اليوم الاثنين 16 سبتمبر 2024م
مراسلنا: استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام بلدة يعبد في جنينالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد بجنينالكوفية مراسلنا: مصابون بنيران الاحتلال في محيط برج الأندلس شمال غرب مدينة غزةالكوفية مستوطنون يقتحمون أراضي في بلدة بيتا جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم بلدة صفا غرب رام اللهالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال يشن غارة عنيفة على جنوب شرق خانيونسالكوفية جيش الاحتلال ينفذ عملية نسف في منطقة التوغل جنوب حي الزيتون بمدينة غزةالكوفية أبو الغيط يبحث مع المنسق الأممي للسلام مخاطر استمرار الحرب على غزةالكوفية مقرر أممي: "إسرائيل" تمنع دخول نحو 70% من المواد اللازمة لتنقية المياه في غزةالكوفية لابيد يصل الولايات المتحدة لعقد سلسلة اجتماعات بالبيت الأبيضالكوفية تطورات اليوم الـ 346 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية خاص بالفيديو|| ماذا تعرف عن رجل "إسرائيل" رقم 27؟الكوفية صافرات الإنذار تدوي في "كريات شمونة" ومحيطها شمال فلسطين المحتلةالكوفية الاحتلال يقصف بقذائف فسفورية ومدفعية قرية "الوزاني" جنوب لبنانالكوفية الاحتلال يعتقل عددا من سائقي شاحنات المساعدات في معبر إيرز شمالي قطاع غزةالكوفية فيديو|| خبير عسكري مصري يكشف لـ"الكوفية" عن سر خطير يتعلق بحرب غزةالكوفية شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال جنوب بيت لحمالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً قرب مسجد الإحسان بمحيط السوق الجديد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية القناة 12 العبرية: عائلات أسرى في غزة تدعو للتظاهر قبالة منزل ساعر رفضا لتعيينه وزيرا للجيشالكوفية

صفقة تبادل أم حرب إقليمية؟

10:10 - 13 أغسطس - 2024
هاني المصري
الكوفية:

منذ العدوان على الحُديدَة واغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، والتزام كل من إيران وحزب الله وأنصار الله بالرد، وإسرائيل على أعصابها بانتظار الرد، لدرجة أن هناك أوساطًا سياسية وعسكرية طالبت بتوجيه ضربة استباقية لم يوافق عليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ لأنه يدرك معارضة واشنطن لها، وعجز إسرائيل عن خوضها منفردة.

فأي ضربة استباقية ستؤدي حتمًا، كما كتب الجنرال الإسرائيلي السابق إسحاق بريك، إلى حرب إقليمية، أما الرد فقد يؤدي أو لا يؤدي إلى حرب إقليمية وفقًا لاستهدافاته والأضرار التي يسببها. فإذا كان قويًا وألحق أضرارًا ملموسة، خصوصًا في صفوف المدنيين، فسيستدعي ردًا إسرائيليًا فوريًا، وإذا كان مدروسًا وحكيمًا فسيكون تحت سقف الحرب الإقليمية، وسيستدعي ردًا إسرائيليا من نفس الحجم أو قد لا يؤدي إلى أي رد .

من الواضح أن إدارة بايدن لا تريد حربًا إقليمية على غرار الإدارات السابقة (إدارات جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب)، التي منعت إسرائيل من مهاجمة إيران وتوريط واشنطن في الحرب معها. ويعود سبب معارضة واشنطن للحرب الإقليمية إلى أنها لا ترى الصراع مع إيران وجوديًا، وإنما على النفوذ والمصالح، لذا تفضل احتواء إيران ومحاصرتها ومحاولة تغيير سياستها أو نظام الحكم فيها، كما أنها ستقلل من فرص كامالا هاريس بالفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، كونها ستتسبب بارتفاع في أسعار النفط وفي مستوى التضخم، فضلًا عن اضطراب الاقتصاد العالمي، وربما ركوده.

كما أن الحرب الإقليمية توفر مدخلًا لموسكو وبكين لتعزيز نفوذهما في المنطقة، وتمنح بوتين فرصة أفضل لحسم الحرب في أوكرانيا لصالحه، فضلًا عن احتمالية تحوّل الحرب الإقليمية إلى عالمية.

