د. طلال الشريف
الكوفية:أمريكا لا تريد وقفا لإطلاق النار في غزة كما أوكرانيا كي لا تهزم مرتين.
ليس دفاعا عن موقف الولايات المتحدة بل وصفا للحالة العالمية التي نعيشها وصراع قابل للتوسع في العقد القادم لمحاولة تغيير النظام العالمي الحالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، لذلك الولايات المتحدة لا تريد وقفا لإطلاق النار في غزة وبقاء حماس يعني فشل الهدف الذي قامت الحرب من أجله، تماما كما يجري في حرب اوكرانيا وتبهيت النصر الروسي او تمييع الهزيمة لامريكا والناتو ولذلك ستستمر تلك الحروب وإن بوتيرة أقل حسما أي لن نجد منتصرا أو مهزوما بالمعنى القديم ليعلن احد أطراف الحرب أنه انتصر او أنه هزم، والنصر في هذه الحروب الآنية والقادمة سيكون بتجميع النقاط لعملية تغيير النظام الدولي والعلاقات بين دول العالم ومؤسساته وتشكيلاته الدولية.
الولايات المتحدة تدافع عن نفسها وهيمنتها على النظام العالمي الأحادي القطبية والحرب على غزة ستستمر دون اعلان نتائج أيضا كما حرب اوكرانيا رغم خصوصية الحالة الفلسطينية بوجود احتلال اسرائيلي ممتد لقرابة قرن من الزمن لشعب وارض فلسطينية إلا أنها في المحصلة ولسوء طالعنا الفلسطيني وتأخر حل الصراع العربي الاسرائيلي تؤول حرب غزة إلى هذه الحرب الكونية المشتعلة لتغيير النظام العالمي وقد يتبعها حرب أخرى على حزب الله وايران وقد تفتح حرب أخرى رابعة في امريكا اللاتينية بين فنزويلا وغوايانا وغيرها من حروب قادمة.
الولايات المتحدة هزمت في اوكرانيا دون إعلان نتائج وها هي لا تريد وقف الحرب على غزة لكي لا تهزم مرة أخرى .. إذا حروب تغيير النظام العالمي مستمرة وسيستمر الصراع العالمي لعقد آخر وحروب أخرى قد تصل لعشرة حروب في مناطق مغلقة ومتنازع عليها بدات تحظى بكميات من النفط والغاز وهو عنصر اقتصادي يشكل جزء هام في صراع تغيير النظام العالمي الذي فتح بشكا واسع في اوكرانيا ولن يغلق، بل قد نشهد صراعات وحروب متعددة حتى تظفر قوى العالم الجديد للفوز بتجميع النقاط في نهاية العقد القادم لتغيير النظام العالمي الحالي التي مازالت تهيمن عليه الولايات المتحدة كقوة إحادية، والسؤال هل تنجح كل هذه المحاولات العالمية في التغيير أم ستحافظ الولايات المتحدة على مكانتها ويستمر النظام العالمي الحالي بقيادة الولايات المتحدة في قيادة العالم؟؟
العالم يتغير لكن دون حسم سريع في اي معركة يخوضها المجددون أو الساعون للتغيير في مواجهة الولايات المتحدة حتى الآن رغم الهزائم غير الحاسمة التي بدات بانقلابات افريقيا وامتدت لحرب اوسع في اوكرانيا والإن حرب غزة وغدا الحرب المتوقعة على حزب الله وايران وحرب امريكا اللاتينية بين فنزويلا وغواينا وحروب العقد القادم في كل بقاع العالم وكلها ذات صلة او آلت إلى الصراع بين الولايات المتحدة من حانب وروسيا والصين من حانب آخر وظهور قوى اقتصادية تتجسم إما لصالح محاولات روسيا ومناصريي التغيير أو لصالح الولايات المتحدة والناتو ومناصريها في الغرب الاوروبي.
إذا رفض الولايات المتحدة لتمرير قرار لوقف اطلاق النار في حرب غزة في مجلس الأمن سيعني بالنتيجة تبهيت نصرا لفلسطين وتمييع هزيمة للولايات المتحدة واسرائيل.، ويعني أيضا استمرار الحرب على غزة تماما كما استمرارها في اوكرانيا دون حسم ونتائج ضمن محاولات تغيير النظام العالمي الاحادي إلى متعدد.