- نتنياهو لعائلات المحتجزين: سيطرنا على شمال قطاع غزة وخان يونس وكل القطاع ونستعد لدخول رفح
- حزب الله: قصف مجاهدونا مستعمرتي "غورن" و"شلومي" بالأسلحة الصاروخية"
ينبغى مراجعة اليقين الغريب الذى يسود منذ سنوات طويلة فى أوساط كثير من السياسيين والمثقفين العرب، خاصة بين الفلسطينيين، بأن المستقبل بالحتم، هكذا يقولون، لصالح الحق الفلسطينى، وإنه مهما بدا على السطح من قوة لإسرائيل ونجاح للخطط الصهيونية، فإن الحركة الطبيعية للأحداث وتطوراتها سوف تحقق للفلسطينيين تلقائياً كل مطالبهم الوطنية، وان زوال إسرائيل أمر محسوم ومؤكد لأنها مزروعة ضد مسار التاريخ..إلخ! وهو الرأى الذى كان من أسباب توالى الرفض الفلسطينى لفرص كانت متاحة، بحجة أنها لا تفى بطموحات الشعب الفلسطينى، وبظن أن المستقبل سيوفر فرصاً أفضل، بل إنه سيحل المشكلة برمتها! ورغم انفراط الفرص وانعدام البدائل الأفضل، وتراجع المطروح فى كل مرة بالقياس على ما سبقه، وقارِن فقط ما يُقال فى المرحلة الأخيرة بما كان وارداً أواخر أربعينيات القرن العشرين، فقد ظل الكثيرون، ولا يزالون، راسخين على الرهان على المستقبل، بل يشنون هجوماً ضارياً على من يختلف باجتهاد آخر، ويصمونه بما يتراوح بين الغباء والخيانة! حتى إنه جرى إخراس من كانوا ينبهون قبل عقود إلى أنه ليس صحيحاً فى التاريخ أن الحق وحده كفيل بإنصاف المظلومين، وكانوا يوقظون الساهين عن أن التاريخ مملوء بحوادث مأساوية فُتِك فيها بالحق وأصحابه، وكانت حالة الهنود الحمر نموذجاً، رغم أن أعدادهم كانت عشرات أمثال الفلسطينيين.
كيف بزغ الخطأ الأول التاريخى الجسيم الذى اعتبر إسرائيل كياناً (مزعوماً) رغم أنها كانت ملء السمع والبصر مدعومة صراحة بقوى عظمى؟ وكيف وقعت الغفلة بعدم حساب الخطوات التى تكسبها إسرائيل مع الزمن وبإيقاع سريع؟ وكيف يمرّ الآن تعميق شق جبهة العمل الوطنى يوماً بعد يوم، بين ساعٍ للشقاق وسامح به، وساكت عليه وغافل عن تبعاته؟
المفترض من المثقفين أن يعيدوا النظر جذرياً فى كل هذا، خاصة بعد الضربتين القاصمتين الأخيرتين على يد ترامب، الأولى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والثانية بإقرار حق إسرائيل فى ضم هضبة الجولان المحتلة منذ 1967، بل إنه من الحصافة توقع ضربات أخرى، بعضها يخرج عن الخيال.
الأهرام المصرية