تصعيد تحت سقف الحرب الإقليمية

ولا تعني ممانعة واشنطن للحرب الإقليمية أنها لا توافق على التصعيد الإسرائيلي، وتقبل بهزيمة إسرائيل، بل تريدها أن تخرج منتصرة؛ أي تريد أن يبقى التصعيد تحت سقف الحرب الإقليمية، وهذا نفسه يعني أن محور المقاومة يجب ألا يرد على التصعيد الإسرائيلي، وهذا مستحيل؛ لأن العدوان الإسرائيلي في بيروت وطهران ضربة لهيبة إيران وسيادتها وشرفها، ومساس بالخطوط الحمر وبالردع الإيراني ومحاولة لبث الفتنة بين أطراف محور المقاومة، والرد آتٍ ولكنه مدروس للغاية حتى لو يؤدي إلى الحرب الإقليمية.

وإذا أضفنا إلى ما سبق بأن طهران لا تريد الحرب الإقليمية ولكنها جاهزة لخوضها إذا فرضت عليها، لأنها ستواجه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الذين لن يسمحوا بهزيمة إسرائيل، لذلك من المفضل عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل طوفان الأقصى، حيث تتقدم إيران وحلفاؤها بالمنطقة بثمن يمكن احتماله، لذا بعد الرد من المفضل إبقاء العمليات العسكرية ضمن مستوى حرب الإسناد والاستنزاف لمنع هزيمة المقاومة، والضغط لوقف حرب الإبادة، كما يظهر في وضع هذا الشرط من قبل محور المقاومة.

ما سبق لا يعني أن الحرب الإقليمية لن تنشب حتمًا، ولكنها ليست السيناريو الأول ولا المرجح حتى الآن، ولكنها سيناريو وارد ما دامت حكومة نتنياهو تلعب بالنار، ومصممة على استمرار الحرب حتى تحقيق النصر الحاسم، بدليل أنها تجاوزت قواعد الاشتباك السارية منذ بدء الحرب، وما يمثل ذلك من مقامرة كبرى يمكن أن تقود إلى رفع مستوى الاشتباك واعتماد قواعد جديدة، أو التوصل إلى صفقة شاملة أو جزئية، أو الانزلاق إلى حرب إقليمية.

محور المقاومة بين خيارين

صدق الدكتور وليد عبد الحي عندما كتب "إن تأخير الرد مفيد"، ولكن تأخيره أكثر مما ينبغي قد يشهد متغيرات تجعل إمكانية الرد صعبة، وهذا ما يمكن أن يحدث إثر صدور البيان الأميركي المصري القطري، الذي دعا إلى استئناف المفاوضات، وهذا أمر محفوف بالمخاطر بالنسبة للمقاومة؛ لأن نتنياهو يستخدم استمرار المفاوضات لكسب الوقت وذر الرماد في العيون، وللتغطية على استمرار الحرب، ملمحًا إلى وجود فرصة للتوصل إلى صفقة.

في هذا السياق، يضع البيان الثلاثي محور المقاومة بين خيارين أحلاهما مر:

الأول، أن يقع في فخ البيان الذي وعد بالصفقة، من دون ضمانات بعقدها وتأجيل أو تجميد الرد إلى حين وضع أطراف البيان على المحك، مع أن ما قاله وفعله نتنياهو بعد البيان، خصوصًا بارتكاب مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج، أبلغ بكثير من قراره إرسال وفده الذي لا يثق به للمفاوضات.

أما الخيار الآخر، فهو أن يمضي محور المقاومة بالرد متزامنًا قبل الخميس القادم موعد استئناف المفاوضات، على الرغم من المغامرة بحدوث رد إسرائيلي على الرد، وهكذا دواليك، أو تجزئة الرد، حيث يقوم حزب الله أو أنصار الله أو كلاهما بالرد أولًا، بينما تؤخر إيران ردها، ولا أحد يستطيع أن يحسم والأيام القادمة هي التي ستقدم الجواب.

