أعلن الرئيس التركي أردوغان منذ أيام أنه على جهوزية كاملة لإرسال الجيش التركي لليبيا للقتال ضد حفتر وقواته فلماذا هذه الحماسة ؟!! هل يبحث عن مصلحة الشعب الليبي أم هي مصلحة تركية بحته هدفها وضع موطن قدم على حدود مصر وخاصة أن العلاقة بينهما يسودها التوتر أم هي أطماع توسعية كما فعلته في سوريا ؟!! وهل الأطماع في خيراتها من الغاز والنفط هو الهدف ؟!! الحقيقة المرة أن جميع هذه الأسباب وراء أطماع تركيا الخفية .. والسؤال .. تحدث أردوغان كثيراً عن فلسطين والقدس ولم يخلو خطاب له إلا ويتحدث عنهما وما تتعرض له من إرهاب على يد الكيان الصهيوني دون الإشارة لا من قريب ولا بعيد عن تحرير الأقصى الذي يتغنى به صباح مساء رغم أن الدولة العثمانية ساهمت في نكبة فلسطين بعد إحتلالها وتسليمها لبريطانيا وإنسحابها تاركة لليهود الإستيلاء عليها بدعم بريطاني كامل .. فالسلاح والجيش الذي سترسله الى ليبيا سيد أردوغان سيقود الى مذابح لأبناء الشعب الليبي المسلم والأصح أن تبحث عن ألية لإصلاح ذات البين فكلهم ليبيون ويجب أن توجه سلاحك وجيشك لمن يغتصب الأقصى وفلسطين وإن كنت تعتقد أن وجود جيشك على حدود مصر يهدد أمنها فجيش مصر وقوته لن يسمح لك بالعبث على حدوده وبامكانك أن تراجع أمريكا كيف كان الجيش المصري لها بالمرصاد عندما إنتشرت السفن الحربية الأمريكية قبالة السواحل المصرية في البحر المتوسط والبحر الأحمر معتقدة أن الجيش المصري منشغلا في حماية الجبهة الداخلية أثناء الإحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس مبارك إلا أنه إستطاع أن يجبر هذه السفن من مغادرة المياه المصرية فأمريكا بقوتها فشلت أمام الجيش المصري بإعتراف هيلاري كلنتون في كتابها الأخير وهذه أمريكا يا سيد أردوغان فماذا أنت فاعل ؟!! وهل ستسمح لك تونس والجزائر المجاورين لليبيا بوجود قواتك على أرض ليبيا ؟!! لا أعتقد ذلك فإن كانت أطماعك لإعادة حلم أجدادك بإعادة حكم الدولة العثمانية فلن يتم هذا الحلم لأن الوضع العربي يختلف تماما عما كان عليه سابقا كلٌ يبحث عن سيادته وعدم السماح لأي كان بالتدخل في شؤونهم ونصيحتي لك أن تركز في شؤون تركيا الداخلية وما يحدث فيها والشمس لا تغطى بغربال وما الإنتخابات البلدية الأخيرة إلا رسالة لك لعدم رضى الشعب التركي عن سياستك الداخلية والخارجية وقد تكون الإنتخابات العامة المقبلة تأتى بمفاجآت تجعلك خارج دائرة الحكم .