- مراسلنا: انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق في مخيم نور شمس شرق طولكرم
- مراسلنا: جرافات الاحتلال تشرع بهدم المحال التجارية في ساحة مخيم نور شمس شرق طولكرم
الرباط: أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أمس الثلاثاء بالرباط، على محورية ومفصلية دور الأفراد، قبل الدول، في تعزيز وحفظ حقوق الإنسان، وذلك من خلال الوعي بالمسؤولية الفردية للأشخاص تجاه الدولة وصناع القرار.
وأوضح عبادي، في محاضرة ألقاها بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، تحت عنوان "حقوق الإنسان إلى حقوق الإنسانية قراءة في المستلزمات المعرفية والمقتضيات السياقية وآليات التعاطي" وذلك بالتزامن مع احتفاء المنظمة باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
شهد الملتقى حضورا كبيرا، شملت أطيافه سفراء وخبراء ومختصين وممثلين لوسائل الإعلام وطلاب الجامعات والمعاهد العليا بالرباط، واستهل الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو الملتقى بكلمة رحب فيها بالدكتور عبادي والحضور، وتحدث عن موضوع المحاضرة الرئيسية، قبل أن يترك الكلمة للدكتور عبادي، الذي استهل محاضرته بتوجيه الشكر للإيسيسكو ومديرها العام على الاستضافة، وأكد على أهمية موضوع المحاضرة.
وانتقل عبادي بعد ذلك إلى الحديث عن "الجيل الرابع لحقوق الإنسان"، الذي يأخذ بعين الاعتبار المنظومة الراهنة، والتي تتضمن أن حق الخصوصية من حقوق الإنسان وتناول ما يحدث من انتهاكات لهذا الحق في الفضاء الإلكتروني، وكذا قضايا التعديلات الجينية، وتفاعلها مع البعد الأخلاقي. قبل أن يعود لاستكمال قائمة الممهدات الخمسة، التي رأى أن الرابع منها أننا نعيش اليوم في ظل أزمات ضاربة منها أزمة التسلح وأزمة الخوف، منوها إلى أن العالم ينفق سنويا 17 تريليون دولار على التسلح، نصيب كل فرد يعيش الكرة الأرضية منها 2288 دولارا، ما يعني أن البشرية تنفق هذا الكم الهائل من المال لتحمى نفسها من نفسها.
وأشار إلى أنه وفي العصر الحديث، مر التعاطي مع حقوق الإنسان من ثلاث محطات رئيسية كان لها الأثر في صياغة هذه الحقوق وتشكيلها على النحو الذي نعرفه اليوم، أولها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1948، ثم مرحلة الكوزميتيكية أو التزين بحقوق الإنسان التي تميزت بظهور مؤسسات حقوقية وانخراط الدول في هذه المؤسسات لتجنب الانتقادات حول عدم احترام حقوق الإنسان، وأخيرا المرحلة التنظيمية والوظيفية التي تميزت بالفاعلية والنجاعة وارتفاع منسوب الوعي الحقوقي.
وشدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على ضرورة القيام ببحث علمي جاد وفق منهجية مناسبة ومكيفة مع سياق حقوق الإنسان من أجل الانتقال إلى المرحلة الثالثة من مراحل التعاطي مع حقوق الإنسان، مشيرا إلى الاهمية البالغة لمنظومات التربية والتكوين والإبداع في توطيد قيم حقوق الإنسان لدى الأجيال الصاعدة.
وتندرج هذه المحاضرة ضمن مبادرة ملتقى الإيسيسكو الثقافي الذي يروم لأن يكون منصة دولية للكفاءات الثقافية والنخب الفكرية لتدارس مواضيع الشأن الثقافي في العالمين العربي والإسلامي، ضمن أهداف منظمة الإيسيسكو لتعزيز العمل الثقافي المشترك للدول الأعضاء وجعله رافعة للتنمية المستدامة.
وبعد اختتام النقاش تم تكريم الدكتور عباس الجراري، عميد الأدب المغربي، وضيف الانعقاد الأول لملتقى الإيسيسكو الثقافي، حيث قام الدكتور المالك، بتسليمه شهادة تقدير وامتياز وميدالية من الإيسيسكو، كما أهداه النسخة الأولى من الكتيب الذي أصدرته المنظمة متضمنا محاضرته في الملتقى الثقافي الأول، وتم تكريم الدكتور أحمد عبادي، ضيف الملتقى في محاضرته الثانية، ومنحه الدكتور المالك شهادة تقدير وامتياز وميدالية تكريم من الإيسيسكو.