لا بد من رؤية السياسة الأميركية المزدوجة تجاه إيران النابعة من إدراك أن الحرب الشاملة مكلفة وغير مضمونة النتائج، لذا من جهة يتم رفع العصا في وجه حكام إيران، لدرجة حشد الأساطيل وحاملات الطائرات والغواصات والتهديد بتدمير الاقتصاد الإيراني وإسقاط الحكم إذا تعرضت إسرائيل للخطر، ولكن من جهة أخرى يتم التلويح بالجزرة لإيران من خلال الاستعداد لرفع العقوبات، وإحياء الاتفاق النووي، والإفراج عن أموال إيرانية، وتذليل عقبة انتخابات رئيس الجمهورية في لبنان؛ أي الاستعداد لعقد صفقة شاملة لم تعد مغرية كثيرًا لطهران بعد تردد إدارة بايدن ومماطلتها بالمفاوضات، وبعد تجربة قيام ترامب بإلغاء الاتفاق النووي بعد فوزه السابق، وفي ظل احتمال فوزه بالانتخابات القادمة.

قامت إيران وحلفاؤها بهجوم سياسي معاكس، من خلال رفض حركة حماس المشاركة في المفاوضات من دون قطع شعرة معاوية، من خلال المطالبة بوضع خطة تنفيذية لتنفيذ ما اتفق عليه، وليس الدخول في مفاوضات جديدة لا تنتهي، فما يهم المقاومة أولًا هو وقف حرب الإبادة، وتأكيد إيران وحزب الله على التمسك باستمرار جبهات الإسناد وبالرد من دون ربط ذلك بقرار استئناف المفاوضات من عدمه.

ويمكن التقدم أكثر من خلال المطالبة بتقديم مشروع قرار بمجلس الأمن تحت البند السابع (أي يملك قوة التنفيذ)، يتضمن التهدئة ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب، والإغاثة، وإعادة الإعمار، وعودة السلطة إلى قطاع غزة، وبهذه المبادرة سيتم قطع الطريق على تحميل المقاومة مسؤولية إضاعة الفرصة المزعومة بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

هل يريد نتنياهو الحرب الإقليمية؟

هناك سؤال ذو إجابة محيّرة: هل يريد نتنياهو الحرب الإقليمية أم أن ما يقوم به، مع خطورته، تحت سقفها، على الرغم من إيحائه خلاف ذلك؟

نتنياهو يريد الحرب الإقليمية من دون إغضاب الإدارة الأميركية، وهو يحاول أن يورطها بها، ولكنها لم تقتنع حتى الآن، فهي تريد الصفقة ووقف إطلاق النار لكن على حساب "حماس"، لذا لا يريد نتنياهو الحرب الآن، ولكنه يراهن على الوصول إليها إذا لم يحقق أهدافه من دونها، خصوصًا أن إيران تقف على العتبة النووية، ويمكن أن تنتج قنبلتها النووية الأولى بعد بدء الحرب الإقليمية.

لو أراد نتنياهو، أو الأصح لو بمقدوره بدء الحرب الإقليمية الآن، فلماذا انتظر أكثر من عشرة أشهر ولم يبادر إلى شنها، كما طالب وزير حربه والجنرالات من ذوي الرؤوس الحامية في اليوم الرابع في الحرب، وأوقفتهم إدارة البيت الأبيض.

 

يعود دفع نتنياهو لواشنطن للاقتناع بالحرب بسبب الضرر البالغ الذي لحق بقوة الردع الإسرائيلية، إضافة إلى الخسائر البشرية والاقتصادية والعسكرية والمعنوية التي لا يستهان بها.

 

أما جيش الاحتلال فلا يريد الحرب الإقليمية الآن بعد استنزاف قواته في المعارك العسكرية على جبهات عدة، لدرجة أن قيادته تفضل عقد صفقة التبادل أولًا، ثم الانتقال للتعامل مع الجبهة الشمالية لاحقًا، سلمًا أو حربًا، وهذا الموقف يسلح واشنطن بورقة تضغط بها على نتنياهو.

 

وإذا لم يرد نتنياهو الحرب الإقليمية الآن، فلماذا يواصل حرب الإبادة والمماطلة والتسويف في مفاوضات التبادل، ولماذا تجاوز الخطوط الحمر في الحديدة وبيروت وطهران؟

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق