الكوفية- محمد عابد
تحدث وسام عوض من مدينة غزة، لـ" الكوفية"، عن المعاناة التي يعيشها، بعد أن قامت السلطة الفلسطينية، بقطع راتبه، واصفًا القرار الذي طاله وطال الآلاف من الموظفين غيره، بالجريمة الإنسانية، التي تستهدف هدم النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وتساهم في تفشي الفقر وتزايد المشكلات الاجتماعية، والأسرية، مؤكدًا أن قطع الرواتب جريمة يجب الوقوف عندها بشكل جدي، مشددًا على أن الراتب حق له وليس هبة أو منحة من أحد عليه.
أخر عسكري ترك موقعه
وقال "عوض" لـ" الكوفية": "عملت في صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية وكنت خير مثال للالتزام والانضباط، وخلال الأحداث المؤسفة عام 2007، كنت من ضمن أخر العساكر الذين تركوا مواقعهم، بعد سيطرة حماس علي قطاع غزة، وبعد أن أصدرت السلطة تعليمات للموظفين بضرورة الالتزام في منازلهم ، التزمت التزام حديدي بالتعليمات ولم أغادر منزلي".
وأضاف عوض:" لقد انتمينا إلي حركة فتح منذ الصغر، ودفعنا ثمن هذا الانتماء الصادق، وبعد انتهاء فترة الأحداث، تم اعتقالي في سجون حماس مدة تزيد عن العام ونصف العام، وعلي الرغم من ذلك لم ينصفنا أحد، ولم أنقطع عن أداء واجبي تجاه حركة فتح، والتزامي بقرارات السلطة الفلسطينية ".
قطع الراتب
وتابع عوض حديثه لـ" الكوفية"، قائلًا:" ذهبت لتقاضي راتبي في شهر يناير من العام الجاري، وفوجئت بأنه لم يصرف لي, فقمت بالاتصال علي الجهات المختصة، تحديدًا قيادة جهاز الأمن الوقائي في رام الله، للسؤال عن أسباب قطع راتبي، ولكني لم أحصل علي رد مفيد، وبقيت هنا أنا وزوجتي وأطفالي نعانى الأمرين، ناهيك عن المشكلات التي باتت تطاردني من كل اتجاه, فالديون تتراكم علينا، وأقساط القرض، والأطفال، والتزامات البيت، من أكل وشرب وملابس".
التزامات شهر رمضان
وأوضح عوض، "منذ قطع الراتب بالكاد نستطيع توفير قوت يومنا، والأن نحن على أعتاب شهر رمضان ولا نعلم كيف سنتدبر شئون الشهر والتزاماته، فهو شهر الزيارات والرحمة والتواصل بين الأهل، والجميع يعاني من الضغوط المادية في غزة، وبحاجة إلي من يساعده في تسير شئون حياته، والله ما حدا عارف كيف يمشي حياته في ظل هذه الظروف الصعبة ".
جريمة قطع الرواتب
ووصف عوض قرار قطع الرواتب عن موظفي السلطة في غزة بالجريمة قائلًا :" إن جريمة قطع الرواتب جريمة إنسانية، تستهدف هدم النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وتساهم في تفشي الفقر وتزايد المشكلات الاجتماعية، والأسرية "، مؤكدًا، أن قطع الرواتب بمثابة جريمة يجب الوقوف عندها بشكل جدي.
وتابع قائلًا:" الأصعب من قطع الراتب هو الاستخفاف من قبل السلطة في رام الله بظروف ومشاعر الموظفين، وعدم تفسير السبب في قطع رواتبهم، وعدم النظر لأطفالهم بعين الرحمة، وعدم الشعور بأزماتهم التي تسببت السلطة فيها، فالأصعب من قطع الراتب هو العجز عن توفير العلاج لطفلي حين يمرض، والشعور بالعجز أمام توفير ثمن طعام اليوم لأطفالك".
وناشد عوض كافة المسئولين بضرورة إنجاز الوحدة الوطنية أولا ً، ليتسنى حل كافة المشكلات التي تعصف بالشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.