خاص بالفيديو|| عائلة "القطاع" تحمل وزارة الصحة ومستشفى الشفاء مسؤولية وفاة نجلتهم

غزة_محمد عابد: لطالما حلمت أن يكون لها طفل صغير، تشعر معه بمعني الأمومة التي حُرمت منه علي مدار ثلاث سنوات، من الصبر والمعاناة، قبل ستة أشهر اتخذت نور عبد الناصر اسليم القطاع، قرار بعمل عملية زراعة طفل أنابيب، لكي تسعد بطفل يكبر ويترعرع بين أحضانها، وسارت العملية علي أكمل وجه وحظيت بنسبة نجاح رائعة للغاية، إلي أن كانت نور وأجنتها الأربعة علي موعد مع الفراق الأبدي للحياة، بسبب الإهمال الطبي في مستشفيات قطاع غزة.

 قناة "الكوفية" شاركت عائلتي القطاع واسليم العزاء وأجرت معهم هذا مقابلة خاصة ورصدت المأساة التي تعرضت لها نور والتي أودت إلي وفاتها هي وأجنتها الأربعة.

(هذه الحالة لا تعانى من شئ).. قرار لطبيب أدى لـ"وفاتها"

يقول الحاج أبو عبد الله القطاع والد الفقيدة نور :" في مساء يوم الخميس المنصرم في تمام الساعة السابعة والنصف مساء شعرت ابنتي بإعياء وتعب شديدين، فقمت أنا وزوجها بنقلها إلي عيادة الدكتور مهدي حرز الله المختص في النساء والولادة، والذي قرر تحويل نور إلي مستشفي الشفاء في مدينة غزة علي الفور، وقام بالتواصل مع أحد الأطباء العاملين هناك لشرح الحالة لهم، وفور وصول نور إلي المستشفي وبعد ساعات طويلة من الانتظار بدون أن يلفت لها أو لمعاناتها أحد من الأطباء، وصل طبيب والذي بدوره قال أن (هذه الحالة لا تعانى من شئ وقرر تخريجها من المستشفي)، ووسط إصرار العائلة علي معرفة السبب في تعبها الشديد،  لما يزيد عن ثلاثة ساعات أخري دون استجابة، فقد قرر والدها وزوجها أخذها عند الطبيب المعالج لها، وهو صاحب مركز الحلو الدولي، ذلك المركز الذي تمت به عملية زراعه الأجنة لها، هناك في مستشفي الحلو قام الدكتور ثروت الحلو بعمل ألازم لها ولكن المريضة لم تتحسن، وبقيت في مستشفي الحلو تحت المتابعة لمدة 24 ساعة".

وضعوها بقسم في مستشفى الشفاء "لا علاقة له بحالتها المرضية"

ويتابع والد الفقيدة نور القطاع لـ"الكوفية" :" مساء الجمعة قرر الأطباء في مركز الحلو نقل المريضة نور إلي مستشفي الشفاء في مدينة غزة نتيجة تدهور حالتها الصحية، وهناك تم استقبال الحالة بطريقة همجية لا تليق بإنسان، وبعد إجراء بعض الفحوصات قرر الطبيب المناوب مغادرة نور المستشفي، حينها قام الزوج بالتحدث مع المدير الإداري والذي بدوره قرر وضع الحالة تحت المتابعة لمدة 24 ساعة داخل مستشفي الشفاء، ليتم نقل نور من الاستقبال إلي قسم الحمل الخطر، وبعد أقل من 10 دقائق تفاجآنا بأن السرير الذي ترقد عليه نور يعود لمريض أخر كان قد ذهب لإجراء صورة أشعة، وقاموا بطردنا من الغرفة، حينها قرر الأطباء نقل نور إلي قسم الباطنية، هذا القسم الذي لا علاقة له بحالة نور المرضية".

