رام الله: قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. ناصر القدوة، "نحن الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية نحب الجزائر، ونقدر الشعب الجزائري"، لافتًا إلى عدم وجود آفاق وتفاهمات حقيقية يمكن تنفيذها لأسباب عديدة من ضمنها الجغرافية ومن ضمنها البعد السياسي النسبي.
وأضاف، أن "الوثيقة التي تم التواصل إليها في الجزائر، أسوأ من الوثائق التي سبقتها، لأن الوثائق السابقة كانت تحمل رؤية تنفيذية، بالرغم من غياب الإرادة السياسية للتنفيذ"، مشيرًا إلى أن وثيقة الجزائر الحقيقة لا تحمل رؤية تنفيذية على الإطلاق.
وتابع، القدوة أن "هناك مراكز لها مصلحة في استمرار حالة الانقسام لأنها مستفيدة منه سواء كان ذلك بالمعنى الاقتصادي المالي، أو بمعني السياسي، أو بمعني النفوذ، وهناك انصياع لبعض الجهات الأجنبية التي لا تريد للشعب الفلسطيني الخير، وبالتالي هي تريد استمرار هذا الانقسام ومنع استعادة الوحدة".
وبين خلال حديثه، أن "وحدة حركة فتح هي مسألة أساسية إذا أردنا تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية، ونحن نعمل على هذا ضمن إعطاء أولية مطلقة له، و نحن مؤمنين بضرورة النضال من أجل استعادة حركة فتح وتاريخيها".
وأردف القدوة، "لدينا روئ لكيفية الخروج من المأزق الحالي لحركة فتح واستعادة الحركة من خاطفيها، وهذه الرؤية ليست معقدة، وتقوم على أساس وجود لقاء واسع جدًا لأكبر عدد ممكن من شخصيات قيادية فتحاوية تجتمع على أسس واضحة وصحيحة من بينها برنامج سياسي، حتى تعود هذه الحركة حركة موثوقة من قبل الشعب الفلسطيني".
واستكمل حديثه، "لا أقر أن هناك قرار فصل شرعي، هناك إجراء معادي دفع به من قبل رئيس الحركة، والأخوة في اللجنة المركزية لم يتصدوا لهذا كما فعلو في مناسبات أخرى، وأي قرار فصل لعضو لجنة مركزية له متطلبات، من بينها أن يكون هناك محكمة أو ثلث عدد أعضاء اللجنة المركزية مع القرار، وأن يحظى القرار لاعتماد المجلس الثوري، ولم يحدث أي شيء من هذه المتطلبات، وهناك سمة سائدة في محاولة التخلص من كل من يمكن ان يعارض أو يدلي برأيه، أو كل من يسحج لا يمضي، كجزء من قطيع يساق إلى المجهول".
وواصل القدوة، أن "هناك إجراءات غير عادلة ضد أبناء الحركة ، ومظلومية شديدة الوضوح بالنسبة للكثر من الأخوة التي اتخذت ضدهم"، مضيفًا، "أما بخصوص توحد حركة فتح في وجه الحالة السائدة حالياً المتنفذة، لأن الأغلبية ساحقة من أبناء هذه الحركة يشعروا بهذا الظلم ويرفضوا الواقع القائم، ويريدوا تغييره، سواء كان الواقع داخل الحركة الداخلي أو الواقع العام، والمهم أن يكون هناك العدد المقتنع من قبل الشخصيات الفتحاوية الموازنة والتي يقتنع فيها الفتحاويين ويؤمنوا بإمكانية أن تقودهم هذه الشخصيات".
وأكد أن غياب الانتخابات الفلسطينية بما في ذلك الانتخابات التشريعية والرئيسية هو تعبير صارخ عن الأزمة الدستورية والقانونية والسياسية التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني، مشيراً أن القانون الأساسي الفلسطيني يتحدث عن الرئاسة لمدة 4 سنوات ويمكن تجديده لمرة واحدة بالانتخاب ايضاً ، أي مجموعهم 8 سنوات، وليس 17 عام ، ولا يبدو أن هناك أفق لانتهاء هذه الحقبة.
وشدد القدوة على أن الانتخابات الديمقراطية حق طبيعي وهي ظاهرة صحية للغاية، مردفاً، "لا اعتقد أننا مقبلين على هذه الانتخابات بشكل سريع ، والدليل هي إلغاء هذه الانتخابات التي تم قبل عامين، وبالتالي علينا أن نتمسك بالانتخاب كحق طبيعي للشعب الفلسطيني، لكن لا نضع كل امالنا بهذه العملية ، لأننا اذا اكتفينا بذلك ستكون النتيجة صفر، لأن الانتخابات لن تجري ، لذلك علينا المطالبة بالانتخابات وبنفس الوقت نعمل بطرق أخرى لتعزيز تحركنا وبالدفع نحو التغيير بما في ذلك اجراء الانتخابات".
وبشأن التعقيدات الإسرائيلية، قال القدوة، إن" إسرائيل تريد كل شيء الأرض الفلسطينية والضفة وينكروا الوجود الوطني الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية بما في ذلك انكار وجود دولة فلسطين إن كانت تحت الاحتلال أو تحت الاستعمار الاستيطاني ، لذلك علينا أن نحدث تغيرات لازمة في خطابنا السياسي وبرنامجنا السياسي ورؤيتنا النضالية التي تواجه هذه السياسات الإسرائيلية".
وبين القدوة أن قيادة فتح وكوادر فتح الشرفاء وقواعد فتح الشريفة هم متواجدين في كل مكان، وهناك منظومة من السيطرة والقمع وقطع الرواتب ومحاربة الناس في لقمة العيش وملاحقتهم بأشكال مختلفة ، هذا كله كان محرم في الساحة الفلسطينية وغريب ، ولكن نمط سائد الآن يمارس ضد الشعب الفلسطيني و كوادر فتح الشريفة والأصيلة ، وهذا يجب أن نضع له حد بغض النظر عن الاختلاف السياسي ، لأنه فلسطيني ، ولا يجوز محاربة الناس في لقمة عيشهم وقطع الرواتب ومطاردة الناس بأشكال مختلفة باستخدام أدوات السلطة ونفوذ السلطة.
وأردف، " ليس من حقنا أن نفرض أحد على الشعب الفلسطيني ، والقصة لا يمكن أن تحل من خلال تكتكة بين عدد محدود من الناس وغرفة مظلمة وهذا كلام فارغ ، الطريق الوحيد لرئاسة الشعب الفلسطيني هو صندوق الانتخابات ، والشعب الفلسطيني هو من يختار رئيساً له وفقاً الديمقراطية الحقيقة هذا من حيث المبدأ ، اما بخصوص من يحكم السلطة أو فتح ، هناك فكرة سائدة اعتقد أنه الإسرائيليين ورائها ، أما رئاسة الحركة موضوع آخر هذا اعتقد انه يفي بالفهم الديمقراطي للأمور واعتقد انه من الممكن جداً أن تفصل رئاسة الحركة عن رئاسة المنظمة أو السلطة الفلسطينية ، وبالتالي يكون لدينا شخصان مهمان.
وفي ختام حديثه، وجه القدوة رسالته للجموع والشباب الفتحاوية، قائلاً،"نحن أبناء هذه الحركة نحن الأساس ونحن الملقى على عاتقناً هذا العبء الوطني الكبير، علينا نتعاضد وان نتضامن ونمضي إلى الأمام".