دبي: اعتاد قائد تيار الإصلاح فى حركة فتح محمد دحلان، باستمرار، على الاهتمام بكل ما يخص الشأن الفلسطيني، ومايتعلق به، سواء على الصعيد العربي أو الدولي، وسط جبهة مفتوحة، يتزعمها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يكتفِ فيها، باعتباره ندًا وخصمًا له، بل وصل به، الحال إلى رصد مكافأة مالية، قيمتها مليون دولار لمن يدلى بمعلومات عن محمد دحلان.
أردوغان يسعى ليصبح شخصية "دونكيشوتية"
كشف قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" محمد دحلان، الأسباب الخفية للعداء الذي يكنه حاكم تركيا لشخصه، وكواليس استهداف أردوغان له، قائلًا، إن "أردوغان، شخصية (دونكيشوتية) (وهو الشخص الذى يريد أن يصبح بطلاً فارساً رغم أنه لا يملك أدنى مقومات البطولة ولا الفروسية)، يفتعل ويصطنع معارك خارجية وهمية ليعتاش عليها داخلياً"، مضيفًا "عندما يتعلق الأمر بي وبأني تدخلت أو أتدخل في الشأن الداخلي التركي، فهو يكذب أو يصدق ويردد أكاذيب من هم حوله من الإخوان وغير الإخوان أو كليهما معاً، لأني بكل بساطة لا أعرف تركيا ولم أزر تركيا يوماً ولا أعرف أتراكاً سياسيين كانوا أو مواطنين عاديين، لكن في الواقع هو يشعر بالجنون من مواقفي الفلسطينية والعربية الواضحة والقاطعة".
وتابع دحلان، في لقاء مطول مع صحيفة "الوطن" المصرية، "أنا أقول له، معركتك هنا يائسة لأنني لست ممن يغيرون مواقفهم تحت الضغوط ولك أن تسأل أصدقاءك الإسرائيليين عن فرص كسر أو إضعاف إرادتي تحت الضغوط أو حتى تحت التعذيب الشديد".
أردوغان بين مكافأة الـ1.7 مليون دولار وبين الاختلال العصبي
وتابع، "فيما يخص المكافأة «1.7 مليون دولار» لمن يدلي بمعلومات عني، فالمقصود هنا مكافأة لمن يقتلنى لحساب أردوغان وهذه مسألة سنشرع في مقاضاة نظام أردوغان عليها، ونصيحتي له بأن ينفق هذه المبالغ على علاجه النفسي وصحته العقلية المختلة"، مشيرًا إلى نية أردوغان اغتياله ، متابعًا "لم أسخر منه عندما نصحته بالذهاب لطبيب نفسي لأنه يعاني من اختلال عصبي، وهو شخص خائن وغادر بطبيعته".
وأكد دحلان، أن ماتم تناقله على لسانه، من دعوات لمراجعة أردوغان لطبيب نفسي، ليس على سبيل السخرية، بل معلومات موثوقة واختلاله الذهني والعصبي معروف بدقة لدى دول عديدة وهو يخضع لعلاج طويل ومتواصل منذ سنوات وفقاً لمعلومات جهات موثوقة.
"الإصلاح الديمقراطي" تيار وطني يتصدى لأطماع أردوغان في المنطقة
ويكشف دحلان، سببا آخر للموضوع، موضحًا، "نحن كتيار وطني فتحاوي نكاد نكون الطرف الفلسطيني الوحيد الذى يتصدى علناً وعلى رؤوس الأشهاد لأكاذيب وألاعيب وأطماع أردوغان في المنطقة"
فليعلم أردوغان من هو تيار الإصلاح الذي يريد اغتيال رئيسه
وبين دحلان، أن "تيار الإصلاح يسعى لاستعادة وحدة (فتح) على أسس ديمقراطية عادلة ووضع حد لحالة التفرد والإقصاء والتهميش خلال السنوات الأخيرة، ويمثل روح فتح وقيمها وثوابتها الأصيلة ويستند بالأساس إلى قواعد نشطة ومتفانية خاصة في قطاعي المرأة والشباب، والتيار يجسد السعي الدائم لإنهاء الانقسام الوطني واستعادة الوحدة الفلسطينية على أساس سياسي متوافق عليه، وبانتخاب رئاسة ومؤسسات تشريعية فلسطينية نزيهة وتحت رقابة عربية دولية كاملة، وقبل كل ذلك التيار يسعى بكل السبل الممكنة لاستعادة وحدة حركة فتح على أسس ديمقراطية عادلة ووضع حد لحالة التفرد والإقصاء والتهميش التي ميزت السنوات الأخيرة من عمر الحركة".
عن "الخلاف بين فتح وحماس"
فيما يخص الخلاف الفتحاوي الحمساوي، قال دحلان، "كان الخلاف قائمَا على الدوام بين الحركتين، لكننا في زمن «أبوعمار» وبحكمته كنا نتعايش بطريقة معقولة ومقبولة على قاعدة تحريم وتجريم الاقتتال الداخلي، وفي 2006 قررت حركة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية وفازت بها عن جدارة، وهنا بدأت ملامح خلاف وصراع جديدين لأن البعض في فتح شعر بالفزع من تسليم مقاليد إدارة الحكومة فعلياً لحماس، وأنا شخصياً أعلنت بوضوح في حينه القبول بإرادة الناخب الفلسطيني وطالبت فتح بتسليم الحكم فوراً لحماس، والانتقال إلى صفوف المعارضة الإيجابية، لكنني كنت صوتاً وحيداً شارداً من إرث ومسلكيات اعتاد عليها البعض طويلاً، وكل ما حصل لاحقاً من استئثار واستقطاب واقتتال إنما حصل لدوافع الحكم والتحكم والمصالح الذاتية وبالتأكيد ليس لدوافع تخص القضية الوطنية وتحرير فلسطين".
