- جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات بالقرب من محور نتساريم وسط القطاع
- قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف جديدة في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
- جيش الاحتلال ينسف مربعات سكنية بمحيط دوار أبو شرخ ومنطقة الفالوجا شمالي قطاع غزة
غزة: على طريق استنهاض حركتنا الرائدة فتح، وانسجاماً مع منظومة القيم الديمقراطية والرؤى الإصلاحية التي نسعى إلى تجسيدها وإثرائها بالممارسة الفعلية، والارتقاء بها قولاً وفعلاً، نضع اليوم لبنةً أولى في المسار الديمقراطي، عبر عمليةٍ انتخابيةٍ شفافةٍ تمنح الكل الفتحاوي من أبناء ديمومة الفعل والعطاء في تيار الإصلاح الديمقراطي حقهم في الترشّح والانتخاب للأطر التنظيمية المختلفة، ما يدفعنا إلى التأكيد على أننا نرى بوضوح بأن هذا هو الطريق النموذجي الأمثل في صياغة الآليات الطبيعية لإعادة بناء الحركة على أسسٍ ديمقراطيةٍ تعيد لها عزّتها وهيبتها، والنهوض من كبوتها المترتبة على هيمنة الفكر الإقصائي والتفرد في صناعة قرارها الوطني والتنظيمي، والسيطرة والاستحواذ على مقدراتها، وتغييب مؤسساتها القيادية والتنظيمية لحساب الفرد وحاشية من المستفيدين، ما أدى إلى انحراف البوصلة إلى غير شمالها المغناطيسي، إلا أن فتح بكل ما تملك من إرثٍ كفاحيٍ وموروثٍ وطنيٍ وطاقاتٍ هائلةٍ وكفاءاتٍ عظيمةٍ من خيرة أبنائها قادرة على استعادة روحها الكفاحية وعنفوانها الثوري، هي الأقدر على الوفاء بمسؤولياتها الوطنية وتعزيز دورها النضالي والطليعي في قيادة المسيرة الوطنية نحو الحرية والاستقلال.
إننا في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح وانطلاقاً من وعينا وقناعاتنا الأصيلة، ووفاءً للشهداء من طلائع الفعل الثوري وأسرانا البواسل، وإيماناً منا بالمسؤولية التاريخية لحركتنا في قيادة مسيرة النضال الوطني مع كل الشركاء في الساحة الفلسطينية، وبدعم الأشقاء والأصدقاء من أحرار العالم، أخذنا على عاتقنا تحمل مسؤولياتنا التنظيمية والوطنية في بذل أقصى الجهود وكل غالٍ ونفيسٍ لتحقيق هذا الهدف المركزي، وتقديم النموذج الأفضل في هذا السياق الذي يرتكز إلى منظومة القيم الديمقراطية والرؤى الإصلاحية لتستعيد الحركة دورها وفاعليتها، وإطلاق العنان للإبداع الثوري الخلاق بالاعتماد على مخزونها البشري ورأسمالها النضالي، وفي الطليعة منه جيل الشباب من إخواننا والماجدات والحرائر من أخواتنا، والدفع بهم إلى مقدمة الصفوف القيادية الأولى في كل مناحي العمل الحركي والتنظيمي، ليأخذوا دورهم الطبيعي والطليعي بلا منّةٍ من أحد، وعلى قاعدة الكفاءة والعطاء والقدرة على الإنجاز والالتزام بالمنهج الفتحاوي الصحيح، والتصدي المسؤول للقيام بكل ما هو واجب وطنياً وتنظيمياً ومجتمعياً.
ندرك بلا شكٍ أن المسؤولية جسيمة والتحدي كبير، ولكن هذا هو خيارنا الذي لا بديل عنه، ولا يخفى على أحد أننا قدّمنا الكثير من أجل استعادة وحدة الحركة، وتجاوبنا مع كل الجهود الخيّرة التي بذلت في هذا الاتجاه، فلسطينياً وعربياً ودولياً، وما تزال أيدينا ممدودة بقلبٍ وعقلٍ مفتوحٍ من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، رغم كل الصدّ والرّفض والصّلف الذي يمارسه الفريق الآخر، معتمداً على استغلال نفوذه وسلطانه، والاستفراد بالقرارين الوطني والتنظيمي، وتوظيف كل وسائل الإرهاب والترهيب الأمني والوظيفي والتنكيل بالمناضلين وتجويعهم، والسطو على لقمة عيش أطفالهم بغير حق، ويصر على دفن رأسه في رمال المرحلة حتى لا يرى الواقع متمثلاً في إرادة الجماهير الرافضة لهذه السياسات والإجراءات التعسفية، وباتت ترى في رحيل أصحاب هذه العقليات العقيمة مدخلاً ليس لتصحيح أوضاع الحركة وتصويب مسارها، بل مدخلاً حقيقياً من أجل إعادة ترتيب وضبط المعادلة السياسية والمشروع الوطني على أسس تقربنا من تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
نؤكد بأن الشراكة الوطنية والوحدة الوطنية الحقيقية لا تقبل التغوّل والإقصاء والتفرد، والاستقواء على الآخر الوطني، ما يفرض على الجميع أن يترجم الشعار الكفاحي بشكلٍ فعلي، شركاء في الدم شركاء في القرار، قرار الحرب والسلم على حد سواء، ففلسطين تحتاج إلى شركاء في صناعة الحاضر والمستقبل، إذ أن قضيتنا الوطنية بحاجةٍ إلى كل أبناء شعبنا وطاقاته، لتوظيفها واستثمارها في معركة الوجود والصمود، وصولاً إلى تحقيق النصر في مواجهة المشروع الصهيوني وإفرازاته السرطانية، خصوصاً بعدما وصل إليه من غلوٍ وإنكارٍ وتجاهلٍ للحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا العظيم.
لذا، فلا خيار إلا خيار الوحدة الوطنية، ولا يتحقق هذا الخيار إلا في ظل إنجاز الوحدة الفتحاوية الداخلية، وتعزيز لحمتها التنظيمية، وتصويب مسار الحركة بالشكل الذي يعيد لها الهيبة والعزة، حتى تستطيع بناء أسس الوحدة الوطنية الراسخة على الساحة الفلسطينية.
إننا في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح عقدنا العزم بلا ترددٍ على أن نذهب إلى أبعد مدى، مهما غلت التضحيات، والاستمرار في الهجوم الإيجابي من أجل استعادة وحدة حركة فتح، والوفاء لإرثها وموروثها النضالي، وبناء عليه، نعقد مؤتمرنا التنظيمي في ساحة غزة باعتبارها خطوة على الطريق، كما أننا نفخر بما حققه التيار خلال المرحلة الماضية من إنجازات في خدمة جماهير شعبنا بكل فئاته دون تمييز، ولن ندخر جهداً في هذا الاتجاه، كما كرسنا على الأرض هذا الحضور التنظيمي والحركي والجماهيري الذي لا تخطئه العين ولا ينكره إلا جاحد أو مغرض، ويكفينا فخراً أن أكثر من 94% من قيادات وكوادر وأنصار التيار هم من جيل الشباب، بناة الحاضر وصناع المستقبل، ومنهم جيش من حملة الشهادات العليا والخبرات العلمية والكفاءات الأكاديمية، فهذا التيار الفتحاوي باتت جذوره تضرب عميقاً في النسيج المجتمعي الفلسطيني، وأصبح قوة فعلٍ تنظيميةٍ وسياسيةٍ وجماهيريةٍ يُحسب حسابها على كل المستويات.
تأتي هذه المناسبة العزيزة في ظلال ذكرى الانتفاضة المجيدة، نجدد فيها العهد والقسم على استنهاض الهمم وشحذ العزائم، والاستعداد الدائم للتضحية والعطاء، ولا ننسى أن الكثير من أعضاء هذا المؤتمر هم من فرسان تلك الملحمة التاريخية والبطولية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ولا نزال معاً وسوياً على الدرب، ذات الدرب، حتى النصر إن شاء الله.
دلالات ومنطلقات المؤتمر التنظيمي
أولاً: اتخذ قرار عقد المؤتمر التنظيمي بعد إلغاء الانتخابات التشريعية، وما صاحب ذلك من تداعياتٍ سلبيةٍ على الساحة الفلسطينية، وضرورة استثمار الصحوة الجماهيرية في تكريس القيم والمفاهيم الديمقراطية عبر الممارسة الفعلية داخل جميع المكونات القيادية والقاعدية للتيار.
ثانيًا: إعادة بناء التيار على أسسٍ تنظيميةٍ وإداريةٍ تؤمّن له القدرة، وتمنحه الفاعلية والرشاقة أكثر في إنجاز الأهداف والغايات المطلوبة والاستجابة العملية باقتدار لكل المستجدات اللاحقة.
ثالثًا: فتح المجال أمام القطاعات الشبابية والنسوية لتأخذ دورها الطبيعي في القيادة وصناعة القرار، وتكريس مبادئ وقيم الشراكة الكاملة عبر الخيار الديمقراطي.
رابعًا: نوجه رسالة واضحة وصريحة لكل الأخوة في حركتنا الرائدة فتح، على اختلاف مواقعهم ومواقفهم، أننا معاً نستطيع صناعة مستقبلٍ أفضل لحركتنا، رسالة مفتوحة من القلب للقلب، على فتحاويتنا لا نساوم، باقون فيها فكراً وممارسةً وانتماء، أوفياء لدماء الشهداء وأمناء على العهد والقسم، فتح تستحق أن ينحاز كل الشرفاء من أبنائها إلى خيار إنجاز وحدتها الداخلية، باعتبارها صمام الأمان لهذه الحركة العملاقة، وضمان ديمومتها، ودورها الطليعي في مسيرة النضال من أجل التحرر والاستقلال.