خاص|| في يومه العالمي.. معدلات "الفقر" في غزة هي الأعلى حول العالم

الكوفية - زينب خليل: يعاني قطاع غزة من ارتفاع جنوني في معدلات الفقر والبطالة، فالانقسام الفلسطيني وما أعقبه من فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ 13 عاما الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني، سلبهم أدنى مقومات الحياة الكريمة، فيما تُلقِي الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة أيضًا بظلالها، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن غزة لن تصبح صالحة للحياة بحلول 2020.

الأعلى في العالم

كشفت وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، أن نسبة الفقر والبطالة في القطاع، في عام 2019، وصلت لما يقارب 75%.

وذكرت الوزارة، في بيان، بمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على الفقر"، والذي يصادف 17 أكتوبر/تشرين الأول، من كل عام، أن 70 % من سكان قطاع غزة غير آمنين غذائيا.

وأوضحت، أن ذلك يرجع لـ"الممارسات الإسرائيلية العدوانية المتراكمة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، وحرمان الآلاف من أرباب الأسر الفلسطينية من سبل عيشهم"، ولفتت إلى أن الاقتصاد الفلسطيني لم يستطع "خلق فرص عمل جديدة تستوعب هذه العمالة غير المدربة".

وتابعت، يضاف إلى ذلك، الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006، وتقييد حركة المواطنين والبضائع، إضافة إلى العدوان الذي شنه الاحتلال خلال الأعوام 2008-2012-2014، بالإضافة للانقسام الفلسطيني والذي أنشأ واقعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا معقدا وصعبا.

وقالت الوزارة، إن مؤشرات الفقر في غزة "هي الأعلى على مستوى العالم، وأن الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية والدولية والمحلية يغلب عليها الطابع الإغاثي ولا تفي إلا بحوالي 50% من الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة".

ودعت الوزارة إلى "ضرورة الاستقلال بالقرار الإنساني بعيداً عن التجاذبات السياسية، وتحسين البيئة المعيشية لسكان قطاع غزة من خلال فتح المعابر والسماح للمواطنين والبضائع بحرية الحركة".

وطالبت بتعزيز التنسيق بين المؤسسات الاجتماعية العاملة في قطاع غزة، لخلق التكامل في تقديم الخدمات من أجل حياة كريمة للفقراء، وزيادة المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني عبر المؤسسات الدولية والإقليمية.

بالأرقام.. غزة على حافة الهاوية

أظهرت بيانات البرنامج الوطني الفلسطيني، أن حوالي 46910 أسر هي أسر لاجئة بواقع 276663 فردًا، وقد طردت هذه الأسر من بيوتها وممتلكاتها بفعل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.

فيما بلغ عدد الأسر المستفيدة من برنامج التحويلات النقدية حوالي 70 ألف أسرة منها حوالي 26 ألف أسرة تعولها نساء، حيث تمثل 37% من الأسر المستفيدة من البرنامج الوطني الفلسطيني للحماية الاجتماعية.

وأوضحت البيانات، أن عدد ربات الأسر من الأرامل بلغ 10719 سيدة، بينما 3298 سيدة هن من المطلقات، أما المنفصلات 725 سيدة، وباقي الإناث هن غير متزوجات أو متزوجات ولكن يتولين المسؤولية المالية لأسرهن، نتيجة لعجز الرجال عن الإدارة المالية لأسرهم.

وتفيد بيانات البرنامج الوطني الفلسطيني للحماية الاجتماعية بأن عدد أفراد الأسر الفقيرة من الأطفال "أقل من 18 عاما" حوالي 104992 فردا، كما جاء في البيان.

وذكرت الوزارة، أن عددا كبيرا من سكان قطاع غزة يضطرون لشراء الأغذية ومياه الشرب عن طريق الاستدانة بسبب ضعف التمويل الغذائي للأسر الفقيرة وعدم توفر مياه صالحة للشرب، فيما بلغ عدد الأسر المستفيدة من برنامج المساعدات التموينية حوالي 23000 أسرة، أي مانسبته 32,5% من الأسر المستفيدة .

