الكوفية:غزة- عمرو طبش: من الطبيعي أن تستيقظ في الصباح الباكر، لتجد أطفالك يلهون ويلعبون ويداعب أحدهم أرنبة أنفك بينما يصر آخر على إلباسك النظارة وأنت في السرير، فيما يحاول ثالث أن يجلس فوق صدرك، ولكن أن تستيقظ لتجد مجموعة من القطط، فوق وتحت وإلى جوار فراشك، فهذا هو الأمر الغريب والعجيب الذي يحدث مع سعيد العر.
الفلسطيني سعيد العرّ "45 عاماً"، أب لسبعة أبناء يقطن في مدينة الزهراء بالمنطقة الوسطى لقطاع غزة، يؤوي أكثر من ثلاثين قطا من قطط الشوارع ليقدم لهم الرعاية اللازمة، داخل شقته في مدينة الزهراء.
العرّ قال، لـ"الكوفية"، إن "الفكرة خطرت ببالي بعد تلقي دورة لتدريب الكلاب في روسيا، ولاحظت الاهتمام الكبير في الدول الأجنبية للحيوانات الضالة في أماكن وملاجئ خاصة بها، بينما في غزة يتم التعامل مع الحيوانات بطريقة غير سليمة ولا يوجد اهتمام.
ويوضح العر، أنّ حوالي 20 متطوعاً يتنشرون في أماكن مختلفة من قطاع غزّة، يعملون على مدار الوقت، لإنقاذ الحيوانات الضالة الموجودة في الشوارع والطرقات، والتي تردهم اتصالات من المواطنين بخصوصها.
ويشير سعيد إلى أن الـ20 متطوعا، ينقسمون إلى فريقين أحدهما يقوم بجمع القطط من الشوارع وجلبها إلى بيته، والآخر يختص بالمتابعة الإالكترونية في استقبال رسائل المواطنين للكشف على أماكن القطط، وتوعية الجمهور بحقوق الحيوان.
ويضيف العر، أنه يتعامل مع حالات الكسر والجروح والإصابات المختلفة التي ترده، وبعتمد على خبراته التي تراكمت مع السنين وفي بعض الأحيان يستعين بالطبيب البيطري.
ويؤكد سعيد، أنه يعتمد على إمكانياته الخاصة وبعض التبرعات الشهرية، في توفير الطعام والعلاجات الكلاب والقطط، ومكان إيوائها، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى دعم الجهات المعنية والمختصة.
ويشير إلى أنّ "المبالغ التي تصلهم قليلة نوعاً ما"، لكنّه يؤمن تماماً أنّ الهدف أقوى من أن يؤثر عليه ذلك الأمر.
وحول تبني الأشخاص للقطط، وضع العرّ شروطًا خاصة وصارمة، تهدف بمجملها لضمان سلامة الحيوان، ومنها أنه يجب أن تكون لديه القدرة على توفير الأمن والطعام والرعاية الكاملة له، كما يلزم أن يكون عمره فوق 18 عاما، وموافقة كلّ سكان المنزل الذي يقطنه أمرٌ مهم.
ويطمح العرّ إلى إنشاء محمية طبيعية كبيرة، تضم جميع أنواع الحيوانات، وخاصة الضالة منها، وإنشاء مركز بيطري ومختبر لتقديم الرعاية اللازمة لها.
ويفتقر قطاع غزة إلى وجود مؤسسات وجمعيات لرعاية الحيوانات الضالة، ولا توجد به مساحات طبيعية تكفي للعناية بها.