وأشار دحلان، " لا نرى أفقاً لحل قضيتنا الوطنية قبل التصدي للانقسام وإعادة الروح لنضالنا الوطني وتجديد شرعية "الرئاسة والتشريع الخلاف والاختلاف".
الشعب الفلسطيني غني بالقدرات القيادية لكن يجب تحديد ملامح المرحلة
طرحت "الوطن" على دحلان، سؤالًا يتعلق بكونه قائدا يحظى بشعبية ويرون فيه قائدهم الجديد، أجاب "شعبنا غني بالقدرات القيادية الخلاقة، وقبل التفكير في الأشخاص والأسماء، علينا أن نتوافق على تحديد ملامح المرحلة، ونتفق على الواجبات وفي ضوء ذلك يمكن الحديث عن سلسلة القيادة مع التذكير بأن شعبنا لن يقبل، أكرر «لن يقبل» إلا بالتجديد الفعلي وبالانتخابات الديمقراطية الحرة الشفافة سبيلاً"
الدبلوماسية الفلسطينية نجحت في السنوات الأخيرة لكن جهودها لم تتحول إلى أفعال على الأرض
- عبر دحلان، عن أسفه تجاه تلك الانتصارات الدبلوماسية، التي وصفها بـ" نسائم من عبق الماضي" متذكرًا الحال الفلسطيني، بفعل الحراك الدائم والمكوكي للرئيس الراحل ياسر عرفات في قارات العالم حشداً للدعم والتأييد.
ووضع دحلان مفارقة بين الأمس واليوم "فلسطين حظيت دوماً بالأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بحكم المواقف التقليدية لشعوبنا العربية وشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية في دعم شعبنا وقضيتنا، أما الآن المشهد يختلف اليوم كلياً، فنحن نلحظ إهمالاً للعلاقات الدولية، وذلك الإهمال بدأ يتسبب في خسائر استراتيجية ملموسة لقضايا حساسة مثل ملف القدس والاستيطان ومقاطعة إسرائيل".
لا توجد إنجازات جوهرية هناك جعجعة دبلوماسية فلسطينية
وصف دحلان، الجهود الدبلوماسية، في الوقت الحالي، بالجعجعة، كونها تعتمد على السفر والإنفاق المكلف، ولم تسجل لها إنجازات جوهرية، معللًا، بأن دول العالم لديها مواقف ولكن أيضاً لديها مصالح، والداعمون للقضية الفلسطينية بلا شك يزيدون دعمهم حين يرون قيادة وسياسة فلسطينية جريئة ومقدامة، قيادة لديها خطة حراك وبرنامج مواجهة للاحتلال، ولكن حين يراك الصديق متردداً خاضعاً لقواعد المحتل مقدساً للتنسيق الأمني، محجماً عن المواجهة، فسيقوم ذلك الصديق بالتريث وإعادة الحسابات، فكما لدى القيادة الفلسطينية حساباتها الحمائية الذاتية، فإن لأصدقاء فلسطين حساباتهم الذاتية".
وحمل دحلان طرفي النزاع "فتح وحماس" مسؤولية استمرار الانقسام الوطنى الفلسطيني، لافتُ إلى أن "السنوات الأخيرة لم يطلب الفلسطينيون أكثر من بيانات الدعم وبعض الأموال".
الدور العربي في القضية الفلسطينية خلال 10 سنوات الأخيرة
- شعار العرب هو قبول ما يقبله الجانب الفلسطيني، وفي السنوات الأخيرة الجانب الفلسطيني لم يطلب أكثر من بيانات الدعم وبعض الأموال، ومواصلة السلطة التنسيق الأمني الحميم مع الاحتلال يفتح هامشاً واسعاً أمام سعي إسرائيل لتوسيع شبكة علاقاتها العربية، قل لي مَن يكون المُلام في هذه الحالة؟
أردوغان وألاعيبه في المنطقة "مصر" تحديدًا
وأكمل دحلان الحديث قائلًا، "سأكشف سراً عبر صحيفتكم الرصينة، «أردوغان ولا أحد غيره رئيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين منذ سنوات»، ولا داعي للبحث في عقله المريض، إذ بتتبع خطواته وخططه تستطيع أن ترى بوضوح بأنه يحاول تنفيذ ما خطط له هو والإخوان لمنطقتنا بكاملها، ولولا همة وثورة الشعب المصري العظيم في 30 يونيو لكان المخطط كله سيمر تحت غطاء الدخان المضلل لما سمي بـ«ثورات الربيع العربي»، لذلك ما يريده «أردوغان» هو ما أراده الإخوان دوماً من تفكيك لدولنا الوطنية وتحطيم حدودها السيادية ومقدراتها الاقتصادية والطاقة وتحويل شعوبنا مجدداً إلى عبيد للإخوان والسلطان المجنون.
رهان أردوغان على الإخوان لم ينته
وأكد دحلان، أن رهان أردوغان على الإخوان في مصر، لم ينته، داعيًا "العرب، وخاصة مصر إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع المفتوح مع الرئيس التركي والإخوان، فهذه العصابة بقيادته تحاول تطويق مصر ومواردها من الطاقة سواء من داخل الأراضي الليبية أو من البحر المتوسط مع خلق بؤر عسكرية في دول أفريقية قريبة، وعلى المواطن المصري أن يتذكر في هذه الأيام حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة على تحديث وتطوير قدرات الجيش المصري بأحدث الأسلحة والإمكانيات".