لا يخفى على أحد حلم رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، والذى يعمل لتحقيقه لكى تكون تركيا امتداداً للامبراطورية العثمانية.. لم يهدأ ابن أردوغان رغم إدانة العالم لمذابح الأرمن، لم يهدأ رغم ما فعله فى مواطنيه وجيشه الذى خلع عنهم لباسهم وجعلهم مَسخاً وعرايا بالشوارع..
لم يهبط الدواعش والجماعات الإرهابية المختلفة على الشقيقة ليبيا من الهواء، وإنما جاءوا عن طريق تركيا وقطر تحت مرأى ومسمع المخابرات الأمريكية والبريطانية وغيرهما، ولم يحركوا ساكناً، ما يحدث فى ليبيا سبق أن حدث فى سوريا الشقيقة، أيضاً بل زد على ذلك ما يفعله الابن الكبير لرجب أردوغان سمسار النفط المسروق من سوريا، ويتم بيعه بعد ذلك بأسعار زهيدة، وأصبح ابن أردوغان يملك امبراطورية ضخمة تضم مئات الملايين من الدولارات، وهذا ليس سرًا نتناقله فى ظلمة، إنما يتم الآن تحت سمع وبصر الأتراك أنفسهم، السؤال الذى يراودنى ويراود الكثيرين: لماذا هذا الصمت المريب على هذه المعلومات والأفعال التى يقوم بها أردوغان وابنه؟ إن نجم الدين بلال أردوغان من مواليد 1981 ويعرف طريقه من يومه، فمنذ أن عمل فى البنك الدولى وهو يحاول أن يستقل بنفسه فى بيزنس رجال الأعمال الكبار، فقد اشترى سفينة نقل بحرية، وأنشأ شركة «المجموعة البحرية للإنشاءات الصناعيةـ بى إم زدـ واستغل بلال شركته فى نقل وتهريب الأسلحة إلى الدواعش والجماعات الإرهابية، سواء فى سوريا أو ليبيا. وقد واجه بلال عدة قضايا فساد ببعض المنشآت التركية المختلفة.. صحيح لست هنا فى سرد حياة الفاسد بلال أردوغان، ولكن هذا الجرو من ذاك الكلب، وأعود إلى هذا الشقى العثمانلى الذى توهم نفسه فى ليلة شتاء قارس أنه سليم الأول السفاح، وخرج علينا أمس الأول: إنه ليس من حق مصر وقبرص واليونان التنقيب فى البحر المتوسط إلا بعد إذن تركيا، متوهمًا أن اتفاقه الفاشل الكارثى مع فايز السراج يعطيه الحق فى التحكم فى مياه البحر الأبيض المتوسط.
هذه العربدة العثمانية ما هى إلا فقاقيع رغوة، لا تسمن ولا تغنى من جوع، وإنها أوهام فى أوهام.
الغريب فى الأمر أن بعض دول العالم تقف صامتة متوجسة، والأمريكيون تحديدًا يغضون الطرف عما يفعله أردوغان، سواء من تهريب النفط السورى، ومحاولة سرقة مقدرات ليبيا والهيمنة عليها واحتلالها باتفاق مزعوم مع أحد العناصر المرفوضة من الشعب الليبى ومجلس نوابه.
السبب فى ظنى أن البيزنس هو العنصر الرئيسى فى هذا الموقف، بمعنى أدق شركات السلاح وشركات البترول العالمية وراء موقف هذا الرئيس السمسار، فهو يجد من يدفع ثمن السلاح ويقوم بتهريبه إلى الدواعش وغيرهم، ويحصل على عمولات بمئات الملايين من الدولارات، ثم البيزنس فى سرقة بترول سوريا، والذى يتولى هذا الملف ابنه الخليفة بلال، وهذان الملفان يتم التعامل معهما من خلال أجهزة مخابراتية عالمية متصلة بشكل وثيق بشركات وتجار السلاح، والبترول، ولا يهم هؤلاء من يموت ومن يعيش، ولا يهمهم أيضًا دمار دول بأكملها.. المتابع للمشهد يرى أن دول الجمهوريات العربية الغنية هى التى تم تدميرها بالكامل «العراق- سوريا- ليبيا». فالعراق وليبيا من أغنى الدول العربية بالبترول، ولو فطنت الأنظمة العربية فى العراق وفى ليبيا أن تتقاسم خيراتها مع سماسرة العالم لاستقر الحال وأصبحا مثل الدول العربية الأخرى الغنية.. وفى ظنى أن لصوصية أردوغان وابنه لن يصمت عليها الشعب التركي.
أردوغان راهن كثيرًا وكان آخرها صراعه الذى خرج منه عمليًا خالى الوفاض، صراعه مع أكراد شرق شمال سوريا، فقد ضغط عليه الأمريكان وطالبوه بوقف الحرب فوراً.
المتابع لمواقف هذا العثمانلى يجد أن وراء كل مصائبه الدولار، فقد ابتز الاتحاد الأوروبى بأنه سيدفع اللاجئين السوريين عبر الحدود إلى دولهم، ولم يوقف آلاف طالبى اللجوء إلا بعد أن استلم بضعة مليارات من الدولارات لإيقاف الطوفان البشرى من التوجه إلى الدول الأوروبية.
والآن يمارس دور البلطجى على بعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومنهم أو على رأسهم مصر، فما يلبث أن يضع مصر فى جملة مفيدة عندما يتحدث فى وسائل الإعلام، أو فى أى محفل دولى تجده يصدر مصر ويتحدث عنها بطريقة العربجى، كلمة أصلها تركى، وتقال على سائق عربة بحمار، هذا الأرعن يعلم جيدًا أن مصر عصية قوية، وأنها مقبرة للغزاة، خاصة الآن، فلم يعد يهمنا سوى أن تكون قوة عسكرية ليس لها مثيل، خاصة فى الشرق الأوسط.
فقد تعدت مصر أغنى دول العالم فى التسليح، وتفوقت على دول عالمية فى بعض الأسلحة، ولا يخفى على أحد آخر مناورة عسكرية ضخمة أجرتها قواتنا المسلحة فى عرض البحر الأبيض المتوسط وكان لها بالغ الأثر فى المحافل العسكرية المتابعة للجيوش العالمية، مما دعا العثمانلى إلى أن يصرح بأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا لا يهدد دول الجوار، وكأنه بتصريحه يريد أن يهدئ من روع القاهرة.. ونحن نقول له إنت لا تروعنا، ولا تستطيع أن ترهب مصر وشعبها، فمصر الآن لديها درع وسيف يستطيعان أن يواجها أى معتدٍ أثيم برًا وجوًا وبحرًا.
لقد انتهكت كافة القوانين الدولية والشرعية، وشردت عن كل القيم والأعراف والأصول، وأن كل ما تفعله يصنف بلطجة وإرهابًا، وقراراتك تعكس روح العداء تجاه مصر وشعبها.
وتبقى كلمة: إلى كل من يروج لهذا الفكر العثمانلى أقول لكم: إن أحقر الناس من يساند عدوه ضد وطنه، وستبقى مصر عصية قوية لا تهاب أردوغان أو غيره، وسنكون لهم بالمرصاد.
الوفد المصرية