اليوم السبت 25 مارس 2023م
شرق أوسطي جديد بخصائص صينيةالكوفية نادي الأسير يحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسير المريض وليد دقةالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال جنوب بيت لحمالكوفية القدس: قوات الاحتلال تقتحم بلدة أم طوباالكوفية ميسي يعبر عن مشاعره تجاه الاستقبال المذهلالكوفية رسميا.. إقالة ناغلسمان وتعيين مدرب جديد لبايرن ميونخالكوفية الخارجية: المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية يكذب ادعاءات نتنياهوالكوفية تظاهرة مناهضة للاحتلال بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى بريطانياالكوفية خطة دولية لإجلاء 4700 مهاجر من ليبياالكوفية فرنسا والجزائر تتفقان على طي صفحة الأزمة الدبلوماسيةالكوفية الاحتلال يصادق على مخططات لبناء 8100 وحدة استيطانيةالكوفية 6 إصابات برصاص الاحتلال في كفر قدوم شرق قلقيليةالكوفية تشييع جثماني الشهيدين طارق معالي وكرم سلمان في رام الله ونابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم باحات «الأقصى» وتزيل لافتات وطنيةالكوفية إصابة طفل برصاص الاحتلال في النبي صالح غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شابا من دير شرف غرب نابلسالكوفية ألمانيا تنتقد مصادقة الاحتلال على مشروع قانون يسمح بالعودة لمستوطنات مخلاةالكوفية الهلال الأحمر: قدمنا الإسعاف الأولي لـ 47 مصليًا في المسجد الأقصى خلال الجمعة الأولى من شهر رمضانالكوفية "حشد": تتابع وبقلق استمرار احتجاز الصحفي هاني أبو رزق في غزةالكوفية زلزال سوريا.. هل يكون بداية النهاية للحرب والحصار والعزلة؟الكوفية

”مقبرة الأحياء”… لا تجعلوا الفلسطيني عبرة مرتين

13:13 - 06 فبراير - 2023
د. نداء عادل
الكوفية:

للأدب الفلسطيني نكهة خاصة في عمر الإنسان العربي، لاسيما بعدما حوّل الإعلام قضية العرب الأولى إلى شريط إخباري يعبر شاشاتنا بعيدًا عن أنظارنا وضمائرنا.
“مقبرة الإحياء”، للأديب والمناضل الفلسطيني رجب أبو سرية، هي رواية واقعية تقدم لمحة من الحياة اليومية للإنسان الفلسطيني في قطاع غزة، الذي لم نر خبرًا عنه منذ اتفاق غزة وأريحا سوى لحظات القصف والشهداء الذين صاروا تعدادًا لا نذكره، في الواقع هذه الحرية ما تزال مقيدة ليس من طرف الاحتلال وحسب، بل أيضًا من طرف السلطة الحاكمة في القطاع.
رجب أبو سرية في روايته ”مقبرة الأحياء” يضيء المساحات المعتمة في حياة الشباب الفلسطيني والكهول أيضًا، ويرينا كيف يمكن للمرء أن يتحول بين النقيضين حينما تعلو الأنا ويختفي الوطن.
في الرواية شخوص وأماكن عدة، ولكن الأهم من هذا كله كانت الإنسانية بلا رتوش، ونبوءة للمستقبل الذي ينتظر الأرض ”المحررة” بعدما صارت أسيرة أفراد على برها واحتلال في بحرها، إذا استمر واقعها على هذا الحال.
من تحت الأرض، أو مما ظل مستورًا سنين طوال عن القارئ العربي، نجد رجب أبو سرية يضعنا في مواجهة مباشرة مع مبادئنا وهويتنا وعجزنا الأكبر، بسلاسة سردية تجعلنا ننتقل إلى حياة الشاب نبيل، وكيف تتغير أحلامه من خريج جامعي إلى سائق سيارة أجرة إلى مهاجر عن الوطن، وفي المقابل شخصية إبراهيم من عاطل عن العمل هائم على وجهه تائه في الدروب إلى قيادة مهمة في السلطة الحاكمة بالقطاع، من حياة في النور والحلم إلى حياة تحت الأرض وفي الأقبية السرية، بحثًا عن سلطة وهمية في ديار صارت خاوية على عروشها بعدما هجرها شبابها نحو التيه الأكبر والشتات الأعظم وحلّت عليها الغربان وخفافيش الظلام.
ولم ينس أبو سرية المرأة في روايته، وكيف هي حياتها الطبيعية وما يدور فيها من حكايات، والمرأة المثقفة التي يسلط عليها الضوء من خلال شخصية فدوى، وزميلاتها الجامعيات اللواتي يخترن أن يرفضن واقع الأسر المجتمعي والأسر السياسي المرتدي للعباءة الدينية، ومعه تتحدين السلطات كلها من أجل حياة إنسانية كريمة لهن ولشعبهن المضطهد من الجهات كافة.
كنت أقرأ الرواية وأعيش معها بصوت مارسيل خليفة وتحديدًا نص محمود درويش ”جواز السفر”، الذي يستطيع أن يصف حال المرء وهو يترك الوطن إلى المجهول، دون أن تغيب الهوية الحقيقية عن الإنسان في الشتات على الرغم من أنه فَقَدَ القدرة على بناء الحياة في الوطن، إذ يقول فيها:
كلُّ العصافير التي لاحقتْ
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح،
كل السجونِ،
كل القبور البيض،
كل الحدودِ،
كل المناديل التي لوَّحتْ،
كل العيونِ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!

ويضيف:
عارٍ من الاسم، من الانتماءْ؛
في تربة ربَّيتها باليدينْ
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
”لا تجعلوني عبرة مرتين!”.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق