"الأورومتوسطي": غزة تقترب من مرحلة المجاعة غير المسبوقة

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قطاع غزة اقتراب من مرحلة المجاعة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل منذ 45 يومًا، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

وشدد المرصد، في بيان له الخميس، على أن مؤشرات خطيرة رُصدت مؤخرًا تدل على دخول السكان في حالة انعدام حاد للأمن الغذائي، توشك أن تتحول إلى مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

وأوضح "الأورومتوسطي"، أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد نتيجة الحصار، ما يزيد من هشاشة وضعهم الصحي في ظل انهيار شبه تام للخدمات الطبية.

وأشارت المرصد إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد في الأسابيع الأخيرة إلى تدمير وتعطيل ما تبقى من البنية التحتية الزراعية والغذائية في القطاع، الأمر الذي فاقم أزمة الإمدادات، وقطع سبل الإنتاج المحلي بشكل شبه كلي.

وقال البيان، إن بعض العائلات اضطرت إلى بيع ممتلكات أساسية لتأمين الحد الأدنى من الغذاء، في مؤشر واضح على بدء انهيار آليات التكيّف لدى السكان المحاصرين.

وأعرب المرصد عن قلقه من تقديرات تشير إلى وقوع وفيات يومية بسبب نقص التغذية وضعف المناعة، في ظل استمرار منع دخول المساعدات وتدمير النظام الصحي والبنية الأساسية.

وصف سياسة التجويع بحق المدنيين في غزة بأنها واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية، لما تمثله من تجريد قاسٍ للكرامة الإنسانية وخرق صارخ للقانون الدولي.

ودعا "الأورومتوسطي"، في ختام بيانه، نداء عاجل إلى جميع الدول والهيئات الدولية ذات العلاقة، بضرورة التحرك الفوري ووقف سياسات التجويع والقتل البطيء التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 32 على التَّوالي استئناف حرب الإبادة الجماعيَّة على قطاع غزَّة، مخلفًا مئات الشهداء وآلاف الجرحى في كافة مناطق القطاع، بسلسلة غارات عنيفة متواصلة ومجازر "وحشيَّة" غالبية ضحايا نساء وأطفال.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل نحو 1500 فلسطيني وأصابت ما يقرب من 3 آلاف آخرين، معظمهم أطفال ونساء.

يأتي ذلك، في وقت، تواصل إسرائيل إغلاق المعابر وحالة الحصار المطبق على قطاع غزة، ما ينذر بمجاعة وشيكة في القطاع، وسط توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية آذار/ مارس الحالي، فضلا عن تقلص كميات المواد المستخدمة في إنتاج الوجبات الغذائية.