اليوم الخميس 28 مارس 2024م
إصابات بالاختناق في اقتحام الاحتلال لمدينة البيرةالكوفية مراسلنا: شهيدان في قصف الاحتلال منزلا لعائلة معمر في منطقة ميراج جنوبي خان يونسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة عابدين شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة مواطنين من عقربا جنوب نابلسالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين جنوبي مخيم الشاطئ في مدينة غزةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تنفذ أحزمة نارية على مناطق جنوب شرق مدينة غزة بالقرب من دوار الكويتالكوفية "الخارجية" ترحب بالتدابير الاحترازية الجديدة من محكمة العدل الدوليةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 174 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصليب الأحمر: تلقينا العديد من المناشدات من محيط مجمع الشفاء الطبي ولم نتمكن من المساعدةالكوفية الصليب الأحمر: يجب اتخاذ كافة التدابير لحماية الطواقم الطبية والمدنيين في غزةالكوفية الصليب الأحمر: العمليات العسكرية في مستشفيات الأمل والشفاء ومجمع ناصر مقلقة للغايةالكوفية الأوقاف: 120 ألف مصلٍ أدوا اليوم صلاتيّ العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصىالكوفية الاحتلال يعتقل 6 مواطنين من الخليلالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 32552 شهيدا و74980 مصاباالكوفية مراسلنا: شهداء ومصابون في قصف الاحتلال بناية سكنية في حي تل الهوا جنوبي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال مبنى سكنيا قرب برج الوحدة في حي النصر غربي مدينة غزةالكوفية إعلام الاحتلال: منفذ عملية الأغوار ضابط في أحد الأجهزة الأمنية ولا يزال حر طليقالكوفية حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخيةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تدمر بنايات سكنية في مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية الخارجية الأمريكية: لا موقف لدينا الآن من أمر محكمة العدل لإسرائيل لكننا نطالب بإدخال مزيد من المساعداتالكوفية

جثامين العالم الثالث

16:16 - 17 مارس - 2019
كمال الجزولي
الكوفية:

شقيقان مدقعان في بلد آسيوي فقير، توفِّي والدهما، قبل زهاء نصف قرن، عن عمر تعدَّى السِّتين. ليس هذا هو الخبر، بطبيعة الحال، فالموت صنو الحياة، كما وأن الفقر، في بلدان عالمنا الثَّالث المرزوءة أكثرها، في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينيَّة، بالأنظمة الشّموليَّة، أضحى، في ما يبدو، صنوها أيضاً! بل الخبر هو أنهما، ولعدم استطاعتهما تحمّل نفقات الجنازة، ولكونهما مقطوعين من شجرة، كما يقول المثل، كناية عن افتقارهما إلى قرابات يمكنهما الاعتماد على دعمها، قاما بدسِّ جثمان الوالد في حشيَّة سرير عتيق بمنزلهما، وواصلا العيش، هكذا، مع رفاته، طوال عشرات السَّنوات! هل يمكنكم تصوّر هذا؟! ولا أنا!

الشَّاهد أن فاعل خير اكتشف الأمر، بالمصادفة، بعد كلِّ تلك العقود، فتكفَّل بنفقات جنازة لائقة للمرحوم، أو، بالأحرى، ل «هيكله العظمي»! لكن، ولأن أمور الفقراء لا تجري، في العادة، على ما يرام، فقد رفض الحانوتي ترتيب الجنازة، فأبلغ الشرطة التي سرعان ما جاءت، لتتحوَّل الحكاية إلى «موتةٍ وخراب ديار»!.

قد يعتقد بعض الطيِّبين حسني النَّوايا، أن حالة ذينك الشَّقيقين وذلك البلد استثناء لا يقاس عليه. وقد يكون الحقّ معهم، بطبيعة الحال، إذا أخذنا المعنى حرفياً، فما كل يوم يدفع الفقر مساكين العالم الثالث إلى دس جثامين أحبابهم الرَّاحلين في حشايا أسرَّتهم البالية!، سوى أنّ نظرة عابرة للنداءات الموجَّهة «إلى ذوي القلوب الرحيمة» أو ما إليها من العناوين التي يعجّ بها هذا النَّوع من الصَّفحات المتخصِّصة في الدعوة لإغاثة الملهوفين ضمن صحف هذه البلدان اليوميَّة، بل وأبسط من ذلك كله، محض نظرة عابرة إلى النَّاس، في الحافلات والمركبات العامَّة، في الشَّوارع ومواقف المواصلات، في الأسواق والأحياء الطرفية، تكفي، يقيناً، لعكس صورة الكمِّ الهائل من «الجثامين الحية»، والهياكل العظميَّة التي ما تزال تتنفَّس، وإن لم تكن مدسوسة داخل حشايا ما، بل هائمة على وجوهها في الطرقات، أو ملقاة فوق أسرَّة عارية متهتِّكة!.

