نابلس: في ساعة مبكرة من ليل الأربعاء 30 أغسطس 2023، أُصيب ضابط وثلاثة جنود إسرائيليين، في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم عقب اقتحامهم مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.
كما أُصيب عشرات الفلسطينيين، جراء اعتداءات قوات الاحتلال خلال اقتحامهم للمقام.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إن الجنود المصابين كانوا "يؤمّنون" دخول المستوطنين لمقام قبر يوسف، واصفا حالتهم بين المتوسطة والطفيفة.
وفي المقابل، قالت جمعية الإغاثة الطبية إن 94 مواطنا أصيبوا جراء اعتداءات الاحتلال في محيط قبر يوسف شرق نابلس.
وأوضح جرير قناديلو، المسؤول في "الاغاثة الطبية"، لوكالة APA أن الإصابات تنوعت بين الاختناق بالغاز المسيل للدموع والإصابات بشظايا الرصاص، إضافة إلى إصابات وقعت نتيجة "الدخول المتسارع لقوات الاحتلال إلى محيط القبر".
ويقع "قبر يوسف" في الجزء الشرقي من مدينة نابلس التي تخضع للسيطرة الفلسطينية، ليصبح محطة للصراع منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية.
أزمة قديمة ومتجددة
ما حدث في "قبر يوسف" ليس الأول من نوعه فلطالما أثار هذا القبر التوترات والصراعات، حيث يجسد صراعًا مستمرًا في منطقة الضفة الغربية المحتلة.
وتتسبب هذه البؤرة بمأساة دائمة للفلسطينيين، حيث سقط بسببها، الكثير من الشهداء، وأصيب الآلاف على مدار السنوات الماضية.
كما يُتوقع أن يستمر نزيف الفلسطينيين بسبب المزاعم الإسرائيلية حول هذا القبر إلى سنوات قادمة عديدة.
ويزعم اليهود أن هذا الموقع مقدس في الإيمان اليهودي، إذ يُقال إنه مكان دفن عظام النبي "يوسف بن يعقوب" عليه السلام، الذي نُقلت عظامه من مصر.
لكن تلك الرواية تُقابل برفض فلسطيني كامل، وبتشكيك من العديد من علماء الآثار، حيث يُنكِرون هذه النسبة التاريخية ويشددون على أن الموقع قائم منذ بضعة قرون فقط. بل يرونه مقامًا (ضريحًا) لشيخ مسلم يُدعى يوسف الدويكات.
ويقول خبراء في التاريخ، إن المقام "وقف إسلامي، ومسجل في الأرشيف العثماني، ولا دخل لليهود فيه".
وفي ندوة نظمتها جامعة النجاح الوطنية في نابلس، في نوفمبر 2015، قدّم د. مازن رسمي، المدرس في قسم السياحة والاثار، ورقة بعنوان صورة مقام يوسف في التوراة، تحدث فيها عن التساؤلات والاشكالات حول أماكن دفن النبي يوسف ومرجعية أو عدم مرجعية التوراة كمصدر للتثبت من الحقائق التاريخية.