اليوم الجمعة 19 إبريل 2024م
سلطات الاحتلال توقف الشبان في محيط باب الأسباط وتمنعهم من الدخول للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعةالكوفية الاحتلال يعتقل طفلا من مخيم عين السلطانالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 196 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الانتصار الذي تسعى له حركة حماسالكوفية إسرائيل بعد الضربة.. من العنجهية «للحكمة»الكوفية المشكلة في إسرائيل وحلفائهاالكوفية الاحتلال يقتحم المغير شرق رام اللهالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من مردا شمال سلفيتالكوفية استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة في الشارع الرئيس في مخيم نور شمسالكوفية إطلاق قنابل دخانية شرق الفراحين شرق خانيونس جنوب قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تواصل اجتياح مخيم نور شمس شرق طولكرم منذ أكثر من 10 ساعاتالكوفية قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية المعتقل مهنا زيود يدخل عامه الـ 20 في سجون الاحتلالالكوفية إيران: لم يسجل أي انفجار كبير ناجم عن إصابة إثر تهديد خارجيالكوفية الاحتلال يعتقل مواطنا من نابلسالكوفية يديعوت أحرونوت: وضع المنظومات الدفاعية "الإسرائيلية" في حالة تأهب قصوىالكوفية فيديو | الاحتلال يطلق كلبا بوليسيا على شاب اثناء اعتقاله من منزله في ضاحية شويكةالكوفية السفارة الأمريكية لدى الاحتلال: منع موظفينا وأسرهم من السفر خارج تل أبيب والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخرالكوفية مصاب جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة المبحوح شرق تل الزعتر شمال قطاع غزةالكوفية أستراليا تحث رعاياها على مغادرة "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلةالكوفية

تركيا وصرخة السقوط في إسطنبول

17:17 - 17 يوليو - 2019
هاشم عبدالعزيز
الكوفية:

إنها همسة الصعود وصرخة السقوط، هكذا بدا المشهد الذي رسمته العملية الانتخابية المعادة لمدينة إسطنبول التركية، والتي فاز فيها في الجولة الأولى، المرشح المعارض من حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، على مرشح السلطة بن علي يلدريم، رئيس وزراء سابق من حزب العدالة الحاكم.

وتجلى هذا المشهد بالخطاب الانتخابي الذي كان متنافراً بين متخبط لأردوغان وحزبه، وبين خطاب هادئ وصادق وعاقل من جانب المرشح المعارض، الأمر الذي أدى إلى أن تذهب بعض وسائط الإعلام إلى اعتباره بداية حاسمة لتغيير المشهد السياسي في هذا البلد عامة وفي هذه المدينة ذات التأثير الفاعل. ففي حين رمى حزب العدالة بكامل ثقله وخاض أردوغان، ما اعتبرها معركته المصيرية، لتصير العملية جارية في مواجهة ورقية بين مرشح الحزب الحاكم علي يلدريم والمرشح المعارض أكرم إمام، ولكنها عملياً جرت بمنافسة أردوغان الذي شارك في التجمعات الانتخابية بكثافة، والذي دأب في خطبه شبه اليومية على وصف الانتخابات المحلية ب«الحاسمة» لإنقاذ البلاد.

وفي أسطوانته الدعائية التي كرّسها لفترة غير قصيرة كانت الاتهامات لخصومه السياسيين بأنهم على صلات بتنظيمات إرهابية يسعون لتقويض البلاد، على حد زعمه، في المقابل اتبع المرشح المعارض إمام أوغلو نهجاً ليس متصادماً مع صرخة أردوغان في وجوه الأتراك وحسب، بل جاء هذا النهج مغايراً لما كان يتبعه حزبه في الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية، حين اعتمد خطاباً جامعاً وتوحيدياً، ما وفر متنفساً جديداً للناخبين.

