اليوم الجمعة 19 إبريل 2024م
عاجل
  • مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف بلدة بليدا جنوب لبنان
الاحتلال يجدد قصفه لبلدات جنوب لبنانالكوفية الخارجية المصرية: قلقون من التصعيد بين إسرائيل وإيران ومستمرون بتكثيف اتصالاتنا لاحتواء التوترالكوفية قائد الجيش الإيراني: خبراؤنا يجرون تحقيقا بأبعاد حادث أصفهان وسيعلنون نتائجه لاحقاالكوفية "ستاندرد آند بورز" خفضت تصنيف ديون إسرائيل إلى "A+"الكوفية لافروف: روسيا نقلت إلى الجانب الإسرائيلي عبر القنوات الدبلوماسية عدم رغبة إيران في التصعيد الكوفية خارجية الإمارات: قلقون من استمرار التوتر بالمنطقة وندعو لمعالجة جذرية للصراعات والأزماتالكوفية  بايدن يبحث إرسال أسلحة جديدة بأكثر من مليار دولار لـ«إسرائيل»الكوفية أسير محرر من غزة يروي لـ«الكوفية» ظروف حصار عائلته واعتقالهم وأساليب الاحتلال بالتنكيل بهمالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف بلدة بليدا جنوب لبنانالكوفية إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: اشتباكات مستمرة بين المقاومين والاحتلال المقتحمة لمخيم نور شمس في طولكرمالكوفية حزب الله: استهدفنا التجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا وحققنا إصابة مباشرةالكوفية الخارجية الأمريكية: قلقون بشدة إزاء تصاعد العنف في الضفة في الأيام الأخيرةالكوفية بوريل: ندين بشدة عنف المستوطنين المتطرفين ويجب محاسبة الجناةالكوفية بوريل: الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مستوطنين في الضفة والقدس بسبب انتهاكات ضد الفلسطينيينالكوفية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 4 مستوطنين وكيانين إسرائيليين بسبب اعتداءاتهم على المواطنينالكوفية 3 إصابات بالرصاص الحي خلال مواجهات في بيتا جنوب نابلسالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 196 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 3 إصابات برصاص الاحتلال خلال مواجهات في بلدة بيتا بنابلسالكوفية عدد من الشهداء برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية

خان العالم الأحمر

11:11 - 08 يوليو - 2018
فاتنة الدجاني
الكوفية:

إن لم يكن ما يحدث في الخان الأحمر تصفية عرقية ضد الفلسطينيين، فماذا يكون؟

٤٦ تجمعاً بدوياً شرعياً، بينها الخان الأحمر، مستهدفة بخطة إسرائيلية لتهجير سكانها. والحديث هو عن المنطقة الممتدة من شرق القدس حتى مشارف أريحا والبحر الميت. استقرت فيها 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ، بعدما انتقلت اليها من صحراء النقب عام 1953. والمنطقة حيوية واستراتيجية للفلسطينيين ولتَواصُل دولتهم المستقبلية، إن تحققت.

لا يقتصر التحرك الإسرائيلي لهدم منازل البدو في المنطقة على المقاصد الاستيطانية فحسب. صحيح أن إسرائيل تسعى الى توسيع المستوطنات في محيط القدس، وربط بعضها ببعض، لتشكيل حزام استيطاني من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، وفق خطة رئيس الوزراء السابق إسحق رابين التي سُميت "E1"، ضمن مشروع القدس الكبرى الذي يمتد على ١٢ في المئة من مساحة الضفة.

وصحيح أيضاً أن التحرك الأخير جاء في ضوء التماس من المستوطنين قُدِم الى المحكمة العليا لتنفيذ أوامر الهدم التي صدرت قبل 10 سنين، وأن المستوطنين هم الحكومة الفعلية، بدليل أن معظم وزراء بنيامين نتانياهو منهم، وحتى سفير أميركا لدى إسرائيل ديفيد فريدمان مستوطن. وصحيح كذلك أن المخططات الاستيطانية كثيرة، تتوزع بين الحكومي، وأطماع المستوطنين بأوهامهم وكوابيسهم التوراتية التي وجدت في شركات الاستثمار الأوروبية داعماً مالياً، إلى جانب الإعانات المتدفقة من المتبرعين اليهود حول العالم، ودعم الدولة الإسرائيلية ذاتها.

وصحيح أن صورة الصراع تتكرر منذ استولت إسرائيل على الضفة، وبدأت بمخططات التهويد والضم والاستيطان والمصادرات...

لكن ما حصل ولا يزال في الخان الأحمر أكثر خطورة، وينطوي على مفارقتيْن: الأولى تتعلق بما يسمى "الديموقراطية" الإسرائيلية، فنحن بصدد برلمان يقرر مصادرة أرض الغير لمصلحة مستوطن لا يملك أي حق وبأي شرع، محلياً كان أو دولياً. تخيّلوا مثلاً أن يقرر البرلمان البريطاني منع بلدية باريس من التوسع باسم الديموقراطية البريطانية؟! وإذ يفاخر العالم -منبهراً أو منافقاً- بـ "الديموقراطية" الإسرائيلية، ينسى أو يتناسى أن هذا احتلالٌ يتناقض مع الشرائع الدولية، ومع اتفاقية جنيف الرابعة.

الجديد في مسألة الخان الأحمر هو في ما اكتسبته آليات الاحتلال من قوة مضاعفة نتيجة التأييد الأميركي المطلق من الرئيس دونالد ترامب وإدارته، ما أطلق يد إسرائيل في تطبيق الخطط التي كانت مجمدة. هذا هو الوجه العملي والحقيقي لما يسمى "صفقة القرن"، وهذه هي المفارقة الثانية الشديدة الخطورة، حين يكون راعي عملية السلام متواطئاً بالكامل مع المعتدي وخططه.

ليس أدل على خطورة الموقف من توافد قناصل البعثات الأوروبية ورؤسائها إلى المنطقة للتضامن مع سكانها والتعبير عن رفضهم قرار هدمها، ففي معركة الخان الأحمر احتشد ممثلو ١٢ دولة أوروبية، إضافة إلى مدير "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين" (أونروا) سكوت أندرسون. وجودهم في حد ذاته تحدٍ لموقف ترامب ولـ "صفقة القرن". وبيانات التنديد والتحذير التي صدرت عنهم لا يمكن التقليل من شأنها، وحققت اهتماماً إعلامياً ودولياً، لكنها تبقى مجرد ممارسة شفوية ما لم تتحوّل قراراً سياسياً من دولهم أو دول العالم.

وما كان البيان الصحافي الذي أصدره مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة مايكل لينك قبل أسبوع، محذراً من أن وضع الفلسطينيين شديد القتامة، سوى بعضِ القراءة الدولية للسياسة الأميركية المحابية لإسرائيل وبدئها بتنفيذ مخطط علني لضم المنطقة "ج" التي تشكل ٦٢ في المئة من مساحة الضفة، ولتبقى فقط مناطق الكثافة السكانية العربية مكبّلة بمشاريع الحكم الذاتي وأوهام الحل الموعود في "صفقة القرن".

في الخان الأحمر تصفية عرقية وتهجير. وعنف الهجمة الإسرائيلية يفرض المطالبة بحماية دولية للفلسطينيين تطبيقاً للقرار الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإلى أن يتحقق ذلك، العالم كله في الخان الأحمر.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق