الدوام حتى الساعة 8.30 في مناطق مدينة طولكرم والضواحي وفرعون بسبب اقتحام الاحتلالالكوفية مراسل الكوفية: طائرات ومدفعية الاحتلال تقصفان حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية حالة الطقس اليوم الخميسالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال المسيرة مواطنين غرب رفح جنوب القطاعالكوفية فيديو | أهالي الأسرى الإسرائيليين يحاولون الاعتداء على بن غفير وسط هتافات "العار لك"الكوفية مدفعية الاحتلال تقصف بشكل عنيف شرق حي الزيتون شرق مدينة غزةالكوفية ياغي: 70% من الشباب الأمريكي يناهضون حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزةالكوفية

نداء خان الأحمر وعرب الجهالين

14:14 - 08 يوليو - 2018
عدلي صادق
الكوفية:

في مقدور أبي خميس، الناطق بلسان سكان خان الأحمر، من قبيلة "الجهالين" البدوية الفلسطينية، أن يروي لكل ذي ضمير في هذا العالم، تفصيلات كثيرة من حكاية البشر والمكان الذي لجأوا اليه في العام 1952!

 بعد نكبة 1948 بثلاث سنوات، طرد مغتصبو وطننا العديد من الأسر، من أرضها في النقب. وبعد سنة أخرى كان المطرودون بقوة السلاح الغاشم، يفتشون عن مكان يلائمهم ويلائمونه، إستقروا على موضع كان على مر التاريخ، نقطة استراحة للقوافل، ونشأ بناؤها الحجري الأول، في القرن السادس عشر، على الطريق النازل من القدس الى أريحا، عند حواف التلال الحمراء الجيرية!

 كان شأن الأسر الوافدة، شأن أسر أخرى انتقلت مع قطعان أغنامها، الى مواضع أخرى مأهولة بسكانها البدو القلائل. لكن إسرائيل وضعت من بين خططها بعد احتلال الضفة، تصفية التجمعات السكنية البدوية التي طردتها سابقاً من النقب!

في حكاية خان الأحمر، كانت خطة الإحتلال الأولى، نقل الناس الى مكب نفايات "أبو ديس" بجوار القدس، وما أحبط ذلك، أن بلدية القرية أشهرت ملكيتها لأراضي المكب. ففي الأصل، اختار عرب الجهالين موضع خان الأحمر، استلهاماً لذكرى واحدة من علائم طريق القوافل في بلادنا. وبالطبع لم يخطر في ذهن أسر الجهالين التي تناسلت، أن الصهيونية التي طردتهم من أرضهم في العام 1952 ستلاحقهم في موضع اللجوء وتطردهم مرة أخرى هم ومستضيفوهم القدامى، وأن المكان مُدرج في قائمة الأماكن التي تحدثت عنها الأساطير، في التأويل التوراتي لقصة وردت في إنجيل لوقا، عن السامري المسيحي الصالح، الذي يُضمّد جراح يهودي اعتدى عليه اللصوص. وبدل أن يقتدي الصهيوني اليهودي الجديد، بالسامري الصالح القديم، ارتدى في زمن الإمبريالية الأمريكية الجامحة، ثوب اللص الذي اعتدى على اليهودي القديم العابر، لكي يتوسع في مستوطنة مجاورة، هي واحدة من رموز النهب والاستلاب والتطفل على أراضي الناس وحياتهم وحقوقهم!

في العام 2010 اتخذ التحرش الصهيوني بخان الأحمر منحى عملياً، بعد رصد سلطات الإحتلال نشاطات بناء قد تُحسّن ظروف الحياة. وكالعادة، رفع المحتلون البطاقة الحمراء في وجه الجهالين، لوقف البناء بذريعة عدم الترخيص. وكأن الترخيص متاح وامتنع الناس عن طلبه، أو كأن البناء في تل أبيب وليس في الضفة لكي يُطلب من إسرائيل الترخيص. وفي خريف العام 2012 عرض الإحتلال على سكان القرية، نقلهم  إلى منطقة النعييمة في وادي الأردن شمال أريحا، فرفض سكان خان الأحمر، وقال أبو خميس "إن مكان إعادة التوطين، سيكون سجناً لنا"!

في الحقيقة، ظل الناس متشبثين بالأرض، على الرغم من استنكاف سلطة الخيبة الفلسطينية عن أية مبادرة لمساعدة أهالي الخان، على صعيد التنمية الإجتماعية. ولولا الطليان، لما كان لدى الجهالين مدرسة لتعليم أطفالهم. وهذا طبيعي لأن خان الأحمر تقع في المنطقة المصنفة ج وسلطة الخيبة لم تستطع بعد أكثر من ربع القرن من تصنيف بيت لحم كمدينة فلسطينية في المنطقة ( أ ) أن تستبدل المطويات والتذكارات والكتب الإيضاحية التي تباع في المحال التي تخدم الحجاج المسيحيين في ساحة المهد، وتقدم للسائحين بيت لحم كمدينة إسرائيلية، بمطويات وكتب وتذكارات تقول إنها فلسطينية، مثلما تعترف "أوسلو" نفسها. وهذا واحد من البراهين على خيبة السلطة والوزارات المختصة وعناوينها المفخّمة. أما بالنسبة لخان الأحمر، فقد كانت منظمة المساعدة الإيطالية "فينتو دي تيرا" ومعها متطوعون آخرون أجانب، قد بادروا في العام 2009 ىالى بناء مدرسة في القرية بعد رصد صعوبة وصول الأطفال إلى مدارس الضفة الغربية. ابتهج الجهالين بالمدرسة، وكتبوا على لافتتها: "سنبقى هنا طالما بقي الزعتر والزيتون"!

غير أن نداء الزعتر والزيتون، ومعه نداء الجهالين، لا زال ينتظر استجابة كبرى في كل المدن، لكي يكون الحراك شعبياً عارماً، كلما استهدف العدو موضعاً على خارطة فلسطين، ولنا في تضامن سفراء أجانب معتمدين لدى إسرائيل، وذهابهم الى خان الأحمر، عبرة وجرساً يُقرع!      

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق