إِلَى أَهْلِ اَلْبُطُولَةِ وَالشَّهَامَةِ
أَرِيبٍ يَسْعَى لِلْوِئَامِ وَلِلْكَرَامَةِ
ظِلٍّ لِلْمُرُوءَةِ وَلِلْعِلْمِ قَامَةُ
وَلِبُنَيّ جِلْدَتهَ اَلْأَبَ اَلْحَبِيبَ
لِلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى نَعِمَ اَلْخَطِيبُ
وَفِيٌّ اَلْمُلِمَّاتِ لَهُ سِحْرٌ عَجِيبٌ
يُدَاوِي جُرْحُنَا فَهُوَ اَلطَّبِيبُ
يُعَلِّمُنَا اَلْكِتَابُ عَلَى اَلتَّمَامِ
يُعَلِّمُنَا اَلصَّلَاةَ مَعَ اَلصِّيَامِ
يَقُومُ اَللَّيْلُ مُتَأَسِّيًا بِالْكِرَامِ
بِهَدْيِ رَسُولِنَا خَيْرَ اَلْأَنَامِ
فَقَلْبِهِ فِي حُبٍّ أَقْصَانَا رَهِينٌ
وَأَقْصَانَا لَفَرْقَاَهْ حَزِينٍ
فَالْفَقْدُ غَالٍ وَالْفَقْدُ وَتِينِ
وَمِنْبَرُهُ يُفْطِرَهُ اَلْأَنِينُ
وَلِلتَّسَامُحِ بَدْرٌ فِي اَلسَّمَاءِ
هُوَ لِلْإِصْلَاحِ مِفْتَاح خَيِّرٍ
لِلَّهِ دَرْكَ أَبِي فِي اَلْأَوْفِيَاء
رَجُلَ اَلْفَضَائِلِ وَالْعَطَاءِ
وَذَكَرَكَ فِي اَلْمَدَى طُولَ اَلسِّنِينَ
لِفَقْدِكَ أَبِي حُزْن دَفِينٍ
فَسَلَامٌ لِرُوحِكَ فِي اَلْخَالِدِينَ
بَذَلَتْ اَلرُّوحَ حَامِي حُمَّى اَلدِّينِ
وَحَسَبَنَا أَنَّكُمَا فِي صَحَائِفِ اَلشُّهَدَاءِ
اِغْتَالُوكَ وَأُمِّي ظُلْمًا وَغَدْرًا
وَإِرْثَ اَلْحَقِّ مَا كَانَ لِلْعُلَمَاءِ وَالْكُرَمَاءِ
اِغْتَالُوكَ وَلَمْ يَغْتَالُوا فِكْرًا وَنَهْجًا
قَدْرُ اَللَّهِ عَلَى اَلدُّنْيَا غِيَابَكَ
عَزَائِيٌّ يَا أَبِي مَا قَدْ أَصَابَكَ
أَجْزَلَ اَللَّهُ بِآخِرَةِ ثَوَابِكَ
فِي سَبِيلِ اَللَّهِ مُحْتَسِبًا عَطَاءَكَ
وَتَنَاثَرَتْ أَشْلَاؤُنَا وَدِمَاؤُنَا
طَالَتْ اَلْحَرْبُ بِغَزَّة هَاهُنَا
يَا رَبُّ يَا رَحْمَنْ عَجَلِ نَصْرِنَا
وَخِذْلَانَنَا يَا أَبَتْ أَدْمَى قُلُوبَنَا
هِيَ مَوْطِنُ اَلشُّرَفَاءِ يَحْدُوهَا اَلْأَمَلُ
هَذِهِ فِلَسْطِينِ اَلْجَرِيحَةِ لَمْ تَزَلْ
زَوَالَهُ حَتَّمَ كَمَا اَلْأَقْزَام وَالْحثَلْ
وَالْبَغْيُ مَهْمَا طَالَ مُرْتَحِلٌ
وَتُزِيلُ ظُلْم غَاصِبٍ آبِقٍ مُعْتَدٍ
شَمْسِ اَلْعَدَالَةِ سَتُشْرِقُ فِي غَدٍ
وَنَعِيشُ فِي عَصْرِ اَلْهُدَى اَلْمُتَجَدِّدِ
وَتُنِيرُ أَقْصَانَا بِمِنْبَرِهِ اَلنَّدِيّ
أَفْعَالاً رَاسِخَات بِعَظِيمٍ اَلْمَعَانِي
يَا مِنْ تَمَثَّلَتْ أَقْوَالاً فَأَضْحَتْ
لِنَمْلَأَ فِلَسْطِينَ بِحَامِلِي اَلْقُرْآنِ
مَا زِلْتُ تَصْدَحُ بِقَلْبِكَ اَلْوَضَّاءِ
دَهْرًا وَعُمْرًا عَلَى مَدَى اَلْأَزْمَانِ
أَقْصَانَا لَا هَيْكَلَهُمْ صَيَّرَتْهَا غَرْسًا
سَلَّوْا اَلْمَحَافِلُ يُشَارُ لَهُ بِالْبَنَانِ
تَذُودُ عَنْ اَلْأَقْصَى بِكُلِّ فَصَاحَةٍ
جَدَّتْ بِرُوحِكَ لِفِلَسْطِين فِدَاءً
يَا وَاصَلَ اَلرَّحِمُ حَبِيبَ اَلْأَقْرِبَاءِ
أَزِفَتْ رَحَّلَتْ رَحِيلَ اَلْعُظَمَاءِ
عِشْتَ فِينَا عَظِيمًا وَعِنْدَمَا
ضَاقَ قَلْبِي فِي ذَا اَلرِّثَاءِ
هَذَا كَلِّمِي إِنَّنِي آلَاءٌ
وَالرُّوحُ تَلْهَجُ يَقِينًا بِالدُّعَاءِ
سَتَظَلُّ فِينَا مَا حَيِينَا