كان صراخ "نور" يسمع من خارج القسم لشدة الألم

وأضاف أبو عبد الله القطاع :"بعد أقل من نصف ساعة علي نقل ابنتي نور إلي قسم الأمراض الباطنية، لاحظنا تدهور حالتها وصراخها بشدة من ألام المغص كأنها في حالة ولادة مبكرة، وكذلك حدوث نزيف حاد معها، وحين قمنا بالتحدث للتمريض رفضوا التعامل مع الحالة بحجة أن هذه الحالة لا تتبع للقسم الذي يعملوا فيه وأنها تتبع لقسم الحمل الخطر، وبعد قرابة 20 اتصال علي الإسعاف المكلف بنقل المريضة من مبني إلى مبني أخر داخل المستشفي، وصل إسعاف غير مجهز بشي حتى الحمالة التي يجلس عليها المريض كانت مكسورة، في تلك اللحظة قمنا بإحضار إسعاف يتبع للهلال الأحمر علي نفقتنا الشخصية، وقمنا بنقل نور إلي المبني الأخر داخل مستشفي الشفاء، حين تم دخول نور إلي قسم الحمل وإجراء بعض الفحوصات والصور التلفزيونية قرر الطبيب أن المريضة بحالة صحية جيدة والأجنة الأربعة بخير وبصحة جيدة، وبعد دقائق وصل رئيس قسم الحمل الخطر والذي قرر إعادة صور التلفزيون وقام بإجراء فحص داخلي للمريضة، و(قرر أيضا أن المريضة بحالة جيدة للغاية)، وبعد أقل من ربع ساعة ونتيجة لتضاعف حالة نور قرر الطبيب فك غرزة الرحم وقاموا بإعطاء المريضة تنفس صناعي يدوي، وتم فك الغرزة دون إبرة بنج، وكان صراخ نور يسمع من خارج القسم من شدة الألم".

رفضت الممرضة المناوبة إعطاء "نور" الإبر اللازمة وقامت باهنتهم

وبحسب عائلة القطاع فان :"لقد قاموا بإعطاء نور ما يزيد علي لتر ونصف اللتر من الماء، وفي هذه اللحظة تم نقل نور إلي قسم الولادة ولم يتم نقلها إلي العناية المشددة، هناك جلست المريضة علي كرسي خاصة انه لا يوجد لها سرير لامتلاء القسم بالحالات، في هذه اللحظة قامت الممرضة المناوبة بإهانة عائلة نور والاعتداء عليهم بأبشع الألفاظ، وقررت الممرضة حمل المريضة نور بنفسها ووضعها علي سرير، وفي هذه اللحظة سقطت نور علي الأرض، وحين وصل الطبيب المناوب إلي قسم الولادة اكتشف عدم إعطاء المريضة الإبر الخاصة بحالتها، نتيجة رفض الممرضة المناوبة إعطائها الإبر اللازمة لها، وبعد وقت قصير جدا بدا وجه نور بالانتفاخ وتحول إلي لون أرزق قاتم، وبدأ الزبد يخرج من فمها وهي تضع رأسها علي صدر حماتها، في هذه اللحظة صرخت حماتها وقالت أن نور قد ماتت، في هذه اللحظة تم نقل نور إلي العناية المكثفة وهي جثة هامدة هي وأجنتها الأربعة في تمام الساعة 11 مساء من يوم السبت".

حملت العائلة المسئولية لوزارة الصحة ولطاقم المناوبين في مستشفي الشفاء

وبحسب ما أكدت العائلة لـ"الكوفية"، أن إدارة المستشفي قامت بإبلاغهم نبا وفاة نور في تمام الساعة الثالثة فجرا، في ظل إجراءات أمنية مشددة للغاية، كما وحملت العائلة المسئولية لوزارة الصحة ولطاقم المناوبين في مستشفي الشفاء، والذي تعتبرهم العائلة السبب الرئيس في وفاة ابنتهم نور هي وأجنتها الأربعة.

الصحة تعلن تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة "نور"

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في ملابسات وفاة المواطنة (نور القطاع ) 21 عام والتي كانت حامل بأربعة أجنة وفي الشهر السادس والتي وصلت لمجمع الشفاء الطبي في حالة إعياء شديد قبل عدة أيام.

ومن الجدير ذكره أن المواطنة إسراء أبو شمالة  توفيت مساء الأحد في مستشفي ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب القطاع، نتيجة إهمال طبي وتم أيضا تشكيل لجنة تحقيق للوقوف عند ملابسات الحادثة.

الجميع ينتظر نتائج لجان التحقيق دون التعويل عليها كثيرا , لان القطاع يعتبر أن تلك اللجان تشكل لتمويت القضية فقط.