- قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على محيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة
- إطلاق نار من قبل الآليات العسكرية في منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة
لخص نتنياهو، رئيس حكومة المستعمرة، موقفه وتوجهاته، خلال مؤتمره الصحفي بقوله:
"نحن في حالة حرب وجودية تقودها إيران"، وبذلك يسعى ويقرر، كما فعل في خطابه أمام الكونغرس الأميركي يوم 24-7-2024، أنه في خندق متقدم، دفاعاً عن المصالح الأميركية في منطقتنا العربية، في مواجهة إيران و"أدواتها"، قاصداً بذلك الفصائل السياسية العربية الحليفة لإيران المدعومة منها: حماس والجهاد الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، وأنصار الله اليمني، والحشد الشعبي العراقي. فهم في نظره أدوات أو "عملاء" يُنفذون تعليمات طهران، وليسوا فصائل كفاحية مستقلة متضامنة قومياً ووجوباً مساندة لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال، لتحرير وطنهم، وانتزاع حقوهم على أرضهم المحتلة من قبل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي المدعوم أميركياً وأوروبياً.
نتنياهو، لا يُقر ولا يعترف ولا يرغب أن يكون الصراع كما هو في حقيقته:"صراعاً إسرائيلياً فلسطينياً"، بل يذهب بعيداً ليكون عنوانه: "صراع إسرائيلي إيراني" وبذلك يقفز عن حقوق الفلسطينيين، وحتى عن السوريين في جولانهم، وعن اللبنانيين في جنوبهم، ويدفع ويعمل لأن يكون صراع دولي، يخوضه دفاعاً عن مصالح الدول الرأسمالية الأميركية الأوروبية، ويدفع لأن تشكل هذه الدول غطاء له ولتطلعاته التوسعية، بدون أي اعتبار لمصالح العرب، كل العرب، في مواجهة "البعبع" الإيراني.
لهذا الوقت فشل نتنياهو وفريقه الائتلافي المتطرف، في تحقيق أهدافه رداً على عملية 7 أكتوبر الفلسطينية المفاجأة الصدمة، فشل في إنهاء المقاومة في قطاع غزة، وفشل في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، رغم اجتياحه واحتلاله لكامل قطاع غزة.
والفشل الأكبر لنتنياهو أنه لم يتمكن من إقناع المجتمع الإسرائيلي بما يفعل، أو ما سيفعل، لا عائلات الأسرى الإسرائيليين تثق به وبوعوده، ولا قادة المعارضة الذين أعلنوا مع بداية هجومة واجتياحه أنهم سيقفون معه سياسياً وقانونياً، ولكنهم لم يعودوا يثقون به، كي يواصلوا الوقوف معه ضد العدو "العدو الإيراني"، وبات الجميع ضده، وضد فريقه وسياساته، واتسعت حجم المعارضة في الشارع، بعد أن انضم لها قادة المعارضة الثلاثة: يائير لبيد، وبيني غانتس وليبرمان، ولذلك وصل عدد المحتجين في الشارع إلى 300 ألف.
خطط وبرامج نتنياهو وفريقه الائتلافي الاستعماري المتطرف لم تعد مقتصرة على أن: 1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وأن 2- الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة، أي أنها جزء من خارطة المستعمرة، أرض التوراة، وأرض الميعاد، بل وصلت بهم وقاحة الاستعمار حد النيل من الأردن واستقلاله وأن يكون على الأقل وعاء لطرد وتشريد وإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم وبلادهم ووطنهم وأملاكهم من القدس والضفة، نحو الأردن، وأهل غزة إلى سيناء.
ما فعلوه في قطاع غزة، يفعلونه بداية في مخيمات الضفة الفلسطينية، عبر التدمير والقتل وجعل المخيم غير مؤهل للسكن والعيش، وبهدف كامن يعملون على إلغاء صفة المخيم المرتبط بوكالة الغوث الأونروا، والعمل على إلغائها أولاً، وشطب حق العودة التاريخي للاجئين ثانياً.
أهداف المستعمرة شرسه متطرفة عدوانية لن يسلم منها ومن أهدافها أحد من العرب، كل العرب، ولكن بشكل تدريجي تراكمي، ويتوهم من يعتقد أنه سيسلم من شرهم واستعمارهم وعنصريتهم.