اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024م
عاجل
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل المقدم سيباستيان هايون من الكتيبة "401" في معارك غزة
  • مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف المنازل المحيطة ببرج البكري ومسجد أبو حصيرة غربي مدينة غزة
  • المديرة التنفيذية لليونيسف: الأطفال في شمال غزة يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف
  • الخارجية القطرية: يجب تحميل الاحتلال مسؤولية سلامة المدنيين والمنشآت الصحفية والطبية
  • الخارجية القطرية: الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن أي اختراق في المفاوضات لكننا متفائلون بشأن ذلك
  • الخارجية القطرية: أي هجوم على رفح سيؤثر سلبا على التوصل إلى اتفاق
"التعليم العالي": قطر ستقدم عددا كبيرا من المنح الدراسية لطلبة قطاع غزةالكوفية جيش الاحتلال يعترف بمقتل المقدم سيباستيان هايون من الكتيبة "401" في معارك غزةالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف المنازل المحيطة ببرج البكري ومسجد أبو حصيرة غربي مدينة غزةالكوفية المديرة التنفيذية لليونيسف: الأطفال في شمال غزة يموتون بسبب سوء التغذية والجفافالكوفية الخارجية القطرية: يجب تحميل الاحتلال مسؤولية سلامة المدنيين والمنشآت الصحفية والطبيةالكوفية الهلال الأحمر: 14 فردا من طواقمنا استشهدوا خلال أداء عملهم في قطاع غزةالكوفية الهلال الأحمر: 14 فردا من طواقمنا استشهدوا خلال أداء عملهم في قطاع غزةالكوفية الخارجية القطرية: الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن أي اختراق في المفاوضات لكننا متفائلون بشأن ذلكالكوفية الخارجية القطرية: أي هجوم على رفح سيؤثر سلبا على التوصل إلى اتفاقالكوفية 27  دولة من دول الاتحاد الأوروبي ستدعو إلى وقف دائم لاطلاق النار في غزةالكوفية الخارجية القطرية: وصول الدفعة العشرين من مصابي الحرب في قطاع غزة إلى الدوحة لتلقي العلاجالكوفية مراسلنا: 15 شهيدا في قصف استهدف منزلا لعائلة مقبل وسط مدينة غزةالكوفية حزب العمل الإسرائيلي يقدم التماسا إلى "العليا" ضد ترخيص الاسلحة في الحربالكوفية الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات إلى 7670 منذ بدء العدوانالكوفية "الخارجية" ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المستوطنين الذين يعتدون على المواطنينالكوفية بن غفير يتفاخر بتسليح 100 ألف مستوطن منذ عملية طوفان الأقصىالكوفية 54  مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصىالكوفية نادي الأسير: الاحتلال يعتقل 15 مواطنا الليلة الماضية من الضفة المحتلةالكوفية الأغذية العالمي: غزة لا تحتاج الغذاء فقط بل المكملات الغذائية وعلاج سوء تغذية الأطفالالكوفية برنامج الأغذية العالمي: إدخال عدد ضئيل من الشاحنات لا يساعد في إنقاذ الأرواح بغزةالكوفية

اختراع القطع ثم صعوبة استنكاره

11:11 - 20 فبراير - 2019
عدلي صادق
الكوفية:

صحيح إن رئيس السلطة محمود عباس، هو صاحب براءة اختراع التكتيك الإقصائي الشائن، بقطع رواتب الأسر لتجويعها  ورميها في غياهب الفقر والفاقة والحرمان. وصحيح أيضاً، إن المحتلين الأعداء، هم أصل المصائب كلها التي نزلت على رأس الشعب الفلسطيني؛ لكن الصحيح الأهم الذي لا مراء فيه، هو أن العدو، لم تكن لديه قبلاً، تكتيكات إقصائية، تتعلق بموضوع الخبز تحديداً. فقد كنا في السجون، نحن الذين نخوض طوعاً معارك الأمعاء الخاوية، لكي نضغط عليه بفضحه من خلال حال الجوع، لكي نظفر بتحسين شروط حياتنا في السجون على صعيد جوانب أخرى.

على الرغم من ذلك، فلا بد من النظر بخطورة الى قرار حكومة الاحتلال، القرصنة واقتطاع ما قيمته 139 مليون دولار في السنة من الأموال الفلسطينية التي يجبيها الإحتلال عبر "المقاصة" بهدف منع السلطة من صرف مخصصات من تبقت لهم مخصصات من بين الأسرى وذوي الشهداء. فهكذا قرار، يتمثل روح المستوطنين الأشرار المسلحين، الذين يُقرصنون في بلادنا ويقتلون ويعتدون على شعبنا، ويقطعون الأشجار ويستولون على الأراضي والمياه ويحتلون مفترقات الطرق ويتطفلون على المجتمع الفلسطيني. وهذه روحٌ إمبريالية ظلامية ذات مخاطر ممتدة، تتوغل في الزمن، ولها جذورها وتاريخها ومجتمعها ومشروعها. أما اقتطاعات عباس للرواتب ولمخصصات أسرى وذوي شهداء لا يستطيعون الوصول الى "المقاطعة" فهي ذات وضع مختلف، لأنها عابرة، ونبتة غريبة ليس لها ما يشبهها في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، وليس لها مجتمع، بل إن مشروعها ــ بالمحصلة ــ هارب من المشهد قبل أن يهرب فعلاً.

صحيح إن عباس هو صاحب براءة اختراع قطع الأرزاق، لكن تجربته ومن معه، مقطوعة من التاريخ. فقد اخترعها رعديد يحسب كل صيحة عليه،  وجعلها استثناءً سلبياً مخالفاً لسياق التراحم التاريخي بين الفلسطينيين مهما اختلفت آراؤهم، وهذه تجربة لن تتكرر وسيُحاسب الضالعون فيها. لذا فإن التركيز الآن ينبغي أن يكون على القطع الإحتلالي، لأن العدو ينتعش  ويؤسس لبقائه وتمدد نفوذه في الإقليم الى الأبد، ولحرمان الشعب الفلسطيني الى الأبد، ولممارسة الجريمة الى الأبد، ولاستمرار السطو على كل الحقوق الفلسطينية الى الأبد!

المحزن والمؤسف، أن يجد الناطقون الفلسطينيون باسم عباس، صعوبة في التعبير عن استهجانهم القرصنة الإسرائيلية باستخدام مفردات أكل الحقوق وحرمان الأسر وتجويعها، والسطو على لقمة خبز الناس. فمخترع الشيء يصعب عليه استنكاره. وإسرائيل من جانبها، ليست في حاجة لمن يفسر لها تصريحاً كتصريح صائب عريقات الذي يلمّح فيه الى احتمال اتخاذ قرارات وصفها بــ "المصيرية والحاسمة" تتمخض عن اجتماعات ما تسمى   "اللجنة العليا لمتابعة توصيات المجلس المركزي". فتل أبيب تعلم الى أين تتجه الأمور والعقول في السلطة الفلسطينية، وتعلم ما الذي ستتمخض عنه اجتماعات أية لجنة قبل أن تجتمع، لأنها ــ ببساطة ــ ترصد اتجاهات أحاديث وقناعات جماعة السلطة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وتعرف رأي كل شخص، ولولا ذلك لما سمحت أصلاً باجتماعات "المجلس المركزي الفلسطيني" وبالتالي هي تدرك أن الصيغة التي تحدث بها عريقات ولمّح فيها الى فكرة حل السلطة كجواب على قرصنتها، المقصود بها حث الوسطاء في الإقليم والعالم على التدخل "لإنقاذ الوضع" وإبقاء السلطة. ففي المنظور الإسرائيلي يظل الهدف من خطوة الاقتطاع، القيام بمناورة لجلب الوسطاء، ثم يكون التوصل من خلالهم الى حل وسط، لتسجيل ما يشبه التراجعات الإسرائيلية التي تساعد في التغطية على تطرف حكومة نتنياهو في المسائل الأساسية وانتهاكاتها اليومية.

في هذا السياق، سيكون الحل الوسط،  بالنسبة للفلسطينيين ــ في أحسن الأحوال ــ أن يُصار الى تسديد مخصصات ذوي الشهداء والأسرى، من خلال عناوين أخرى، إغاثية أو إنسانية، شرط أن تطرح السلطة عن نفسها وتخصم من بين مهامها، واحدة من أهم مسؤوليات منظمة التحرير ذات البُعد الاجتماعي الموصول بمسؤوليتها السياسية، وهي المسؤولية التاريخية في رعاية أسر الشهداء والأسرى.

واللافت أن صائب عريقات، عندما أكد على عزم السلطة على الإستمرار في صرف مخصصات أسر الشهداء والجرحى، استبق الأمر ووقع في زلة اللسان،  إذ قال بتلقائية وبالحرف:"سنقطع عن أنفسنا ونعطيهم". وهذا معناه إما أن التدفق المالي على مجوعة الموالين والمحظيين، سيظل جارياً في حال الاقتطاع الإسرائيلي، وعندئذ ربما يضطر عريقات لأن يقتطع من نفسه ويعطي الأسر، أو إن أثرياء السلطة سيتولون الصرف من جيوبهم، وهذا هو المستبعد!

وهناك أمر ثانٍ مؤسف، لا ينكره إلا المكابرون، وهو أن التعاطف الشعبي الفلسطيني مع السلطة شبه معدوم، وهذه هي إحدى ننتائج الاستهتار بحقوق الناس وكرامتها ورأيها العام!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق