اليوم السبت 27 إبريل 2024م
حزب الله: قصفنا موقع حبوشيت ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولانيالكوفية الدفاع المدني: سنشرع بعمليات انتشال جثامين الشهداء وفق نداءات الاستغاثة الموثقة لدينا تحت الأنقاضالكوفية أونروا: تقارير تفيد بأن طفلين على الأقل توفيا بسبب موجة الحر في قطاع غزةالكوفية أونروا: خلال الأيام الماضية مرت غزة بموجة حر غير عادية فاقمت ظروفها المعيشية غير الإنسانيةالكوفية المدعية العامة لمقاطعة ترافيس: قضايا المعتقلين بتهم التعدي على ممتلكات الغير تفتقر لأدلة كافيةالكوفية CNN: قاضية محكمة مقاطعة ديكالب الأمريكية تأمر بإطلاق سراح الطلبة والمدرسين المعتقلين من جامعة إيموريالكوفية دوي انفجارات في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتلالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 203 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الأمم المتحدة: إغلاق التحقيق بملف أحد موظفي الأونروا المتهمين بالمشاركة بأحداث 7 أكتوبر لعدم تقديم إسرائيل أدلةالكوفية مراسلنا: 3 شهداء بقصف الاحتلال محيط مدرسة فيصل داخل الحي الياباني غرب خان يونسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا في محيط مدرسة العقاد شمال شرق مدينة رفحالكوفية سموتريتش: المبادرة المصرية تشكل خنوعا إسرائيليا خطيرا وانتصارا كارثيا لحماسالكوفية سموتريتش يهدد نتنياهو بترك الحكومة إن وافق على المبادرة المصريةالكوفية استشهاد الطفلة التي استخرجت من رحم أمها المتوفاةالكوفية شهيدة ومصابون في قصف الاحتلال منزل ببلدة الزوايدة وسط قطاع غزةالكوفية شهيدان إثر قصف الاحتلال مركبة جنوب لبنانالكوفية مراسلنا: 3 شهداء بقصف نفذه الاحتلال على محيط مدرسة فيصل داخل الحي الياباني غرب خانيونسالكوفية الخارجية الفرنسية: محادثات مقترحات التهدئة بين لبنان وإسرائيل حققت تقدماالكوفية البسوس: فشل المفاوضات في التوصل لاتفاق تهدئة سببها تعنت نتنياهو وإصراره على اجتياح رفحالكوفية مراسلنا: شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية

تواصل اجتماعي أم نفاق اجتماعي؟

12:12 - 24 مايو - 2019
شمس شناعة
الكوفية:

غريب أمر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وسر الغرابة ينبع في أن مارك ركزبيرغ قد ساوى كلياً بين مواطنيه في دولة فيس بوك، وبالتالي لا يتوفر بعض مستخدميه على ما يتوفر على ما يتوفرون عليه في حياتهم اليومية، ومن هنا يبدو التناقض بين ما يمكن أن يطرحوه من شعارات وبين ما هو قائم بالفعل في مسارهم اليومي، وبالتالي يصعب علينا أحياناً أن نتأكد أن ذات الشخصية الفيسبوكية هي التي نعرفها في واقعنا اليومي وحياتنا المعاشة، حيث تبدو هذه الشخصيات أقرب إلى المثالية وبناء النموذج، بادعاء القداسة والطهارة ونظافة اليد واللسان، بينما يشير الواقع إلى صورة ربما كانت مغايرة تماماً لأناس مجبولين على الانتهازية والنفعية والمصلحية وحب الأنا والنرجسية والغرور الذي لا حد له.

بصعوبة بالغة يُخرج "القديس" يديه من تحت معطفه، ويشير إلى خادمه البسيط إشارة يفهم منها المسكين أن عليه وضع المزيد من الأخشاب في المدفأة، بينما تضغط أصابعه "المخملية" على أزرار جهاز "الريموت كونترول" الذي يتحكم في درجة حرارة الصالون "الأرستقراطي"، ثم يتطلع نحو "موقد الفحم" الذي امتلأت ساحته بثمرات "الكستناء" أو "الذرة" أو غير ذلك مما يروق للمولعين بالشتاء أن يصنعوا وقت المنخفضات، وبعدها يمسك جهازه الخلوي "الحديث والمرتفع الثمن والجيد الصنع ذو العلامة التجارية التي تحمل تفاحة قُضم أعلاها"، ويسمي باسم الله ويذهب مباشرة إلى حيث ينبغي عليه أن يكتب، وينشر للقوم ما نصه "أعان الله من لا يجدون في هذا المساء مأوى يقيهم برودة هذا الطقس الذي لا يُحتمل"، وسرعان ما يذهب بعضنا إلى الهتاف باسم القديس الذي يتذكر البسطاء في هذه اللحظات العصيبة، ألم أقل لكم إن حال مواقع التواصل الاجتماعي يدعو للاستغراب والدهشة والعجب في هذه الأيام.

مواقف مبتذلة كثيرة تواجهنا كلما لاح في الأفق مشهد مناخي مغاير لتقليدية الأشياء، فموجة حرٍ شديدة في الصيف أو منخفض جوي عميق في الشتاء كفيل بأن يُخرج "القديسين" عن صمتهم، وتبدأ مواعظهم التي ينتظرها الملايين من المحبين، ليخبرونا أنه يتوجب علينا أن نقف بجوار أخوتنا وأهلنا، وأن ننتصر لعذاباتهم بالدعاء والتضامن والمؤازرة، والغريب أن جماعات "المؤمنين" في كل مكان سرعان ما تستجيب للموعظة وتبدأ بترديد كلمة "آمين".

تحسس عذابات الناس لا يحتاج إلى موعظة، فقط علينا أن نغادر أبراجنا العاجية يوماً، ونذهب مباشرة، بصحبة أبنائنا وأصدقائنا ومحبينا، إلى بيوت هؤلاء الذين نحس وجعهم، نواسي بالكلمة وبالأغطية وبالملابس الشتوية الثقيلة وبالأطعمة التي تعين على تحمل صعوبة الطقس، وبمواد التدفئة التي تتيح للأطفال نوماً بلا كوابيس، وبما تيسر من مالٍ كي يتمكنوا من النهوض بأعباء الحياة التي تثقل كاهلهم، أما أن نخرج عليهم "نفاقاً وزيفاً وبهتاناً" لنلقي المواعظ والأدعية، ونشجب ونستنكر، فهؤلاء ليسوا بحاجة إلى دعائنا، بل هم بحاجة ماسة إلى مناصرتنا لهم وتمكينهم من الوقوف في وجه المطبات الصعبة والعصية على التجاوز، وقديماً قالوا "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، لكنهم قالوا لنا أيضاً "لا يشتكي الجرح إلا من به ألم"، من هنا فقط يمكننا أن نميز بين تواصلٍ اجتماعي ونفاقٍ اجتماعي تزكّم رائحته الأنوف.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق