ما يجري اليوم في محافظات الضفة الفلسطينية من وقائع تكرس الاستيطان بشكل غير قابل للتراجع عنه يعني أن حكومة الاحتلال غير معنية في عملية السلام ولذلك تواصل مخططات فرض سياسة الأمر الواقع وتمددها الاستيطاني في قلب مدن الضفة الفلسطينية وهذا الأمر يعني استحالة التوصل إلى أي حل عادل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية الأمر الذي يتطلب التدخل الدولي وبشكل عاجل لفرض الحماية للشعب الفلسطيني وإجبار حكومة الاحتلال على انصياعها للقانون الشرعية الدولية.
وفي المقابل لا بد من تعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة سياسة الاستيطان وضمان تفعيل برامج المقاومة الشعبية السلمية بكل أشكالها ضد الاحتلال وإن الشعب الفلسطيني العظيم لم ولن يسمح بتنفيذ هذا المخطط الإسرائيلي، وهاهم أبطال المقاومة الشعبية يتصدون لسياسة الاحتلال ليستمر الجهد الوطني والحراك الجماهيري للدفاع عن الحقوق الفلسطينية وتثبيت الوجود الفلسطيني الضارب جذوره في هذه الأراضي المهددة بالمصادرة وضمان التصدي لإجراءات حكومة الاحتلال الاستيطانية وفضح سياساتها التوسعية كون ذلك الأمر يعد من أولويات العمل الوطني والكفاحي حيث يتطلب العمل على تمكين وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية من إبراز تلك الصور المشرفة وفضح سياسات الاحتلال وضرورة نقل صورة الصمود وبشكل مباشر من المدن والقرى المهددة للمصادرة إلى الأمة العربية وأحرار العالم وإبراز صورة المقاومة الشعبية وأهميتها في الحفاظ علي الأرض الفلسطينية من المصادرة والاستيلاء عليها من قبل قوات الاحتلال وفضح مخططاتها التوسعية والتهويدية .
التضامن الفلسطيني المستمر واليومي في تلك المناطق المهددة بالمصادرة هو أحد أشكال المقاومة الشعبية لحماية الأرض الفلسطينية من المصادرة حيث تحتشد الجماهير الفلسطينية لتمنع قوات الاحتلال والمستوطنين من الاستيلاء على الأراضي ضاربين صور من الصمود وحماية الأرض الفلسطينية بالرغم من الأحوال الجوية القاسية، في تحد وطني لقرار حكومة الاحتلال بالإعلان عن تلك القرى مناطق عسكرية مغلقة، وإن من شأن ذلك التأكيد مجددًا علي قوة الحق الفلسطيني حيث أن قوة هذا الحق أقوى من قوة السلاح الإسرائيلي وأن الإرادة الفلسطينية لن تنكسر مهما كانت التحديات والصعوبات .
الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى التحرر من الاحتلال وقيام دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس وبات من المهم أن تعمل الأمم المتحدة وتتحمل المسؤولية الكاملة في حفظ الأمن والسلم الدوليين وضرورة التدخل الفوري لحماية المواطنين الفلسطينيين وحماية أرضهم في وجه السياسات الإسرائيلية الهادفة لمصادرة الأرض وتهجير السكان الأصليين.
صمود أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال يضيف خيار واضح أمام الفصائل الفلسطينية جميعا دون استثناء أحد من أجل محاربة الاستيطان والتصدي لعنجهية الاحتلال ويفرض علينا أن لا نسلم بمصادرة الأراضي الفلسطينية لقيام الوحدات الاستيطانية الجديدة فوق أرضنا والعمل علي حمايتها فلسطينيا عبر إقامة المشاريع عليها ودعم صمود شعبنا في القرى والمناطق المهددة بالمصادرة فهذا الواجب هو أقل ما يمكن فعله والعمل على التوجه للأمم المتحدة ورفع الشكاوي القانونية ضد إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي من خلال سرقتها للأرض الفلسطينية .
لم يعد أمام شعبنا الفلسطيني سوى التحرك الشعبي لإجبار قوات الاحتلال على وقف استيطانها وعرقلة مشاريعها على الأرض حماية للدولة الفلسطينية وحفاظا على حل الدولتين، بعد استمرار ازدواجية المعايير الدولية وعدم قيام المجتمع الدولي واللجنة الرباعية خاصة في اتخاذ خطوات عملية تجبر حكومة الاحتلال التوقف عن استمرارها في مخططاتها الاستيطانية.