اليوم الخميس 15 مايو 2025م
مراسلنا: قصف مدفعي يستهدف المناطق الغربية لمدينة بيت لاهياالكوفية تطورات اليوم الـ 587 من حرب الإبادة الجماعية على غزةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم حي جبل الطويل في مدينة البيرةالكوفية الاحتلال يُعطّل كل الرحلات في مطار «بن غوريون» عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمنالكوفية الدفاع المدني يحذر المواطنين من موجة حر خلال الايام المقبلةالكوفية الهلال الأحمر: طواقمنا تتعامل مع إصابة بالرصاص الحي في البطن لفتى (15 عامًا) في المغير شرق رام اللهالكوفية الإعلامي الحكومي: الإخلاء القسري للمشافي بغزة جريمة ممنهجة لاستكمال تدميرهاالكوفية بالأسماء|| استشهاد 3 أسرى من غزة تحت التعذيب في سجون الاحتلالالكوفية جيش الاحتلال يزعم اغتيال «مسؤول جمع الأموال» في القسامالكوفية رام الله: إصابات برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم الجلزونالكوفية ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 217 صحفياً بعد استشهاد الصحفي أحمد الحلوالكوفية حماس: لا تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزةالكوفية عدة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة من مدينة غزة وشمالي القطاعالكوفية ترامب: اجعلوا غزة منطقة حرية ودعوا الولايات المتحدة تتدخلالكوفية ترامب: ضعوا الناس في منازل يمكنهم أن يكونوا فيها بأمانالكوفية ترامب: سأكون فخورا بأن تتولى الولايات المتحدة الأمر وتجعلها منطقة حريةالكوفية 103 شهيداً خلال الـ24 ساعة الأخيرة.. مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلا بقصف مصلى وعيادة صحية في مخيم جبالياالكوفية 103 شهداء في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية 13 شهيد نتيجة قصف إسرائيلي على عيادة التوبة الصحية بمنطقة الفاخورة بمخيم جبالياالكوفية شهداء ومصابون جراء استهداف عيادة التوبة في مخيم جبالياالكوفية

عالم بسيقان مبتورة ...!

11:11 - 13 سبتمبر - 2024
أكرم عطا الله
الكوفية:

