ثلاثة أسابيع تفصلنا عن موعد الانتخابات المحلية التى ستجرى فى تركيا وينافس فيها بقوة حزب العدالة والتنمية الحاكم مع 12 حزبا آخر، وهى الانتخابات الأولى التى تجرى فى ظل النظام الرئاسى واستحواذ الرئيس رجب طيب أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة النطاق..المهم فى عشية هذه الانتخابات هو ما يتردد فى أروقة السياسة من مساع يبذلها رفاق أردوغان القدامى وهم الرئيس السابق عبد الله جول ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشهير أحمد داود أوغلو لتأسيس حزب سياسى جديد يكون منافسا للعدالة والتنمية الذى شاركوا هم فى تأسيسه وانشقوا عنه بسبب تصرفات أردوغان الأحادية، حيث لا يدير تركيا بما تعاهدوا عليه.
ووفقا لتقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فإن أردوغان قلل من أهمية هذه المحاولات، محذرا فى نفس الوقت من أن الجميع يعرف عاقبة من أسس حزبا، ويمنح الرئيس التركى نفسه الحق فى نزع صفة الصدق والإخلاص عن هؤلاء، باعتبارهم منشقين عن الركب وتركوه فى منتصف الطريق، فى حين لا يرى أنه هو الذى خان العهد الذى قطعه مع أصدقائه منذ تأسيس التنمية والعدالة وانفرد بالقرار لتحقيق رغبته فى حكم تركيا أطول فترة ممكنة.
والأهم من تأسيس حزب معارض جديد يكون منافسا قويا فى أى انتخابات قادمة أمام أردوغان، فإن هؤلاء الأصدقاء القدامى الذى أسهموا فى صعود نجم الرئيس التركى محليا وإقليميا ودوليا أصبحوا من أِشد المعارضين لسياساته حاليا، وحسب نفس تقرير الشرق الأوسط قال أحدهم إن تركيا لا تُدار جيدا، ثم يطلق قنبلة فى وجه أردوغان عندما يكشف أن هناك بعض الشرائح داخل حزب العدالة والتنمية غير راضية عن الممارسات البعيدة عن الكفاءة، الأمر الذى يزيد من وتيرة الانشقاقات الداخلية.
الذين يرفضون طريقة حكم أردوغان اليوم هم من كانوا بالأمس يديرون المطبخ السياسى للحزب والرئاسة، وبالتالى لا يتكلمون هباء، فهم يملكون معلومات ووقائع موثقة عن خطايا أردوغان وحزبه فى إدارة البلاد.. ويكفى موقف داود أوغلو منظر الحقبة الأردوغانية الأولي، الذى عبر عن قلقه بشأن الأوضاع فى بلاده التى تسير نحو الفوضى فى إشارة الى الانتهاكات الصارخة بحق الشعب التركي.
نقلًا عن الأهرام المصري