- مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة
- جيش الاحتلال: مقاتلاتنا شنت غارات على منشآت عسكرية لحزب الله في طيرحرفا وعيتا الشعب جنوبي لبنان
الكوفية – خاص: 80 ألف جندي دفع بهم الاحتلال إلى الساحات والميادين لمواجهة الشعب الثائر المنادي بالحرية، في ثورة شعبية شارك فيها أكثر من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، وكذلك القدس المحتلة، ليقع 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح وأسير.
في مثل هذا اليوم 8 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1987م، فجرت حادثة دهس مستوطنين عمالا فلسطينيين بمدينة جباليا شمال قطاع غزة، انتفاضة عارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، استمرت جذوتها مشتعلة لـ6 أعوام كاملة تلهب ظهر العدو وتكبده خسائر فادحة.
حادث استشهاد 6 فلسطينيين بحادث دهس، وما تبعه من أحداث، كان تعبيرا صارخا على شعور فلسطيني متنامٍ بالاضطهاد والتنكيل والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، وحرمانهم من أبسط الحقوق الحياتية، علاوة على ممارسات المستوطنين التي تصل لاستباحة دمائهم دون أدنى حساب.
34 عاما
قال أستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب، إن انتفاضة الحجارة التي اندلعت في مثل هذا اليوم قبل 34 عامًا، نجحت في استدعاء القضية الفلسطينية مجددًا وإخراجها من طي النسيان، بعد أن تشتتت الثورة في أصقاع الأرض عقب الخروج من بيروت في العام 1982م.
وأضاف، في تصريحات لـ«الكوفية»، أنها كانت انتفاضة شعبية خالصة، وكان الفعل الفلسطيني وحده هو أداة وصولها إلى أسماع العالم لتتصدر قضيتنا المشهد الدولي من جديد، حيث لم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي الموجودة اليوم، وكان اتفاق أوسلو أحد انعكاسات انتفاضة الحجارة، حيث تم تشكيل وفد فلسطيني أردني مشترك لحضور اجتماعات مدريد.
حاضنة شعبية
وأوضح الرقب، أن الحاضنة الشعبية كانت جاهزة في الـ8 من ديسمبر/كانون الثاني عام 1987م، وما إن ارتقى 6 شهداء بحادث دهس، اشتعل فتيل الانتفاضة وكانت لجان الشبيبة الفتحاوية في المقدمة تقود وتنظم، لتنضم لاحقًا بقية الفصائل، لكنها في مجملها كانت ثورة شعبية جماهيرية.
وتابع، أن المقاومة في الداخل الفلسطيني هي الأهم، لذا كانت الانتفاضة ذات طعم خاص، يختلف كليًا وجزئيًا عن المقاومة من الخارج.
مصدر إلهام
وأوضح، أن انتفاضة الحجارة كانت مصدر إلهام لاندلاع انتفاضة الأقصى لاحقًا في أواخر سبتمبر/أيلول عام 2000م، غير أن انتفاضة الأقصى حدثت في وقت كانت الفصائل فيه تمتلك سلاحًا وعناصر قادرة على تغيير آلية المواجهة وتنفيذ عمليات حقيقية ضد الاحتلال.
غياب الاستراتيجية
وعبر الرقب عن أسفه لغياب استراتيجية فلسطينية واضحة، في الوقت الراهن، يتخذ منها الشعب متكئًا للانطلاق نحو انتفاضة جديدة وبدء عمليات تحرير الأرض من المحتل الغاصب، مشيرًا إلى أن الحالة الفلسطينية تشهد حالة تيه لم تمر بها من قبل.
سلاح بسيط
من جهته، قال المختص في شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، إن ما ميز "انتفاضة الحجارة" عام 1987، كان الشمولية والطابع الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنية الموحدة والحاضنة الاجتماعية والشعبية لها، فضلا عن سلاحها البسيط والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، صغارا وشبانا، رجالا وشيوخا، فتيات ونساء، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى إلى تصاعدها وديمومتها وشكلّت عبئا على الاحتلال وأعوانه.
وأضاف، أنه على الرغم من اتساع الاعتقالات وارتفاع أرقامها، وزيادة أعداد المعتقلين داخل السجون، وما لحق جراء ذلك بالمجتمع الفلسطيني على المستويين "الجمعي والفردي" من أضرار وأذى، إلا أن تلك الاعتقالات وما صاحبها لم تُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، ولم تؤثر على مسيرة الانتفاضة وديمومتها، أو على حجم المشاركة فيها، كما ولم تفلح في اخماد جذوتها.
200 ألف معتقل
وكشف فروانة، أن عدد حالات الاعتقال خلال انتفاضة الحجارة تجاوز 200 ألف، وأن تلك الاعتقالات طالت فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني كافة، وشملت جميع المناطق الفلسطينية، وأن الكثير من الفلسطينيين مرّوا بتجربة الاعتقال لأكثر من مرة، وأن العديد من السجون والمعتقلات افتتحت خلالها لاستيعاب المعتقلين الجدد ولعل أبرزها معتقل النقب الصحراوي الذي افتتح في 17 مارس/ آذار عام 1988.
42 شهيدا في الزنازين
وتابع، أن 42 معتقلا فلسطينيا استشهدوا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، خلال "انتفاضة الحجارة"، جراء التعذيب القاسي والإهمال الطبي وإطلاق الرصاص، أمثال خضر الترزي، إبراهيم الراعي، مصطفى العكاوي، خالد الشيخ علي، أسعد الشوا، بسام السمودي، عطية الزعانين، جمال أبو شرخ، محمد الريفي، عمر القاسم، حسين عبيدات، سمير سلامة.. وغيرهم.