- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
لم يعد الرئيس التركي مسيطراً على سلوكه السياسيوهو «المنفلت» في اتجاهين وهما:
اولاً: الاستمرار في الاستحواذ على السلطة بشتى الطرق،وتوظيفها في خدمة اجندته الداخلية المتمثلة في إنتاجديكتاتورية «حكم الحزب الواحد» اي حزب العدالة والتنميةتحت يافطة الديمقراطية وعبر شعارات اسلاموية وبروبغندا شعبوية باتت مكشوفة.
وابرز محطة من محطات هذا الاتجاه هي محطة الاستفتاء حول التعديلات الدستوريةالتى حولت النظام السياسي التركي من نظام برلماني الى نظام رئاسي تكرست فيه السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية بيد الرئيس.
ثانياً: المضى قدما في أجندته الخارجية المتمثلة في توسيع النفوذ التركي عبرالتوسع الجغرافي وتحديدا في سوريا بعد ما اصطلح عليه الربيع العربي في عام 2011والمساهمة في «إنتاج داعش» وتسليحه وإدخاله طرفاً دموياً في تدمير المجتمع السوري والدولة السورية تحت شعار «الثورة ضد النظام» حيث اثبتت الوقائع ان الهدفالاستراتيجي لتركيا وللتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ولبعض الدول منها هو اسقاط الدولة السورية وليس اسقاط النظام.
هذا السلوك «الاردوغاني» هو امتداد طبيعي للثقافة القومية «التركية» واقصد هنا التوسع والهيمنة العسكرية وتحديداً على الجغرافيا العربية سواء العراقية اوالسورية، واقصد هنا الثقافة الطورانية التى نشات في اواخر السلطنة العثمانية والتى كانت تهدف الى احياء العنصر التركي والقومية التركية في وجه القوميات والاثنيات المختلفة التى كانت منضوية تحت حكم «السلطنة العثمانية» والتى كانت هي الاخرى.
سلطة «كولونيالية» توسعية استخدمت الدين الاسلامي اسوأ استخدام، واضطهدت العديد من القوميات والاعراق بحجة «إسلامية دولة الخلافة» لكنها في واقع الأمر كانت تمارس ذلك بعقلية سلطوية – استعمارية ومن أبرز القوميات والاعراق التى اضطهدت، الأرمن بالإضافة إلى السريان والعرب في العراق وبلاد الشام.
نجحت الطورانية التركية في وراثة الدولة العثمانية مستندة في ذلك لفكر عالم الاجتماع الشهير (ضياء كوك الب) الملقب بابي القومية التركية والملهم لكمال اتاتورك، حيث عملت الدولة «الكمالية» على «إنتاج دولة جديدة ونظام اجتماعي جديد»، عمل ويعمل رجب طيب أردوغان منذ عام 2003 على إعادة إنتاج الطورانية من جديد ولكن بالصبغة «العثمانية» التى كانت تتغطى بالدين الإسلامي وبمساحة جغرافية أوسع وأكبر من تركيا «كمال اتاتورك».
«الأردوغانية» باتت تشكل نموذجاً جديداً من «الكولونيالية» التي تجمع بين «الطورانية»
المتعصبة للعنصر التركي والمتخفية خلف «الاسلام السياسي»، والتي تسعى إلى استعادة جغرافيا السلطنة العثمانية.