يكفر الإنسان بهذا العالم على صراخ طفلة في غزة ...ماذا لو صدمتك الشاشة بطفلة فقدت ساقيها تبكي بكل الحزن العابر للإنسانية على سرير مستشفى ؟ أتبكي كي تُعبر عن وجعك الذي كثفه التاريخ ووزعه على أحبتك وأطفال شعبك، أم تفقد عقلك ملقياً بكل ما قرأته من كتب وروايات تراجيدية بدا حزنها مزيفاً أمام واقع غارق في الألم.
لا تفكر فقط في اللحظة الراهنة بكل مأساتها، يأخذك الزمن لعقدين للأمام تتخيل فيها هذه الطفلة عروساً تلتهم الفرح في شارع عمر المختار وهي تتجهز ليومها الموعود محمولة على حصان حلمها الأبيض يخطفها من بين بنات غزة الجميلات لكنها في ذلك الزمن ستكون على كرسي متحرك تتسول لأن الموت خطف أباها في تلك المأساة التي بترت أطرافها ...أي عقل ممكن أن يفهم هذا وأي زمن أصفر سيكتبه المؤرخون بلا عواطف.
تصاب الأقلام بسكته الحكاية، فللقلم روح وعواطف ولحظات من الفرح والحزن يتمدد فيها على الورق جثة هامدة بلا أنفاس بعد أن يسكب دموعه السوداء مخربشاً على جدار التاريخ ما صنعه عندما تعرض للرشوة ووقف صامتاً عندما تعرضت براءة شعب كامل للذبح ...ألهذه الدرجة وصل الظلم والتواطؤ إلى الحد الذي تفشل كل تلك القوة الكونية في قول كلمتها وتتهرب كما شهود الزور من وضع حد لمأساة ممتدة ونزيف لا يتوقف عن النحيب، فقد كان العالم جباناً وشريكا في تلويث سمعة الإنسانية ولكن الحقيقة أن من تتم إبادته هو شعب عربي من العالم الثالث الذي لا يساوي جميعه جناح بعوضة أمام مصالح الدول التي تستنفر لإنقاذ قطة علقت على أعمدة الكهرباء في عواصمها لكن لا يرف لها جفن على أطفال غزة.
من ينتظر عدالة من الولايات المتحدة عليه مراجعة تاريخ العقود الأخيرة فقط من فلسطين لأفغانستان للعراق، لحاملات طائرات تجوب العالم وتتكئ على تاريخ من إبادة قبائل أصلية عاشت على الأرض الأميركية ومن ينتظر موقفاً من أوروبا يمكن أن يقرأ خارطة المصالح الممتدة من واشنطن لإسرائيل. أما من يعتقد أن العرب يمكن أن يشكلوا فرقاً في أسوأ إبادة يتعرض لها شعب شقيق فعليه مراجعة تاريخ المنطقة وصراعاتها على السلطة وهشاشة موقعها وضعفها حد الرثاء.
للقوة مؤهلاتها التي تمكنها من فرض موقفها. فالسياسة هي انعكاس للقوة والمكانة وتلك تنعدم في دول عربية بلا علم ولا اقتصاد ولا قانون، ومواطنون يتسولون قوت يومهم وحالة فقر وفوضى تنتشر في الشوارع ولا اقتصاد، وإن توفر هذا لدى بعض الدول فإن العقل الشرقي أكثر عجزاً عن إمكانية تحويله إلى أوراق سياسية ليس من أجل فلسطين فتلك عرفت أنها وحيدة بعد هذه الحرب ولم تعد تنتظر حلولاً وتدخلات فقد أبيدت غزة وتأخروا جميعا، لكن من أجل أمة تحاول أن تقارن نفسها بالأمم دون أن تدرك افتقارها للحد الأدنى من مقومات المقارنة.
غزة إن بقي فيها حياة ستظل متسولة تتحرك في شوارعها كراسي متحركة أكثر من عرباتها، جيل كامل تم القضاء عليه وتحول إلى عبء على تاريخه ووصمة عار على وجه الدول جميعها والشاهد الشهيد على "استشهاد" المجتمع الدولي ومؤسساته المنافقة. فقد كشفت هذه الحرب كل شيء وغيرت كل شيء وأبرزها مفاهيمنا القديمة وتصوراتنا عن العالم وكيف يدار بقليل من الأمل بعدالة دولية راهنّا عليها نحن الضعفاء لكن العدالة للأقوياء، هكذا هو التاريخ ولا عزاء للشعوب المغلوبة على أمرها والمسكينة.
صورة طفلة مبتورة القدمين كفيلة بأن تترك في القلب جرحاً غائراً يكبر مع سنوات عمرها كلما كبرت، هي لا تعرف ماذا يحدث ولكن بعد سنوات عندما تتجرع المرارة على مهل تحتاج كل علماء النفس لكي يفسروا كيف ستمضي عمرها، وأراهن أن الغرب سيهرع حينها على سبيل تبرئة الضمير من تهمة الخيانة لصرف موازنات وإنشاء مؤسسات للدعم النفسي وأذكر أشياء من هذا القبيل كانت ذات مرة ... هنا تبدو المعادلة الساخرة دعم السلاح لإسرائيل كي تقتل وتُيَتّم ودعم نفسي للضحايا بعد بتر أطرافهم وقتل ذويهم ...تبدو معادلة عادلة في نظر الغرب ...!
الهروب من الصور الموجعة ومن تأثيرها العاطفي في محاولة للحفاظ على العقل وسط المقتلة باء بالفشل وسط الحزن الممتد بين الأحبة والبراءة. فقد انهارت مصداتنا النفسية أمام تدفق الوجع كأمواج لم تتوقف يحمل كل منها ما يكفي من قصص الألم والنكبات ومن الحكايات، فلكل شهيد حكاية وأمل ومستقبل وكومة أحلام دفنت في القبور التي توزعت على شوارع غزة الرئيسة، وكل جريح تكسرت آماله مع كسر عظامه التي بترت، لكل من عاش شاهداً بقلب وطني تكسره هشاشة طفلة ودمعة حارة لطفل لم تحرق العالم سيظل مكسوراً للأبد.
ولكن أيضاً ستبقى شاهدة على فداحة الجريمة وجنون العقل الإسرائيلي المختل وموقعه من الإنسانية كمجرم فقط، ما هو أمامنا طفلة مبتورة لكن الحقيقة أن الذي تم بتره هو الضمير الجمعي للعالم وهيبة العرب.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق