- الهلال الأحمر: نقل 7 مصابين برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس بطولكرم إلى المستشفى
غزة - عمرو طبش: في مساحاتٍ متفرقةٍ تمتد شباك الصيادين على طول شواطئ قطاع غزة، لتستقبل أسرابًا من طيور "السمان" المهاجرة المعروفة بـ"طائر الفر" التي هربت من المناخ البارد في الجزر اليونانية .
"الفر"، هو طائر بري مهاجر صغير الحجم رمادي اللون، يقطع حوالي أكثر من ألفي ميل ليصل إلى شواطئ القطاع بعد هجرة تستمر لأيام عدة.
ويعتبر "الفر"، الطائر الوحيد من رتبة طيور الدجاجيات الذي يتمتع بالقدرة على الطيران والهجرة حيث يقضى فصل الصيف في أوروبا ويهاجر إلى أفريقيا في فصل الشتاء ثم يعود مرة أخرى إلى موطنه.
يقول إياد الأسطل، أحد الصيادين على شواطئ بحر مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، إنه ينتظر أمام شباكه المخصصة لصيد طائر "الفر"، منذ ساعات الصباح الأولى بعد صلاة الفجر، وإن موسم صيد "الفر" هذا العام ضعيف جدا وتراجع عن السنوات الماضية، مقارنة بما قبل ٢٥ عامًا مضت.
وأضاف الأسطل لـ"الكوفية"، أن تراجع اصطياد طائر "الفر" سببه سياسة مكافحة الطائر في موطنه الأصلي، بسبب ما يعتبره المزارعون هناك خطرًا على محاصيلهم، علاوةً على التقلبات الجوية التي تقتل من الطائر أعدادًا هائلة.
وأوضح الصياد، ذو الـ"50 عامًا"، أن موسم هجرة طائر "الفر" يكون في شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، مشيرا إلى أنه يصطاد يوميا ما بين ٤ إلى ٦ أزواج، وأضاف، "أحيانا نبيع هذه الطيور وأحيانا نأكلها، ولكن في هذا الموسم، بسبب قلة الكمية، فإننا لا نبيعه بل نتناوله كطعام موسمي نحب أن نتذوقه".
وعلى بُعد أمتارٍ منه، يقف الصياد أبوحسن زعرب خلف شباكه وينظر إليها بلهفة لعلها تظفر بأي طائر، قائلًا "أنتظر أنا وأولادي وزوجتي منذ صلاة الفجر حتى الساعة التاسعة صباحا أمام شباك الصيد".
ونوّه زعرب، الذي يمارس هذه الهواية منذ عشرين عاما، إلى أن موسم صيد طائر "الفر" هذا العام ليس كالأعوام السابقة، حيث أن كميات الصيد قليلة جدًا، مضيفا في حديثه لـ"الكوفية"، أن الزبائن تقصده في موقع الصيد لشراء "الفر" حيث يصل سعر الزوج إلى 20 شيقلًا، "ما يعادل 6 دولارات".
أما تاجر السمك والفر إسماعيل العقاد، فاعتاد أن "يخرج في ساعات الصباح الباكرة متجها من رفح إلى خانيونس ليجمع طيور الفر من الصيادين يوميا ما يقارب من ١٠ إلى ١٥ زوجًا".
وأشار العقاد، في حديثه لـ"الكوفية"، إلى أن سعر الطائر الواحد يبلغ 10 شواقل أي ما يعادل ٣ دولارات، ويقوم ببيعه إلى الزبائن عن طريق صفحته عبر الفيسبوك وتوصيله إلى المنزل .
أقصى ما يتمناه صيادو "الفِرّ" في غزة أن تمتلئ شباكهم في هذا الموسم، لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم بصيد ورزق ثمين، علهم يتمكنون من سدّ جوع ومتطلبات عائلاتهم لفترة تكاد تكون محدودة.