- استشهاد الشاب محمد حسن حسني أبو حماد ( ٤١ عاماً) برصاص الاحتلال قرب بلدة العيزرية
ثمّةَ ولدٌ يصلُ قبل الجميعِ
بأسنانٍ قوية ولثغةٍ ضاحكةٍ
يقفزُ في دروبِ البيّاراتِ
يتفقّدُ ثمارَ الجوّافةِ الناضجةَ وقطوفَ الموزِ القريبةَ من السياجِ
يطلقُ أسماءً بشريّةً على الأشجارِ
الحلاَّقَ وحارسَ مدرسةِ البناتِ وبائعةَ الفلافل وزوجَها البدين،
أستاذَ اللغةِ العربيةِ وسائقَ سيّارةِ الإسعافِ وممرّضةَ العيادةِ المرحةَ،
شيخَ الجامعِ وشاويشَ المخفرِ والمُخبرَ الذي اشترى نظّارةً جديدةً،
صاحبَ المقهى ومُؤجّرَ الدرّاجاتِ وابنةَ الفرّانِ الشقراءَ...
يتركُ أسماءَهم على الأشجارِ التي ستُشبهُهم منذ الآنَ
وستتبعُهم في الحاراتِ إلى عَتبات بيوتِهم
وتقفُ خلفَ نوافذِهم وهي تبتسمُ
ثمّ يبني أفكارا لسرقاتِ الليلِ
وخدائعَ للنواطير.ِ
ثمّةَ ولدٌ يبدأُ قبل الجميعِ
ينعسُ في الحرّ وحصصِ التاريخِ وأيّامِ الصيامِ الطويلةِ
فينحلُ في النوم
وتذبلُ الأوراقُ فوقَ قميصهِ المشجّرِ
وتميلُ رقبتُه الطويلةُ على كتفه
مثلَ طيورِ الماءِ.
ثمّةَ ولدٌ بساقين من قصبٍ ورُكبةٍ مجرَّحة
ذهبَ قبلَ الجميعِ
قفزَ عن الجدارِ
وتركَ ثغرةً في كلّ شيءٍ
منها يدخلُ الحُبُّ والأسى
والحظوظُ الضائعة.