المفارقة أن أكثر الأنظمة السياسية في هذه البلدان، هي أنظمة شمولية تبرر استيلائها على السّلطة، في بياناتها الأولى، بتفاقم الأزمة الاقتصادية، وازدياد نسبة الفقر، وتدنّي خدمات الصحة والتعليم، فضلاً عن ذم الأحزاب التي تكون قد تولت الحكم، مباشرة، بعد الاستقلال، ومعايرتها بالانشغال بالصِّراع السِّياسي عن الاهتمام بأحوال الفقراء والمساكين، وعن التخطيط السليم للإصلاح والنهضة، مهملين رعاية المواطنين، وتاركيهم ضحايا لما تفرضه السّلطات عليهم من جبايات، بل وتاركين البلاد، بأسرها، نهباً للأنشطة الهامشية، والممارسات الاقتصادية الضَّارة كالتهريب، وتجارة العملة، والسمسرة في مواد التموين، والأراضي، ورخص الاستيراد والتَّصدير، حتى تكوَّنت، بالنَّتيجة، فئات وشرائح اجتماعيَّة تزداد ثراءً، يوماً عن يوم، دون جهد أو عرق، وأخرى يقتلها الفقر، على مدار السَّاعة، رغم الجهد والعرق!.

وللمرء أن يندهش، بل وأن يحتار، ما شاء له الله أن يندهش ويحتار، أهذا، بالحق، توصيف للأحوال، صباح استيلاء الشموليين على السّلطة، أم هو توصيف لها بعد مضي سنوات من حكم هؤلاء الشّموليِّين الفعلي، حيث تكون دولة ما بعد الاستعمار قد انتقلت، بقضها وقضيضها، من فسطاط «الرعاية» إلى فسطاط «الريع»؟!

ومع أن القاسم المشترك بين مصائر الانهيار في هذه البلدان، وفق ما أجمع عليه الخبراء، هو خضوع أنظمتها التام ل «روشتَّات» البنك الدَّولي، إلا أن المضحك المبكي هو أن هذا «البنك» ما يلبث أن يعود، في معظم الحالات، عند تقويم هذه السياسات الاقتصادية، ليتنصل من مسؤوليته، وليؤكِّد أن هذا النظام أو ذاك، هو الذي فرضها على نفسه بنفسه، بل ولينتقد نتائجها!.

هكذا ليس نادراً ما ينقلب حتى البنك الدَّولي يذرف الدَّمع السخين على مصائر الفقراء، ويقترب من الفلسفة المعتمَدة لدى برامج دوليَّة أخرى، كبرنامج الأمم المتَّحدة للتَّنمية UNDP الذى يركِّز على البُعد الاجتماعي في السِّياسات الاقتصاديَّة، بأكثر من معايير «النّمو»، مِمَّا يعني وجوب الانتباه إلى ضرورة الحدِّ من انفلات «حرية» السّوق، وتحجيمها عن طريق تدخل الدولة ل «رعاية» الفقراء!.

لكن، وحيث إن هذه الأنظمة ليس بمقدورها، انتهاج سياسات تصادم مصالح القوى الاجتماعية الدَّاعمة لها، فإنها لا تملك غير الاستمرار في الإعلان الديماجوجي عما تصفه، أحياناً، بالخطط الاستراتيجيَّة، وأحياناً أخرى بالمشروعات الإسعافيَّة، دون أن يكون أقصى ما تستطيعه، بعناوينها الفخمة، وأرقامها المهولة، أكثر من مجرد حمل الناس، في كل مرَّة، على التَّطلع إلى السَّراب، والتَّعلق بحبال الأمل، وذلك بالمراهنة على ذاكرات الشعوب الضَّعيفة!.

هكذا تستمر المأساة، ما استمر انتظار الشعوب لانبثاق التغيير، بأساليب السَّحَرة، من بطون هذه الأنظمة ذاتيَّاً!.

الخليج الاماراتية

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق