اليوم السبت 08 فبراير 2025م
إطلاق نار يستهدف قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة اليامون غرب جنينالكوفية قوات الاحتلال تقتحم البلدة القديمة في نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم حي ام الشرايط في مدينة البيرةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة كوبر شمال غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم عسكر الجديد شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز عورتاالكوفية تعنت إسرائيلي في تنفيذ اتفاق غزة.. ما تأثير ذلك على مستقبل المفاوضات؟الكوفية قوات الاحتلال تداهم منازل الأهالي في حارة الشراقة بمدينة طولكرمالكوفية ترامب يوقف المساعدات المالية لجنوب إفريقيا بسبب قضية الإبادة الجماعية ضد "إسرائيل"الكوفية قوات الاحتلال تقتحم منازل أسرى من سلواد شرق رام الله مقرر الإفراج عنهم اليوم في صفقة التبادلالكوفية مسئول الشاباك يقر : لقد فشلنا في تنبؤ هجوم 7 أكتوبرالكوفية مصادر محلية: سماع دوي إطلاق نار كثيف في مخيم جنينالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شاباً عقب مداهمة منزله في طمون جنوب طوباسالكوفية الاحتلال يقتحم مخيم الدهيشة في بيت لحمالكوفية الاحتلال يقتحم مدينة بيت لحمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة في بيت لحمالكوفية تظاهرة في كوريا الجنوبية رفضًا لمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزةالكوفية النرويج: تهجير الفلسطينيين يتعارض مع القانون الدوليالكوفية البيت الأبيض: "ترامب يوقع أمرا تنفيذيا للتعامل مع أفعال فظيعة بجنوب إفريقيا حول مصادرة أراضي لأقليات عرقية"الكوفية

مشهد الإبادة وعيون أطفال غزة ..والانتظار على الأريكة!

12:12 - 21 فبراير - 2024
جمال زقوت
الكوفية:

في كتابي " غزّاوي.. سردية الشقاء والأمل" الذي أشهرته في مدينة غزة الصيف الماضي الذي كان لاهباً، وكأن الحياة كانت تغلي فيه على برميل بارود؛ حاولت أن أوثق حياة الطفولة بين أزقة المخيم التي كانت عالمهم الوحيد، ولولا زرقة البحر، ربما لم يتعرف أطفال المخيم سوى على الألوان الكئيبة التي صبغتها النكبة على حيواتهم . قصة الكتاب بدأت مع انتشار وباء الكورونا، وما صاحبها من محاولات سيطرة الحكومات، التي فشلت في رعاية أطفال بلدانها، على عقول ومستقبل هؤلاء الأطفال، وحرف أنظارهم عن الأسباب الحقيقية لتغييب العدالة التي تضمن لهم حياة يستحقونها. كان ذلك باعتماد الترهيب بأن الحياة مهددة بالإبادة، وأنهم "يجهدون" لحمايتهم من غول الوباء . وفي الحقيقة لم يكن ذلك سوى بترويعهم و عزل عقولهم و حرف أنظارهم عن الاسباب الحقيقية لبؤسهم . لم يكن ذلك فقط هنا في فلسطين حيث الاحتلال والانقسام والفساد والفشل هي أسباب ذلك البؤس الذي يلف طفولتهم بقتامة المشهد، بل وحيث العدالة ما زالت مغيبة على امتداد الكون.

أعادتني تلك اللحظة المحاطة بالعزلة وكل أسباب الفشل إلى ما بعد النكبة وحياة أطفال المخيم، وكيف صارع الناس بؤس النكبة والتهجير، وأيضا. كيف كانوا قادرين على تحديها في كل بصمات حياتهم وهم يُولِّدون الأمل، ويمهدون الطريق للثورة، وما أنجبته من انتفاضات. فرضيتي ما زالت أن غزة بالأغلبية المهجرة، والتي شيّدت الوطنية الفلسطينية، وكانت دوماً الرافعة الاستراتيجية الكبرى لها من وسط ركام النكبة ومحاولات طمس الهوية، قادرة أن تنهض كطائر الفينيق، وأن هذا النموذج سيُمكّن البشرية مجدداً من النهوض حتى لو أطاح الوباء بحياة معظم البشر في هذا الكوكب بتناقضاته المرعبة.

كنت واحداً من هؤلاء الأطفال الذين وقفوا في وجه المحتلين دون أن يشعروا بطفولتهم، ولكنني لم أنتبه يوماً في زحمة تلك الكارثة والبطولة لجمال عيون مجايليني من الأطفال. فلا معنى للجمال عند طفل يجاهد والداه كي يصنعوا له سروالاً من قماش كيس الطحين، وينتظر دوره لاستخدام المراحيض الجماعية المشتركة بين خيام وأكواخ اللجوء .

بينما اليوم، وأنا مُتسَّمر أمام الشاشات وسط مشهد الدم والموت والدمار الذي يحاول فرض عزلته علينا، كما حاولت حكومات الفشل أن تفرضها إبان انتشار غول الوباء، أحاول أن أتفحص جمال عيون هؤلاء الأطفال المليئة بالرعب والخوف الحقيقي الذي تزرعه ليس فقط طائرات وقنابل ودبابات العدو في كل شبر يحيط بحياتهم ، بل وبسؤالهم الذي تنطق به عيونهم وهو : من سيحمينا من هذا الموت ومن سؤال الابادة الحقيقي الملئ بالدم والدمار، وليس بذعر الوباء الذي حاولوا أن يسيطروا به على عقولنا ؟

جمال عيونهم الحائرة وطلاقة لسانهم التي حركها عجز القادة وكأنهم يقولوا لنا " لا ننتظر رأيكم ولا أجوبتكم ولا أجنحة تأخذنا بين جنباتها بعد أن أخذت أدوات القتل وماكنة الموت أمهاتنا وآباءنا دون أن تحركوا ساكناً". كما يحضرني مشهد أنتوني فاوتشي مستشار الصحة لدى البيت الأبيض و هو يحذر من خطر الوباء على حياة البشرية، تماماً كما يتحدث أنتوني بلينكن اليوم بدموع التماسيح عن عشرات الآلاف من أطفال غزة وأمهاتهم الذين فقدوا حياتهم في حرب الإبادة التي تنفذها حكومة نتانياهو بالقنابل التي أقرها بلينكن نفسه دون انتظار حتى قرار الكونجرس الذي لم يكن ليبخل بها .

سؤال الأطفال الشهداء

سؤال العصر لأطفال غزة الشهداء والذين تحلق أرواحهم في السماء، و أؤلئك الذين يكابدون الجوع والعطش والمرض والجروح الغائرة في أجسادهم الغضة من تحت الخيام التي يعصف بها المطر والريح في رفح المهددة، وغيرها من المناطق المدمرة في كل بقعة من القطاع هو : ماذا فعلنا لتتركونا وحيدين لغول الابادة، أليست الحياة حقاً لنا كباقي أطفال العالم ؟! هذا السؤال حرك البشرية برمتها، ولكنه للأسف لم يحرك بعد المنتظرين على أرائك مكاتبهم وردهات فنادق عواصم الحوارات التي لا تنتهي، سوى بمراقبة عداد موت هؤلاء الأطفال ومستقبل حياتهم !

لا حياة لمن تنادي !

كتبت كثيراً عن الاستحقاقات السياسية المطلوبة لوقف حرب الابادة ومتطلبات الوحدة الكفيلة بتحقيق ذلك والانطلاق بشعبنا نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال وبطشه، ويبدو أن لا حياة لمن تنادي، وكأن الابادة تجري في كوكب آخر. ولم يبق أمامي غير أن أستبدل الدموع بحرارة المشاعر في لغة ليست متيبسة لعلها تجد آذاناً صاغية !

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق