- أحزمة نارية وغارات متتالية عنيفة على شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة
- جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة ويفجرها
كان انتخاب قيادة جديدة لحركة حماس، وتحديدا إسماعيل هنية "رئيسا عاما"، و"يحيى السنوار" رئيسا خاصا للحركة في القطاع، "مفاجئة سياسية" بالمعنى العام، غالبية اعتبروها "إيجابية" وغيرهم غير ذلك، ورأوا فيها فرض منطق أمني وعسكرة العمل الحمساوي.
وسريعا بدد "الثنائي" شكوكا أحاطت بالانتخابات، ومنحت "ثقة" بتوجه جديد للحركة الإخوانية، نحو مزيد من الترابط بـ "الوطنية الفلسطينية"، وان ما كان قد كان، والعلاقة مع الجماعة الأم تبقى من التاريخ، دون أي تأثير على ما هو قادم.
ولعل يحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، كان حقا "مفاجأة" بكل ما لها من مدلول، حيث بدأ بلغة تختلف عما سمع أهل فلسطين من الحمساويين، تقاسمت كثيرا من "عبارات عرفاتية"، وذهب الى مصر لبناء علاقات صريحة واضحة، اساسها أن مصر هي الشقيقة الكبرى، ومركزية العلاقة معها أولوية لحماس في ظل "القيادة الجديدة"، ومارس القول بفعل حرب معلومة ضد "الداعشية" في القطاع، واغلق أنفاق التخريب والإرهاب بين رفح وسيناء، ومنح الأمن المصري ما يملكه من معلومات تساعد في بتر قوى التخريب.
فتح باب حوارات خارج "التقليد"، فبدأ مع تيار الإصلاح بقيادة النائب محمد دحلان، وهي الخطوة التي هزت المشهد الفلسطيني في مصالحة بين تيارين كان بينهما "جدار عدائي" بدأ تحطيمه، نحو أسس علاقة لمصلحة وطنية، فيما بدأ الاستعداد لمصالحة نوعية مع حركة فتح (م7)، وكان "تواف القاهرة" الجديد 2017، الذي لم يصل الى نهايته، لن هناك قوى لا تريد له أن يكون، ليست مجهولة.
ودون عمل استعراض لما كان وما كان يجب أن يكون، خلال ما مضى، لكن يسجل لحماس والجهاد وفصائل العمل الوطني، تفجير مسيرات الغضب في قطاع غزة، دون تجاهل ما لها وما عليها، لكنها سجلت نقاط مضيئة كفاحية شعبية في وجه كسر "الظلامية الكفاحية" التي اريد لها أن تسود، بعد تحالف "الأمن العباسي مع الأمن الإسرائيلي" لمطاردة أي فعل مقاوم شعبي بكل مظاهره، خاصة ما عرف بـ "هبة السكاكين" في الضفة والقدس.
مسيرات غضب شعبي لم تترك دون مشاركة قيادات العمل الوطني، وبرز السنوار فيها يوم مسيرة القدس، بهتاف الشعار العرفاتي الأشهر، الذي كان سبيلا لاغتياله (عالقدس رايحين شهداء بالملايين)، لحظة استثنائية من قائد حمساوي يعيد للذاكرة حقا قولا تعبويا وطنيا ثوريا، حاول الموظف العام في منصب رئيس سلطة الحكم المحدود طمسه، بل اغتياله بكل السبل.
ولكن، وسط كل ذلك برزت كثيرا من "المصائب" التي نالت من "وهج الفرحة" بالجديد الحمساوي، من فساد وسمسرة وفرض خاوات خاصة في مسالة السفر ومعبر رفح، الذي اعتبره البعض "معبرا استثنائيا للفساد والرشوة"، حالة فقر وجوع وتشرد وانحدار أخلاقي غير مسبوق في قطاع غزة.
سلوك من الاستعلاء والغطرسة في العلاقات الوطنية، وكثيرا من المظاهر التي باتت شكوى عامة لأهل القطاع، لكن الفضيحة المباشرة سجلها الشاب الناشط حمزة المصري، في شريط مصور صوتا وصورة، اسما معلوما وليس مجهولا، ويعيش في بيت حانون شمال غزة، أي انه بين جبروت الأمن الحمساوي، قال كلمة لخصت جوهر الأزمة بين المواطنين وسلطة حماس الأمنية، والتي شكا منها أيضا عناصر من حركة حماس ذاتها، كما اشتكوا من فساد بات ظاهرة معلومة.
شكوى الشاب المصري، تستحق وقفة جادة من قيادة حماس، وخاصة يحيى السنوار، الذي خاطبه حمزة بالتحديد، لما يمثله من "أمل" عند جيل اعتقد عبر تصريحاته أنه سيكون ضد مظاهر كارثية، ولن يقبل استمرارها، فالحرص على الوطن يبدأ من حماية الانسان من تغول أجهزة محلية، قبل الحديث عن أجهزة إسرائيلية.
رسالة هي برسم يحيى السنوار، قبل قيادة حماس كحالة رمزية، ولا يجب التعامل معها تجاهلا لقيادة الحركة العامة، لكنها ضمن سياق منطقي ما، ولذا لم يكن صدفة تجاهل الناشط الذي يعتبر نفسه مطلوبا للأمن الإسرائيلي، هيئة الفصائل، كونه يدرك انها مسمى استخدامي لا أكثر