- قوات الاحتلال تقتحم قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس
حقبة جديدة من الصراعات بين أقطاب القوى الكبرى ، قبل بزوغ النظام العالمي الجديد
وفي كل الأحوال، فإن العالم مقبل على مرحلة جديدة من الاستقطاب، لا نعرف ملامحها بعد، وهل ستكون حرباً باردة بين أقطاب متعدّدة، إن بقيت ذات التحالفات قائمة، أم أنها ستكون حروباً تجارية
كافة المعطيات على الارض تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك إن ذلك لم يعد فاعلاً، وأصبحت الحاجة ملحة إلى تنظيم الكون من خلال وفاق عالمي جديد بين دول قادرة وفاعلة وغير مشغولة بأيديولوجيات لم تجدي نفعاً، في عالم يتغير في كل يوم
عالم سيتكون من العمالقة الكبار "الصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان وروسيا والولايات المتحدة" وكل له أجندته ومصالحه
وفي الحقيقة :كل حرب لها أدواتها ووسائلها الحالية وتختلف عن سواها من حروب إقليمية وعالمية. فالصراع الحالي بين روسيا من جهة والدول الغربية من جهة أخرى حول أوكرانيا ومجمل ساحة أوروبا الشرقية، وأيضاً بين الصين من جهة والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى، حول بحر الصين الجنوبي وتايوان، والنفوذ في جنوب شرق آسيا، يأخذ توجهات سياسية واقتصادية وسياسية وعسكرية وتقنية وسيبرانية، وعلى نتائجها سيتحدد شكل النظام العالمي الجديد، إن كان من خلال المفاوضات، أو في الحروب
ما يجري في أوكرانيا اليوم هو مقدّمات مخاض عسير لإعادة تشكيل نظام عالمي جديد، لا نعرف أين سينتهي، فكل السيناريوهات مفتوحة، بما فيها حرب بين القوى العظمى، وإن كانت غير مرجحة. وفي كل الأحوال، فإن العالم مقبل على حقبةٍ جديدة من الاستقطاب، لا نعرف ملامحها بعد، وهل ستكون حرباً باردة بين أقطاب متعدّدة، إن بقيت ذات التحالفات قائمة، أم أنها ستكون حروباً على النفوذ، أو حروباً بالوكالة
اجتياح الدب الروسي لأوكرانيا، لا يُعْرَفُ حجمه وطبيعته بعد، بغض النظر عن المدى الذي ستذهب إليه الكرملين ، سواء اكتفت باحتلال الجزء الشرقي من أوكرانيا، أم مضت في التوغل وصولاً إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، وما وراءها، فإننا أمام إرهاصات تشكل نظاما عالميّاً جديداً ، بدأ العالم يعيشه ويعايشه ويهيئ نفسه للتأقلم معه.
إن ما يجري ليس إعادة ترسيم للخرائط أوروبياً، فحسب، ومحاولة العودة بها إلى الحدود التي كانت قائمةً في حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين، الرأسمالي والاشتراكي، زمن الاتحاد السوفييتي سابقاً، بل الذهاب إلى أبعد من ذلك إلى حد محاولة فرض توازنات عالمية جديدة.
لقد اختار الدب الروسي تحدّي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حلف الناتو، على الرغم من أنها تعلم أن العقوبات الاقتصادية التي بدأ الغرب بفرضها عليها، قبل بدء الاجتياح، ستكون صعبة، إن لم تكن كارثية
عهد القطبية الأمريكية الأحادية ولى وبلا رجعة، والعالم المتعدد الأقطاب بدأت ملامحه في الظهور، فالعملاق الصيني يمضي قدماً إلى الأمام ليتربع على عرش الاقتصاد العالمي
، والدب الروسي سيعيد إمبراطورية الاتحاد السوفيتي سابقًا، عاجلاً أم ٱجلاً ويبدو أن الرئيس الأوكراني لم يستطع قراءة المشهد جيداً، بسبب خبرته السياسية المتواضعة.