- طائرة إسرائيلية "أباتشي" تُطلق النار باتجاه المناطق الجنوبية من مدينة غزة
رحل فاروق القدومي "أبو اللطف"، أحد مؤسسي حركة فتح مع الكبار: الرئيس ياسر عرفات، خليل الوزير، صلاح خلف، خالد الحسن، سليم الزعنون، وآخرين. رحلوا جميعاً، ولم يبق من المؤسسين سوى الرئيس محمود عباس، رحلوا، ولم ترحل فكرتهم، ومبادرتهم نحو انطلاق الثورة الفلسطينية، ونجحوا في: 1- استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية التي كانت مبددة مبعثرة، 2- تعزيز مكانة منظمة التحرير وجعلها فلسطينياً وعربياً ودولياً الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، نتاج التشرد واللجوء، 3- خوض المعارك المتعددة المتتابعة خارج فلسطين وداخلها، 4- وآخر إنجاز، عودة الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، حيث تحولت فلسطين لتكون هي العنوان وأرض النضال، بأدوات فلسطينية ضد عدو الشعب الفلسطيني الذي لا عدو له سوى المستعمرة الإسرائيلية التي تحتل وطنه وتصادر حقوقه وتنتهك كرامته.
"أبو اللطف" أحد المؤسسين لفتح وللثورة ووزير الخارجية ورئيس الدائرة السياسية، في أشد المراحل قسوة ومواجهة، منذ معركة الكرامة التي أصر أن يبقى فيها مع ياسر عرفات وصلاح خلف، والتي انتصر فيها جيشنا العربي الأردني مع مقاتلي الثورة المحدودين، ودفعت جماهير الأردن لأن تهتف في مسيرة جنازة الشهداء من المسجد الحسيني وسط عمان إلى مقبرة الشهداء في الوحدات، وخلال حفل التأبين في سينما زهران شارع السلط، وحضور الراحل الكبير الملك حسين بدون ترتيب مسبق وبدون حرس، وخاطب المجتمعين بقوله: "أنا الفدائي الأول"، رداً على هتافات الأردنيين: "وحدت الدم يا كرامة وحدت الدم".
حينما رحل الشهيد الرئيس أبو عمار، كان من المفترض أن يخلفه أبو اللطف الذي استنكف، برفض عودته إلى فلسطين مع وجود الاحتلال، فتم الاتفاق على معادلة لم تنفذ: 1- أن يكون الرئيس محمود عباس رئيساً للسلطة، وفاروق القدومي رئيساً لمنظمة التحرير خارج فلسطين.
قيمة حركة فتح بمبادرتها التاريخية أنها جمعت في عضوية قياداتها من كان من الإخوان المسلمين: 1- خليل الوزير، 2- صلاح خلف، 3- سليم الزعنون، ومن كان بعثياً: فاروق القدومي، ومن كان يسارياً: ماجد أبو شرار، وياسر عرفات المستقل الذين انخرطوا في مبادرة تشكيل حركة فتح، كفصيل فلسطيني، يهدف ويعمل على تحرير فلسطين واستعادتها، وعودة اللاجئين إلى ممتلكاتهم في المدن والقرى التي تشردوا عنها وطردوا منها.
رفات أبو اللطف أحد مؤسسي فتح، كما جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية وغيرهم من القيادات الفلسطينية، دُفنوا في عمان، اعتماداً على الشراكة والمصالح الوطنية والقومية المتبادلة، والامتداد البشري والجغرافي، لأننا في خندق واحد، من أجل حرية فلسطين، واستقرار الأردن وأمنه وتقدمه، ومن أجل مستقبل مشترك بالكرامة والمساواة لشعبينا في الأردن وفلسطين.
ما حمله رئيس الديوان الملكي باسم جلالة الملك، وولي العهد، لأعضاء اللجنة التنفيذية، وأعضاء اللجنة المركزية، وسفارة فلسطين، من التعزية والمواساة، إنما هو التأكيد على أننا في خندق واحد، ونعمل معاً من أجل مستقبل مشترك.
للفقيد الرحمة والراحة، وللشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن حريته واستقلاله، الانتصار الأكيد، مهما طال الوقت وعظمت التضحيات.
حضور التعزية بهذا الحجم والنوعية من الأردنيين، إنما يُعيد التأكيد على أن هذا استفتاء شعبي نوعي من أجل فلسطين، ذلك هو الاستخلاص، هو النتيجة، هو القرار.
.........
ما حمله رئيس الديوان الملكي باسم جلالة الملك، وولي العهد، لأعضاء اللجنة التنفيذية، وأعضاء اللجنة المركزية، وسفارة فلسطين، من التعزية والمواساة، إنما هو التأكيد على أننا في خندق واحد، ونعمل معاً من أجل مستقبل مشترك.