اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024م
عاجل
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة في نابلس
  • قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية في مدينة نابلس
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين
  • شهيد جراء استهداف الاحتلال منزلاً عند دوار حيدر غرب مدينة غزة
قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة في نابلسالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة السيلة الحارثية قضاء جنينالكوفية الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية في مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة السيلة الحارثية قضاء جنينالكوفية شهيد جراء استهداف الاحتلال منزلاً عند دوار حيدر غرب مدينة غزةالكوفية سوريا: الدفاعات الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي في ريف دمشقالكوفية الاحتلال يقتحم حي الطيرة في رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم حي الطيرة في رام اللهالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 165 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية فيديوهات | الاحتلال يقتحم بلدة ميثلون جنوب مدينة جنين وسط اشتباكات مسلحةالكوفية فيديو | الاحتلال يداهم منزل الأسير المحرر قواريق شرقي نابلسالكوفية قوات الاحتلال تداهم منزل الاسير المحرر محمود قواريق بقرية عورتا شرقي نابلسالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف منزلا قرب مؤسسة المسحال غربي مدينة غزةالكوفية الهلال الأحمر: إصابة شاب نتيجة الضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال في بلدة كفر ثلث شرق قلقيليةالكوفية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على المستوطنين في الضفة الفلسطينية المحتلةالكوفية مقررة أممية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزةالكوفية فيديو وصور | 14 شهيدا وعدد من المصابين جراء غارات للاحتلال على شرق وشمال رفح جنوب القطاعالكوفية مسؤول أممي: معظم السكان في غزة يواجهون انعداما للأمن الغذائيالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية

دردشات عابرة وقضية معلقة

11:11 - 19 ديسمبر - 2018
عدلي صادق
الكوفية:

يمكن أن يؤخذ البيان الصادر في العاصمة الأردنية عمان، عن  الجلسة الأخيرة، قي قصر بسمان، أثناء استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ مثالاً لدوران هذا الأخير في حلقة سياسية مفرغة، يُخشى فيها التفكير في بدائل أو في أطراف بدائل، لمواجهة الامتلاء الصهيوني وفرضياته، ونواياه على كل صعيد، بما فيه الصعيد السياسي الإسرائيلي الداخلي والحديث الصاخب عن عثرات نتنياهو نفسه، باعتباره أقل صلاحية بقليل،  في ناظر المهووسين من زعماء المنظمات الاستيطانية في الضفة.

واضح أن عباس طلب اللقاء مع الملك وأجيب. لكن الذي صدر هو نسخة طبق الأصل، من بيان متكرر منذ عشر    سنين أو أكثر. والحاضرون في الجلسة، من الجانبين، لا يعكسون معاني الجدية، لأنهم ليسوا فريقي عمل متشابهي الاختصاص: العاهل الأردني دعا الى الجلسة، ولي عهده، ووزير خارجيته ورئيس مخابراته ومدير مكتبه، لعل عباس يطرح شيئاً يحتاج الى نقاش. أما عباس فقد دعا، بخلاف سكرتيره وسفيره المديد لدى الأردن؛  شخصاً واحداً هو صائب عريقات الذي لا يحمل أي ملفات عمل في السلطة. بمعنى أن عباس طلب اللقاء لإبلاغ العاهل الأردني شيئاً محدداً، أو الإيحاء بذلك، ثم الدردشة، ومن قبلها وبعدها أن يتبدى وكأن هناك شغل!

في الحقيقة، كانت للأردن مشكلة مع اتفاق "أوسلو" منذ يوم الإعلان عنه. ليس ذلك لأن العاهل الراحل الملك حسين فوجيء به وغضب منه وحسب، وإنما لأن للأردن شبكة من التقاطعات مع الشعب الفلسطيني ــ لا سيما في الضفة ــ كانت تحتاج الى ترتيبات جديدة، تدخل ضمن وثائق الاتفاق ويمكن أن يُستفاد منها فلسطينياً وأردنياً، لتقوية الثقل الشعبي الفلسطيني في معادلات التسوية. لكن الذي حدث هو العكس، وجاء الشق الإقتصادي من اتفاق أوسلو، وهو "برتوكول باريس" لتنظيم العلاقات المالية والاقتصادية بين الفلسطينيين وإسرائيل،  لكي يزيد غضب الملك الراحل حسين اشتعالاً. فقد وقّع أحمد قريع (أبو علاء) على وثيقة "بروتوكول باريس" في 29 إبريل 1994 ولم يكن الأردن في الصورة، وفي ذلك الوقت، كان الملك الراحل يخوض مفاوضات سرية صعبة مع شمعون بيرس في لندن، ولما فوجيء بموضوع "بروتوكول باريس" الذي سيصبح سارياً في سبتمبر من العام نفسه، قال إن هذا اتفاق يمثل ضربة قاضية للاقتصاد الاردني. وسيجعل الدينار يهوي الى الحضيض، وقرر أن ينقل مفاوضاته مع بيرس الى العلن، وأن يسافر الى واشنطن لإنهاء العقبات أمام اتفاق سلام مع إسرائيل، لأن المسألة أصبحت بالنسبة له مسألة حياة أو موت، حسب تعبيره!

ولأن مثل هذه التعارضات في المصالح، تُنتج المكائد يطبيعتها، فقد انطلقت العمليات التفجيرية الحمساوية في قلب فلسطين المحتلة، لإفشال "أوسلو" التي لم يكن أصحابها في ذلك الوقت يريدونها أن تفشل قبل استنفاد أغراضها. ولأن العمليات جاءت على قاعدة موقف مشترك من "أوسلو" فقد كانت بيانات العمليات تتُلى أثناء مؤتمرات صحفية علنية في عمان، ما دفع اسحق رابين الى إرسال تهديد للأردن، تبعه تهديد أمريكي بأن يسري عليه ما يسري على الدول الراعية للإرهاب!

كان الغياب الكامل للتنسيق بين الأردن ومنظمة التحرير سبباً في الكثير من المشكلات التي واجهها الشعب الفلسطيني. فطالما أن خيار قيادة المنظمة هو التفاوض مع إسرائيل والرهان على الأمريكيين؛ فمن المنطقي أن يُعطى بعض الخبز للخباز "العريق" أو أن يستشار العارف والمجرّب. وليس أدل على معرفة الأردن بأساليب التحادث مع الإسرائيليين، من تلك اللقطة الرمزية، التي سجلها محضر اجتماع الملك حسين واسحق رابين، مع الرئيس بيل كلينتون،  في المكتب البيضاوي. فقد استهل كلينتون الاجتماع بسؤال وجهه للضيفين، عندما لاحظ أنهما يعرفان بعضهما بعضاً من قبل: "متى التقيتما للمرة الأولى؟". أجاب العاهل الراحل:"منذ عشرين سنة يا سيادة الرئيس". فرد إسحق رابين بسرعة:"واحد وعشرون يا جلالة الملك"!

اليوم أصبح عباس مثقلاً بقضيّة معلّقة، تبعثرت قواها الاجتماعية والسياسية، وتمزق النسيج الاجتماعي، بفعل فاعلين من اضلاعه وأضلاع حماس، لم يكونوا مضطرين لأعمال مثل تلك التي تعرضت لها السيدة سهى بدران جبارة هي وأسرتها في الضفة، فدخلت المرأة الفلسطينية في إضراب طويل عن الطعام في سجون السلطة التي رأتها أقسى من سجون العدو. وليت مثل هذه الأفاعيل تعطي مردوداً ولو على صعيد تبطئة النشاط الإستسطاني أو تخفيف القتل الميداني لشبابنا في الضفة. بل ليتها تعزز مكانة عباس حتى بين مواليه. فقد بدأت الإشارات الدالة على أن مواليه التنفيذيين يتجاوزونه، ويقومون بأعمال لم يأمر يها أو لا يريدها بالضبط كما وقعت.  

لم يعد لدى عباس سوى حكاية معلقة، وبدأت ترجح فعلاً، أسباب الخطوة التي لطالما روّج لها صائب عريقات، وهي حل السلطة. لقد أصبح حل السلطة، هو الطريقة الوحيدة لإعطاء خازوقٍ لحكومة المستوطنين، يخرج من رأسها. إن العبارة التي يطرحها عباس على حماس: "يا بتشيل يا بأشيل" هي بالضبط ما يحتاج عباس الى قوله لإسرائيل عن الضفة الفلسطينية، لكي يعرف الظلاميون المهووسون، بعدئذٍ، مآلات الاستهتار بكرامة الشعب الفلسطيني ولنرى ماذا سيفعلون، عندما يكون خيار الدولة الواحدة هو الذي أمامها، وليس له بديل سوى دولة الفصل العنصري التي تتلقى مصيرها تاريخياً.

إن هذا هو الذي يتوجب طرحه مع الأشقاء الأردنيين. فالوقت لم يعد يسمح بالدردشات العابرة في حضور السكرتاريا! 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق