متابعات: قال الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو مهادي، "إن الحاكم التركي رجب طيب أردوغان، يحاول مراراً أن يُوسّع دائرة نفوذه في بعض الدول التي نشأت فيها النزاعات، ويستفيد من حالة الضعف التي نشأت بعد ما سُمي بالربيع العربي، إذ تنشغل عدد من الدول في معالجة الآثار المترتبة على ذلك".
وأضاف في حوار لوكالة "هاوار" إن، "أردوغان يستفيد من انشغال العالم في بعض الملفات الدولية على غرار الملف الإيراني، ويقوم بمغامرات في سوريا والعراق وليبيا وقبرص، وهي دول تعاني من أزمات مختلفة مكّنته من النفاذ إلى حد ما للتصرف في شأنها الداخلي واغتنام جزء من ثرواتها، واعتمد في ذلك على دعم وإنشاء منظمات مُتطرفة وإرهابية كتلك التي تعمل في العاصمة الليبية طرابلس وفي الشمال السوري، بالإضافة إلى دعم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ودولة قطر".
وأضاف: "سلوك أردوغان أثار حفيظة دول العالم، مما دفع دولاً عديدة لإعادة النظر في مجمل العلاقات مع تركيا كما يفعل الاتحاد الأوروبي منذ أشهر بعد غزوة أردوغان على حقول الغاز القبرصية، ولاحقاً إثر الاتفاق مع حكومة فايز السراج في طرابلس، وقبل ذلك عندما شن عدوانًا على شمال سوريا بهدف فرض وقائع يرغب بها في الشمال السوري أبرزها تغيير ديمغرافية المنطقة".
وأكّد: "لأردوغان أطماع توسعية وأخرى اقتصادية، فالبحر الأبيض المتوسط غني بحقول الغاز والنفط ويريد أن يستولي على جزء من هذه الثروات بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي، الأمر الذي دفع الدول المتضررة مثل مصر واليونان وقبرص إلى القيام بحراك واسع لمنعه من فعل ذلك، وما زالت القضية قيد التفاعلات ولن تتوقف عند حد طرد السفير الليبي من اليونان أو تحويل الاتفاق مع حكومة السراج إلى الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن: "القاهرة أعلنت أن الاتفاق التركي مع السراج غير شرعي، منعدم الأثر القانوني، وعدد من دول حوض المتوسط حذت حذوها، إضافة للمسألة القانونية فقد قالت القاهرة إن هذا الاتفاق يُعتبر تهديداً للأمن القومي المصري، وأن الاتفاق يتضمن بنوداً تقوم بموجبها تركيا بتقديم الدعم العسكري للمنظمات المُسلّحة في طرابلس، فقد كانت ليبيا محطة انطلاق لتنفيذ هجمات إرهابية داخل مصر، والاتفاق التركي مع السراج سيُوفّر قبلة حياة جديدة لتلك المنظمات لتوسيع نشاطها خارج الحدود الليبية".
وشدّد على أن: "أردوغان يتصرف بعدوانية شديدة مع دول المنطقة ويسلك نفس السلوك مع أحزاب المعارضة التركية التي يبطش بها ويمارس عليها مختلف ألوان القمع، ربع مليون تركي دخلوا المعتقلات بعد عام ٢٠١٦، وينفذ حملة مطاردات للصحفيين والنشطاء الأتراك، هذه العدوانية هي نتيجة شعوره بالتهديد لمستقبله السياسي، فكل استطلاعات الرأي تُؤكد ذلك، والمجتمع التركي لن يصمت على هذا الاستبداد".