حتى مع حرمانه المثير للجدل من فوزه الصعب في الانتخابات البلدية التي جرت في مارس/ آذار الماضي، وإجباره على إعادة الانتخابات، لم تصدر من جانب إمام أوغلو أي ردود أفعال انفعالية، مع أن الأمر قوبل باستنكار واسع وبغضب من قبل أنصاره، لكنه اتخذ الموقف المناسب وهو: «التعهد بالقتال لاسترجاع ما كسبناه بالفعل»، وأعلن جهاراً نهاراً، «سنقاتل من أجل الديمقراطية في صندوق الاقتراع»، وهذا ما حدث بالفعل، وصدقت رؤيته على قرار إعادة الانتخابات حين قال: «أنظر للناس في إسطنبول وأرى أملاً، هل تعلم ما هو الأمل؟ أن ترى الضوء حتى في الظلام».

لقد انتهت انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، ولم تكن عملية عابرة، بل محطة مفتوحة على تركيا في أوضاعها الداخلية وعلاقاتها مع الغير، فالهزيمة التي مني بها مرشح حزب العدالة لم تكن قاصرة على شخصه، بل على حزبه بوجه عام، وعلى أردوغان خصوصاً، فالمعروف أن إسطنبول كانت المدينة التي احتضنت حزب العدالة بوجوده، وعلى مدى 25 عاماً بقيت تحت سيطرته.

والانتخابات التي جرت لم تكن مجرد عملية تنافسية فقط، بل كانت معركة مصيرية بين السلطة والمعارضة، ومن إسطنبول كان الإعلان العملي على بداية النهاية لشهر العسل «الإخواني» الذي استمر سنين عديدة.

ما الأسباب التي أدت إلى هذه التغيرات غير العادية في الوضع التركي؟

من المؤكد أن الأسباب كثيرة، من ذلك التردي في الوضع الاقتصادي الذي يمسّ حياة الناس المعاشية، وتوطد النظام البوليسي القمعي الذي يصادر الحقوق الإنسانية، والمثال الاعتقالات للصحفيين، واختلاف الذرائع للقيام بحملات الاعتقالات بصورة شبه دورية، بيد أن المسألة الأساسية هي أن تردي الأوضاع يصاحبه سوء علاقات تركيا الخارجية، وما كان هذا ليصير لولا أن هذا البلد بات يخوض أكثر من حرب وفي جبهات عديدة. هناك الحرب ضد الأكراد، يصاحبها التغلغل في الأراضي العراقية والسورية، وهناك حروب تركيا بالأدوات «الإخوانية» في غير منطقة وأبرزها اليمن وليبيا، وعلى ذكر ليبيا، من المفيد الإشارة إلى أن أردوغان ووزير خارجيته ووزير دفاعه يتصدرون مشهد الهروب من السقوط في إسطنبول إلى العاصمة الليبية، فقد أطلقت تركيا قاطرة متواصلة من الأسلحة الحديثة للجماعات الإرهابية المتواجدة في طرابلس، كما أنها تجند المرتزقة، وتوفر الحماية الأمنية لهذه الجماعات في تركيا، والأمر اللافت أن القادة الأتراك يخوضون هذا وكأنه حق من حقوقهم التركية، ومن ذلك جاء إعلان جماعة تنظيم «داعش» استهداف الجيش الليبي بأعمال انتقامية في توقيت لافت بدا، كما لو أن إعلان الجماعة الإرهابية جاء تركيّاً من خلال هذه الأداة التي استخدمت في العراق وسوريا بصورة وحشية وتدميرية.

إلى أين ستذهب تركيا في هربها الانتحاري؟

هذا هو الطريق الذي يختطه أردوغان لاستعادة العصر العثماني بسيطرته الاستعمارية، وبخاصة في المنطقة العربية، لكن إذا كانت حروب تركيا وتدخلها في شؤون غير دولة عربية قادت إلى أن يسقط حزب العدالة في معقل وجوده إسطنبول، وفي معركة مصيرية تصدرها أردوغان نفسه، فماذا سيكون مصير تركيا ذاتها من هذا الهروب عوضاً عن مواجهة القضايا التي تهم الشعب التركي في حياته ومستقبله وفي استقرار وسلام المنطقة، وما يهم سلام ومصالح عالمنا بأسره؟

الخليج الاماراتية

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق