اليوم الجمعة 29 مارس 2024م
مستوطنون يشعلون النيران في بسطات خضار بالأغوار الشماليةالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 175 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شابا من منزله في بلدة كفر لاقفالكوفية قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية في نابلسالكوفية فيديو | الاحتلال يقتحم مدينة نابلسالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة الخليلالكوفية فيديو | الاحتلال يقتحم بلدة كفر ثلث شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم منطقة الضاحية في مدينة نابلسالكوفية مراسلنا: إطلاق نار كثيف من دبابات الاحتلال واشتباكات في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة كفر ثلث شرق قلقيليةالكوفية الاحتلال يعتقل سيدة في القدس المحتلةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على جنوب خان يونس جنوب القطاعالكوفية ارتفاع عدد شهداء قصف الاحتلال منزلا لعائلة موسى في مخيم المغازي إلى 8 بينهم طفل وسيدةالكوفية اشتعال النيران في منزلا يعود لعائلة الشاعر بعد القاء طائرة مسيرة مادة مشتعلة على سطح المنزل وسط رفحالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة نحالين غرب بيت لحمالكوفية ارتفاع عدد شهداء قصف الاحتلال منزلا لعائلة موسى في مخيم المغازي إلى 6 بينهم طفل وسيدةالكوفية الاحتلال يبلغ المعتكفين داخل المسجد الأقصى المبارك بمنعهم من الخروج إلى الساحات حتى صلاة الفجرالكوفية ارتفاع عدد شهداء قصف الاحتلال منزلا لعائلة موسى في مخيم المغازي إلى 4 بينهم طفل وسيدةالكوفية مراسلنا: شهيدة و8 مصابين جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة موسى في مخيم المغازي وسط قطاع غزةالكوفية السعودية ترحب بالتدابير الاحترازية لمحكمة العدل الدولية لزيادة دخول المساعدات إلى غزةالكوفية

وَجبت علينا النصيحة

19:19 - 16 مارس - 2019
عدلي صادق
الكوفية:

لطالَمَا استخدمَ الناطقون الحمساويون في هجومهِم على أمنِ السلطةِ في رام الله ، تعبيرَ جماعةِ «دايتون» ، بمعنى أنّ قواتِ الأمنِ الفلسطينيةَ ، التي انضوتْ في المشروعِ التدريبيِ لإعادةِ تأهيلِها ، كانَ تدريبُها بإشرافِ الجنرالِ الأميركيِ «كيث دايتون» الذي شغَلَ موقعَ المنسقِ الأميركيِ للشؤونِ الأمنيةِ الفلسطينيةِ ــ الإسرائيلية . وبالمناسبةِ ، بدأَ المشروعُ في عهدِ حكومةِ هنية الأُولى بعدَ انتخاباتِ يناير 2006 وهنيّة هو الذي وقَّعَ عليهِ بخطِّ يدِه.

لكنْ من يتابعُ طريقةَ أداءِ الأمنِ الحمساويِّ في غزة ، وينظرُ إليها بعينِ المُلمِّ بأنواعِ المدارسِ العسكريةِ ومناهجِ تدريباتِها ، يرى أنّ طريقةَ الأمنِ الحمساويِّ وهو يقمعُ المظاهراتِ ويدْهَمُ البيوتَ ، تنتسبُ إلى المدرسةِ الإسرائيليةِ حصْراً . نقولُ ذلك بغيرِ تحاملٍ أو افتراءٍ ، وبمقاصدِ النصحيةِ ، ونزيدُ عليه بالتأكيدِ أنّ الفارقَ الطفيفَ بين جيشِ الاحتلالِ وأمنِ حماس ، لا سيما في طريقةِ التصرفِ عندَ دهْمِ البيوتِ ، يُسجَّلُ لصالحِ جيشِ الاحتلالِ صاحبِ المدرسةِ الأصليّ .

 فهو الأبرعُ في التدريبِ والتطبيقِ؛ لذا تراه يتحاشى في معظَمِ الحالاتِ ، سبَّ النساءِ في أعراضهِنَّ ، ويتعمَّدُ ، لمقاصدَ شتَّى ، ضبْطَ ألفاظِ جنودِه عندَ دهْمِ المنازلِ ، مع الإيحاءِ للجيرانِ بأنّ المقصودةَ بالدهْمِ أسرةٌ واحدةٌ دون سِوَاها ، وليس المجتمعَ ولا العائلةَ ولا سائرَ البيوتِ الأخرى . ذلك لأنّ شلومو اللئيمَ ، يتصرفُ عندئذٍ ، كمَنْ يريدُ العنبَ ولا يريدُ مقاتلةَ الناطورِ ، أما الأرعنُ الذي يحسَبُ كلَّ صيحةٍ عليه ، فهو يريدُ مقاتلةَ ناطورِ الكرْمِ قبلَ العنبِ ، ويريدُ زجْرَ الناسِ جميعاً ، ويملؤُهُ الجموحُ والاندفاعُ إلى استعراضِ غَلاظتِهِ ، ويتبدى في ذلك كمَنْ يتمثَّلُ الحركاتِ نفسَها التي يؤديها الجنديُّ الإسرائيليُّ ، وهذا أسوأُ من منهجيةِ دايتون ! يخطئُ هؤلاء الذين يدفعون الأولادَ المسلحينَ الملثمينَ ، باسمِ الأمنِ التنفيذيِّ ، للانقضاضِ على الناسِ؛ إنْ ظنُّوا أننا سنجاملهُم وسنصمتُ على عنفهِم الموتورِ أو سنخشى ثرثراتِ تخوينهِم أو صِيغَ كلامهِم الفارغِ الذي لم يُنتجْ إلا الخيبة . ذلك لأنّ كرامةَ الناسِ وحقَّها في التظاهرِ وفي التعبيرِ عن رأْيِها خطٌّ أحمر . ثم إننا في هذا المجتمعِ ، متساوون في المظلوميةِ ومضروبون بالكرابيجِ ، وبالتالي ليس هناك أقبحُ من مظلومٍ يرتدي بزةً عسكريةً ويغطي رأسَهُ بلثامٍ ، فيتمثلُ دوْرَ الغالبِ والقويِّ ذِي العنفوانِ ، ويقمعُ أخاهُ المظلومَ بكرابيجِ الرهطِ المؤمن . ومعلومٌ منذُ بداياتِ انقلابِ حماس ، أنّ أشدَّ هؤلاء غلاظةً على الناسِ ، هم أبناءُ الذين قمعتْهُم حركةُ النضالِ الفلسطينيِ أثناءَ الانتفاضاتِ ، أو تعقبّتْ آثارَهُم الضالةَ ، بل إنّ من بينِهم مَنْ ضبطتْهُم مصالحُ الأمنِ الحمساوية نفسُها ، وحاكمتْهُم ودانتْهُم بالخيانةِ ، لأنّ أذاهُم ارتدَّ عليها ! لا تزالُ هناك فرصةٌ سانحةٌ لحماس ، لكيْ تقفَ وقفةً موضوعيةً مع الذاتِ ، فتراجعَ تجربتَها ، وتضعَ يدَها على مكامنِ الخللِ والرعونةِ والكذبِ والفسادِ والبذخِ ومصادرِ إنتاجِ وبيْعِ الأوهامِ والسياقاتِ الخطابيةِ المكابِرةِ ، وغرائزِ اعتصارِ المجتمع .

ولا بأسَ إنْ عادَ الحمساويون القادةُ ، إلى رأْيِ رسولِ الله في المكوسِ والضرائب . فقد كان عليه السلامُ يكرَهُ أهلَ المكسِ مثلما يكرهُ الكافر . فعندما رُجمتْ المرأةُ الغامديةُ التي اعترفتْ بالزنا ، لم يرضَ النبيُّ الكريمُ أنْ يتشفَّى بها واحدٌ من أصحابهِ ويسخَرَ منها وهي تموتُ ، فانتقَى ألفاظَهُ وهو يزجرُ الساخرَ : «لقد تابتْ توبةً ، لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ ، لغفَرَ اللهُ له» .

ومَنْ هو صاحبُ المكس؟ إنه مَنْ يقرِّرُ الضريبةَ وينتزعُها من قُوتِ الناسِ ويُسهِمُ في إشقاءِ حياتهِم ! الحاقدون على حماس ، يريدونها أنْ تظلَّ متورطةً فيما هي فيه ، وبالطبعِ تسعدُهُم الهجماتُ الرعناءُ التي يتمثَّلُ فيها الحزانَى أدوارَ الجلادينَ . فمَنْ همُ الذين يجلدُهُم هؤلاء؟ إن مثلَ هذا الشططِ الآثِمِ ، يبرِّئُ العدوَّ ويجعلُه في مرتبةٍ أخلاقيةٍ أفضلَ ، بينما هو الأكثرُ وضاعةً أخلاقيةً على كوكبِ الأرض . على الأقلِّ سيقولُ المحتلون إنهم لا يهجمون على شعبِهِم ، ولا يعتقلون معارضاً مثلَ شلومو ساند ــ مثلاً ــ الذي يؤلفُ الكتبَ ويقولُ فيها إن إسرائيل دولةٌ ملفَّقةٌ وشعبَها ملفَّق . ولا تطردُ سلطاتُهُم بذريعةِ نشْرِ الفتنةِ ، جدعون ليفي من جريدةِ «هآرتس» الذي يهاجمُ سياسةَ كلِّ الحكومات . وماذا سيكونُ موقفُ حماس إنْ أعلنَ العدوُّ عن إدانةِ القمعِ في غزة ، مثلما عارَضَ حصارَ السلطةِ لها واختارَ التخفيفَ طلباً لاسترضاءِ الناسِ وتحاشياً لردودِ أفعالِها . الذين خرجوا في غزة يتظاهرون ويهتفون «بِدْنَا نعيش» ليسوا مُترَفينَ يلعبون أو مشاغبينَ بلا آلامٍ وبلا مصاعبَ خانقة . فهؤلاء أصحابُ شكايةٍ ومظلومياتٍ عميقة . إنّ إنكارَ الواقعِ هو نصفُ الخيبةِ ، وتكونُ تكملتُها في المكابَرةِ والاستمرارِ في العنادِ ، في خلْطِ حسبةِ المقاومةِ بحسبةِ الحُكْمِ ، والمراوحةِ في مربعِ الأوهام !

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق