الكوفية:طُوش وانفعالات واحتجاجات أسبوعية ضد حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو لدى المستعمرة، تتواصل وتتسع تعكس تفاقم المشكلة الداخلية فيما بينهم وعندهم ولديهم.
الطوشة بين عناوين وقيادات الأجنحة اليمينية نفسها، ومازالت عناوينها محلية إدارية، لم تتسع لتشمل كل المجتمع الإسرائيلي الآيل نحو الازدياد في بروز امراضه، نظراً لعدة اسباب:
- وجود عدو واحد للمستعمرة الإسرائيلية يتمثل بالعالم العربي والإسلامي، والفلسطينيين خاصة، وعملت الصهيونية على تعميق وجود هذا العدو بهدف توحيد المجتمع الإسرائيلي وتمرير وحدته والحفاظ على تماسكه، وهذا العامل بدأ يتآكل ويفقد مصداقيته بعد عمليات التطبيع وتوقيع اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري، والسياسي مع العديد من البلدان العربية.
- وجود خيارات من التعددية وصناديق الاقتراع جعلته مجتمعا حيويا، ناجحا في إبراز قياداته وتجديد دمائها، وهذا العامل بدأ يتراجع نظراً لهيمنة القوى اليمينية والدينية المتسلطة واتساع نفوذها.
- حالة الانفصال والتمييز والعنصرية التي تمارس من قبل مؤسسات المستعمرة وأغلبية المجتمع الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطيني.
- الاستقرار الاقتصادي وقوة الإنتاج، تغطي حاجة الاغلبية، وتجعل منهم مشروعا اقتصاديا متطورا ونافذا.
ومع ذلك يتوهم قادة المجتمع الإسرائيلي أنهم يختلفون عن باقي مجتمعات البشر وأمراضه، فهم مشروع استعماري، ولديهم تعارض بين الإشكناز والسفارديم أي بين الشرقيين والغربيين، وبرز أكثر حالة التعارض بل والتناقض بين المدنيين الذين يفرضون قيمهم وبين الليبراليين نتاج المجتمع الأوروبي المتطور.
التعارضات داخلية إسرائيلية، بل هي بين المتدينين والعلمانيين، وبين الاتجاهات اليمينية والأكثر يمينية وتطرفاً، وليس لها أي علاقة بالوضع الفلسطيني، فالصراع بين الطرفين لا صلة له بالاحتلال والتوسع والاستيطان وعدمه، بل صراع داخلي فيما بينهم، لن ينعكس ايجاباً على الفلسطينيين سواء في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، ومناطق الاحتلال الثانية عام 1967.
النضال الفلسطيني لديه امراضه الخاصة وعنوانها الابرز الانقسام داخل مناطق 48 بين الاتجاهات السياسية اليسارية والقومية والإسلامية، إلى الحد أن خلافاتهم تبرز على حساب خلافهم الجوهري مع المستعمرة وأدواتها، والانقسام في مناطق 67 بين فتح وحماس، مما يجعل حالة من الطمأنينة لدى الإسرائيليين أن خصمهم الرئيسي على الأرض، والتناقض معه، خفيف بطيء لديه حالة إلهاء بنفسه أكثر من صراعه مع عدوه الوحيد الذي يحتل أرضهم ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم.