- الدفاع المدني ينتشل 51 جثمانًا من المقبرة الجماعية بساحة مجمع ناصر الطبي في خانيونس
غزة- محمد عابد: "بضاعة أتلفها الركود.. وقله البيع، بسبب الحصار المفروض على القطاع"، بهذه الكلمات بدأ المزارع أحمد الشواف، حديثه لـ"الكوفية"، مؤكداً أن حلمه الذي بدأه منذ صغره يراه الآن ينهار بسبب عدم الإقبال على بضاعته من أشتال الزيتون والعنب والتين والزهور.
داخل حمام زراعي يكاد لا يتسع لكل ما به من شتلات صفت في كل مكان، جلس "الشواف" ينعي حظه، الذي جعله يقضى جل وقته في متابعة مراحل نمو الشتلات التي زرعها بيديه داخل الحمام, متمنياً الحصول على أفضل الأشتال, ليتسنى له تسويقها بشكل مميز، لكن الوضع الاقتصادي جعل حركة البيع متوقفة بشكل شبه كامل- حسب قوله.
حلم ينهار
"الكوفية" التقت المزارع الغزى أحمد الشواف، داخل مشتله بمدينة خانيونس، حيث أكد أنه بدأ عمله في مجال الزراعة منذ طفولته, بمساعدة والده في زراعه هذا الحمام الزراعي، عندما كان عمره 6 سنوات، أثناء دراسته بالصف الأول الابتدائي.
وأضاف: "في تلك الأثناء اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والدي لفترة طويلة, فوجدت نفسي مضطراً للحفاظ على الحمام الزراعي, خاصة وأنه أصبح بمثابة أجمل ذكري من والدي القابع في سجون الاحتلال, وعملت في المشتل وبدأت أوصل الليل بالنهار من أجل تطويره إلي أن أصبحت الزراعة مهنتي الأساسية".
علم وعمل
"الشواف" أكد أنه بجانب عمله في المشتل التحق بالمدرسة وأتمم تعليمه الثانوي والجامعي, ولكنه لم يترك العمل في المشتل, وأتقن زراعه شتل الزيتون تحديداً, خاصة أنه رمز القضية الفلسطينية، ورمز بقائنا وصمودنا, ونحن نسعى إلى أن ننتج أفضل أنواع الأشتال خاصة وأن الأرض هنا خصبة جداً, وتساعد في إنتاج أفضل أنواع الأشتال.
بيع بالخسارة
وأكد أن السوق في قطاع غزة ضعيف جدًا ويعاني بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والحصار، موضحًا أن الشتلة الواحدة تكلفتها ما بين 10 إلى 15 شيكل، وفي بعض الأحيان تصل إلي 20 شيكل, اليوم أصبحنا نقوم ببيع الشتلة الواحدة بـ5 شواكل, بمعنى أننا نخسر في هذه الحالة لكننا لا نفكر في ترك هذه المهنة.
صعوبات
"الشواف" أكد أن القطاع الزراعي يعاني من صعوبات كثيرة وأنه "يحاول جاهداً تطوير الحمام الزراعي، من خلال بعض الجمعيات المانحة والمؤسسات, في ظل غياب دور وزارة الزراعة في هذا الجانب".
وحول الصعوبات التي يواجهها قال: "إن المشكلة الأكبر التي تواجهنا هي مشكلة المياه في ظل انقطاع مستمر لمياه الري ما ينتج عنه في بعض الأحيان تلف الأشتال ويكبدنا خسارة كبيرة جدا, ولا نتلق أية تعويضات من أي جهة ولا أحد ينظر لنا بعين التعاطف, وخلال فترات الحروب وعند نشوب عدوان فإننا نصبح عاجزين عن الوصول إلى أراضينا ما يتسبب في تلف الشتلات والمحاصيل".
أمنيات
"الشواف" تمنى تطوير القطاع الزراعي في غزة، والوقوف بجانب المزارع الفلسطيني، تحديدا فى قطاع غزة, خاصة وأن المزارع الفلسطيني يعتبر هذه المهنة الأساسية له ولعائلته التى تساعدهم على مواجهة الحياة.