وبينت بأن 20856 مسن "60 عاما فأكثر" يرأسون أسراً فقيرة في قطاع غزة، كما بلغ عدد كبار السن من أفراد الأسر الفقيرة 36072 مسنا، يمثلون مانسبته 29,5%،و39914 رب أسرة فقيرة يعاني من مرض مزمن واحد على الأقل، وأن 9009 أرباب أسر فقيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة أي 12,8% من أرباب الأسر الفقيرة هم من الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأكدت الوزارة، أن مؤشرات الفقر في قطاع غزة هي من أعلاها على مستوى العالم، وأن الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية والدولية والمحلية يغلب عليها الطابع الإغاثي ولا تفي إلا بحوالي 50% من الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تقف حائلا.

دولاران يوميا.. صافي دخل الفرد في غزة
أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن الحد من معدلات الفقر الخطيرة والمرتفعة جدا في قطاع غزة بوابته رفع الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عاما، وتنفيذ مشروعات تنموية تستوعب أيدي عاملة.

ووجه "الخضري" في تصريح صحفي للاتحاد، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، نداءً عاجلا لكافة الدول المُوقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تعتبر "الفقر انتهاك لهذه الحقوق يجب العمل للقضاء عليه"، للبدء بحملة دولية للقضاء على الفقر في غزة بصفتها الأعلى فقراً.

وقال الخضري، إن  مليونًا ونصف المليون فلسطيني في القطاع يعيشون تحت خط الفقر، منهم مليون لاجئ، وإن مؤسسات دولية وعربية على رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تقدم مساعدات إنسانية غذائية وصحية لهم، لكن هذه المساعدات لا تفي بمتطلبات الحياة المتعددة والمتزايدة".

وشدد الخضري، على أن أطفال هذه الأسر الفقيرة يعيشون ظروفًا مأساوية مضاعفة تنتهك حقوقهم في التعليم والصحة والغذاء، حيث نسب عالية من بينهم يعانون من أمراض فقر الدم، وذكر أن معدلات البطالة أيضاً مرتفعة وخاصة بين فئة الشباب، حيث تصل إلى نحو 65%، فيما معدل دخل الفرد اليومي لا تتجاوز دولارين كحد أقصى.

معدل البطالة 75 %

وذكر "الخضري"، أن معدلات البطالة أيضا مرتفعة وخاصة بين فئة الشباب، حيث تصل إلى نحو 75%.

وأشار إلى أن أكثر من 300 ألف عامل مُعطل عن العمل في إحصائية ترتفع بشكل يومي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وبين أن تنفيذ مشروعات تنموية وتشغيل أيدي عاملة من شأنها أن تحد من هذه الأوضاع، وتقلل نسب البطالة والفقر المرتفعتين بصورة كارثية.

وشدد الخضري، على أهمية استثمار كل الطاقات الفلسطينية والعربية والدولية على المستويات الرسمية والشعبية والمؤسسات ذات العلاقة، لتوجيه دعم خاص لقطاع غزة الذي يعاني الحصار والعدوان، ويعيش ظروف اقتصادية كارثية، وسط تحذيرات الأمم المتحدة المستمر بأن قطاع غزة لن يكون صالحاً للحياة في العام القادم، إذا لم يتم علاج الوضع الإنساني والاقتصادي المتردي.

والآن بعد ثلاثة عشر عامًا من الانقسام والحصار والحروب المتتالية حان الوقت لإيجاد حلول جذرية لقضية الفقر والبطالة المرتفعة في قطاع غزة، فيجب مناشدة المنظمات الدولية والعربية والإسلامية للنظر إلى عمال محافظات غزة والعمل الجاد على الحد من انتشار البطالة والفقر، والمطالبة بالبدء بتنفيذ برامج إغاثة عاجلة للعمال، ووضع الخطط اللازمة لإعادة تأهيل العمالة الفلسطينية.